كم كان الاستاذ محمود محمد طه قوياً وثابتاً فى محاكمته وعند اعدامه ويناير كان شهر المحاكمه والإعدام وقد كنت من حضور هذه المحاكمه والإعدام وشاهدت الاستاذ محمود ثابتاً وقوياً وكنت حضوراً فى المحاكمه ومن اقرب الحضور لمنصة الاعدام وكنت اركز على وجهه ووالله كان وكأن الذى سيعدم شخص آخر واشهد الله اننا كنا متوترين وأعصابنا بايظه اكثر من الاستاذ محمود وانا كنت ادقق النظر فى وجهه لأرى اى انعكاس لخوف او توتر خلال المحاكمه او لحظة الإعدام ولكن الاستاذ محمود كان فى عالم آخر وانا ليس من اتباعه او مؤيديه بل كنت من معارضيه لانى كنت احب عبد الناصر ومؤمن بالوحده العربيه وكان عنده راى فى مصر وفى الناصريه والوحده العربيه ( رأيه فى الوحده العربيه كان سليماً ) واشهد الله اننى بحثت بحث عن اى مؤشر للخوف فى وجهه او حتى اى نزعة خوف او توتر فلم اجد شيئاً من ذلك وشاهدت نزعة الخوف والتوتر فى تلاميذه فى المحكمه وعند الإعدام و الذين خافوا وتراجعوا واعلنوا توبتهم وكانوا متوترين جداً ولكن صدقونى الاستاذ محمود محمد طه فى المحكمه وفى ساحة الاعدام كان وكانه فى عالم آخر غير عالمنا واكثر ماحيرنى تلك البسمه العجيبه عندما نزعوا عنه غطاء الراس وهو فى منصة الاعدام ويقف شامخاً وغير مبالى وهو على بعد دقائق من الإعدام وحبل المشنقه على عنقه فقد كانت تلك الابتسامه محيره ومازالت تحيرنى حتى الآن لانها كانت صادقه وهو على بعد دقائق من الموت ويسمع فى هتافات اعداءه من الكيزان وحبل المشنقه بجواره وقد حضر مولانا فؤاد الامين والمكاشفى والنيل وعوض الجيد والمهلاوى الإعدام وكانوا بجوارى وكانوا خائفين ومتوترين وعوض الجيد يجلس جوارى مباشره ومن توتره كان يرتجف ويكتب فى حرف (ن ) فوق صدره بصوره متكرره ومتواصله ولكن للحقيقه كان الاستاذ وكانه فى عالم آخر غير عالمنا هذا !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة