اقتربت الساعة وانشق القمر، وعلى أهالي السودان من أقصى شرقه ووسطه وشماله، أن يجمعوا ما خف حمله وغلا ثمنه وأن يغادروا هذه الأرض خلال الأسابيع القادمة، ولا عذر لمن أنذر. وإني أراهم رأي العين مبعثرين، وجلابيبهم البيضاء تجوس على صفحات الأرض جوسا، وقد رفت على العماء سرابيلهم، وأعتمت السماء بأرواحهم، وجثا سكون الكون فوق سكونهم، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله من قبل أبداً حتى في أساطير الأول. يا أهالى الخرطوم، اسمعوا وعوا، وأنصتوا ولا تضعوا أصابعكم في آذانكم حذر الموت، فالموت آت ولو كنتم في بروج مشيدة. سنوات الحزن الأسود قد ألمت بكم، ومرارة الحنظل في الحناجر كوِّرت، ومنازل الأحياء بمقابر الموتى اختلطت، والوجوه كلحت، والجثث انتفخت، والقاضية أرسلت، والآزفة وقعت، والآجلة عُجِّلت، فلا علمت منكم نفس ما قدمت ولا علمت ما أخرت حتى يأتي يوم الدين. يا أهالى الخرطوم والوسط والشرق والشمال، إني لكم نذير نحس مستمر، لم تر مثله أمم سابقة ولن تراه أمم لاحقة، بالخسفة الماحقة، والبهتة الساحقة، والكربة الداهقة، عالية وشاهقة. لا تشرئب لها أعناق، الموت فيها سُراقٌ سُراق، كالخطفة الخاطفة، التي ليس لها من دون الله كاشفة، ذلك أن الله لا يهدي القوم الظالمين. يا قوم.. اتقوا الله وتوبوا إليه توبة نصوح، عسى ربكم أن يرحمكم، توبوا من قبل أن يأتكم هذا اليوم وإنه والله وتالله قريب، بل هو أقرب إليكم من حبل الوريد. فاتقوا ربكم وأعلنوا التوبة واذرفوا الدموع تضرعاً إني لكم من الناصحين. وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين. ناصر المستضعفين، ضارب الظالمين بالظالمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة