د. نفيسة أحمد الأمين لارتباطي الوجداني والعمل معها وكاحدى رائدات العمل النسوي و من اللائي وقفنّ ضد المستعمر والعادات والممارسات السالبة التي طالت المجتمع .. والتي غادرت الفانية ظهر الاحد ٥يناير ٢٠٢٤م
ففي العام ١٩٧١م عيّنت كنائبة لوزير الشباب والرياضة كأول سودانية تعمل في قمة الجهاز التنفيذي وأول من شاركت بالمكتب السياسي خلال حكم الرئيس نميري ورحيل نظامه في ١٩٨٥م قررت عدم الانتماء لاي حزب سياسي .. كانت مدرستي الاولى حيث عملت بمكتبها بوزارة الشباب وكان زوجها المهندس الزراعي حينما يتصل يطلب أن أقول لها أنه بخير .. وما أن ابلغها انه بالخط وكأني بقلبها ينتفض ولم يكن ذلك غريبا وهي المشحونة بالإنسانية والمحبة للجميع .. وخلال فترة حدادها كنت أذهب رفقة مدير مكتبها ميرغني لأعرض عليها البريد وللتوقيع علي الرسائل والقرارات الوزارية والإدارية واذكر انها رشحتني لمرافقة أكبر وفد شبابي ليبي يزور الخرطوم .. في احدى اجازاتي من الدوحة حضر رئيس وأعضاء النادي العائلي بالخرطوم وانا بدار صديقتي د بخيتة امين لان نفيسة تمنعت عن التكريم .. فذهبنا لدارها بحي الصافية .. رحبت بي طويلا واحتضنتني بحب أمومي وأعتذرت مرة اخرى لوفد النادي .. فقلت لها " وافقي عشان أحضر تكريمك " فردت عشان خاطرك يا عطوفة " وطلبت مني ان أذهب لغرفتها بالطابق الثاني لاختيار الصور المناسبة.. رافقتني مساعدتها وذكرت لي طيلة وجودي معها لم يدخل غيرك لغرفتها .. علي سريرها دفتر خاص وبعض أقلام كيف لا وهي شعلة الاضاءات الفكرية والمجتمعية ..رطب الله قبرها برياحين الفردوس ..
انغرست ماما نفيسة كما يحلوا لها مناداتها كايقونة وسط طالباتها ومحبيها بمؤسسة الاحفاد العريقة ودرست بكلية المعلمات وعملت معلمة بسنار ثم كسلا ولظروف اسرية قدمت استقالتها وبدلا من قبولها تسلمت رد من المفتش البريطاني بفصلها من وزارة المعارف والعام ١٩٥١ م التحقت بمدرسة البنات الاهلية الوسطى التي تأسست 1948 .
تواثقنا ككوكبة مستنيرة لتقارب فكرهن ثريا امبابي ، محاسن جيلاني ، فاطمة احمد ابراهيم ستنا بدري ود فاطمة عبدالمحمود واخريات علي ضرورة قيام جسم نسائي يكفل لهن حقوقهن في التعليم والعمل .. وفي 17 يناير 1952م نشأ التنظيم الأول من أجل تأكيد حقوق المرأة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية .
وشاركت ابنة النور في وضع دستور السودان ولعبت دوراً هاماً في استقلاله وكأن الأقدار ارادت ان تغادر وتزامنا ويناير …
وبقدر حرصي علي ان أبث مقالاتي لها كانت اكثر حرصا علي التعليق الايجابي ليس تشجيعا بل كانت حروفها لي تنطق برؤيتها ولا تتردد أن تذكرني بأني أمثلها وأصدقكم القول إن تعليقاتها كانت تملأني ثقة وكيف لا وهي قدوتي أمي ومعلمتي .. والشمعة التي انارت الطرقات لجيلنا وبنضالهن اشتعلت بلادنا بالإضاءات .. قبل أن يطمس الرعاع القتلة الارث والتراث ويدنسوا الارض بدماء الشعب الأعزل ..
وللفنان الكابلي أغنية تعبر عن صوت المرأة تبث في الأعياد الوطنية ترمز لنفيسة حيث لقبت ب ( أبنة النور) تقول كلماتها : أي صوت زار بلأمس خيالي .. طاف بالقلب وغني للكمال .. أذاع الطهر في دينا الجمال .. إنه صوتي أنا .. زاده العلم سنا . إنه صوتي أنا أبنة النور أنا .. أو تدري من أنا .. أنا أم اليوم أسباب الهنا ود نفيسة بهذه الاستنارة الباكرة والوطنية المكتنزة بالحيوية . وخلال سفرها رفقة زوجها ساهمت في تأسيس جمعية النساء السودانيات بالمملكة المتحدة ..
وداعا نفيسة التي نحتت بكبرياء وفكر ناضج وانسانية خلوقة لتعبيد طريق الاستنارة والتعليم والتعلم للمرأة الأم والشقيقة المعلمة ومربية الاجيال وشقيقة الرجال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عواطف عبداللطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست