في قصر إنجليزي فخم، تحيط به الحدائق الشاسعة والتقاليد الملكية العتيقة، يعيش الأمير الشاب حياة روتينية مملة. تبدأ يومه بشاي الظهيرة مع الزلابيا، ثم ركوب الخيل في الإسطبلات الفاخرة، يليه السباحة في المسبح الضخم، وينتهي بلعبة "التقاط الاوتاد" الأسبوعية، وهي لعبة أرستقراطية غريبة لا يفهم الأمير مغزاها. كان الأمير يشعر بالاختناق من هذه الحياة الرتيبة، فكان يتمرد عليها بالخروج للتنزه في الخفاء، حيث يلعب مع عامة الناس الدافورى في الشوارع الترابية، ويعود إلى القصر بعد غروب الشمس. في إحدى جولاته، لمح الأمير فتاة جميلة تركب دراجة هوائية تحمل عليها أواني الحليب. كانت الفتاة تنشر البهجة أينما حلت بابتسامتها الساحرة وروحها المرحة. تكرر المشهد عدة مرات، فحفظ الأمير موعد مرورها، وأصبح ينتظرها بشوق. كان يقف في الموعد المحدد، لكنه كان يخجل من التحدث إليها، فتضيع الكلمات منه عندما يراها. كان يقضي ساعات أمام المرآة يحضر نفسه للقاء الغد، لكنه يفشل في كل مرة. وذات يوم، اختفت الفتاة فجأة. لم تعد تظهر في موعدها المعتاد. انتاب الأمير قلق شديد، وبدأ يبحث عنها في كل مكان، لكن دون جدوى. قرر أن يطرق أبواب المنازل ليسأل عنها، فأخبره الجميع أنها هي من كانت توزع عليهم الحليب، لكن موعد التوزيع تغير بسبب التوقيت الشتوي وغروب الشمس المبكر. في اليوم التالي، كان الأمير في الموعد الجديد، وقرر أن يقنع والده بتغيير مورد الحليب للقصر، لتكون الفتاة هي المورد الجديد. وافق والده على مضض، لكنه كلف كبير الخدم، السيد بيرتش، بمتابعة الأمر. هنا تبدأ الصراعات الكوميدية مع مورد الحليب الحالي، السيد هيغينبوتوم، وهو رجل عجوز متصلب الرأي، يرتدي بذلة سوداء طوال الوقت، ويعتبر نفسه حارس التقاليد الملكية. يرفض السيد هيغينبوتوم التخلي عن منصبه بسهولة، ويبدأ في التآمر لإفشال خطة الأمير. يبدأ هيغينبوتوم بنشر الشائعات عن الفتاة، مدعياً أنها "غير مؤهلة" لتوريد الحليب للقصر، وأن حليبها "قد يكون مسموماً". يحاول أيضاً تخريب عملية التوريد الجديدة بوضع العراقيل أمام الفتاة، مثل تغيير مسارها أو إتلاف دراجتها. في إحدى المرات، قام هيغينبوتوم باستبدال حليب الفتاة بحليب الماعز، آملاً أن يثير اشمئزاز العائلة المالكة. لكن الأمير اكتشف الأمر في الوقت المناسب، وقام بتبديل الأواني قبل وصولها إلى المائدة. تتصاعد الأحداث الكوميدية، حيث يحاول هيغينبوتوم بشتى الطرق عرقلة الفتاة، بينما يحاول الأمير حمايتها وإنجاح مشروعها. في النهاية، يفشل هيغينبوتوم في مساعيه، ويثبت الأمير لوالده أن التغيير ليس دائماً سيئاً، وأن التقاليد يجب أن تتطور مع العصر. تنتهي القصة بزواج الأمير من فتاة الحليب، ويعيشان في سعادة وهناء، ويصبح القصر مكاناً أكثر انفتاحاً وبهجة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة