خطاب الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع في 1 يناير 2025 هو أكثر من مجرد بيان عسكري، إنه إعلان قوي عن قوة الحضور والقدرة الاستراتيجية التي يتمتع بها؛ فدقلو لا يتحدث فقط عن الانتصارات الميدانية بل يقدم قواته باعتبارها العمود الفقري لمستقبل السودان الجديد وفي هذا الخطاب يسحب البساط من تحت أقدام خصومه معززاً موقفه كقائد لا يقبل الهزيمة ولا يلين أمام التحديات. بتأكيده على الهزائم التي مني بها الجيش السوداني في مختلف الجبهات أظهر دقلو قدرة قواته على خوض المعارك الشرسة وتحقيق انتصارات متواصلة رغم الظروف الصعبة؛ وهذه الرسالة تبني صورة الدعم السريع كقوة لا يستهان بها تتفوق عسكرياً وتنظيمياً ما يعكس الثقة التامة في إمكانياتها وقدرتها على الاستمرار في مواجهة الفلول وأذيالهم؛ فلغة الخطاب لا تكتفي بتوصيل القوة العسكرية فقط بل تعكس استراتيجية سياسية عميقة تؤكد أن قواته تقف في وجه النظام القديم بكل مكوناته. أما الحديث عن الأزمات الإنسانية والاجتماعية فيضيف بعداً إنسانياً للقضية العسكرية حيث يربط بين انتصارات قواته وبين التصدي للمعاناة الشعبية ويشير إلى المجاعة والانقسام الاجتماعي وتدهور الأوضاع ليضع نفسه وقواته في موقع الحامي للمجتمع السوداني الرافض لتفاقم الأزمات أو تأجيج الصراعات ؛ هذه الرسالة تعزز الصورة الحقيقة له: أنه ليس فقط مقاتلاً شجاعاً بل قائداً يهتم بمستقبل بلاده وشعبه. الحديث عن النخب العسكرية التي هربت إلى بورتسودان يحمل في طياته نوعاً من الاستفزاز الذكي، حيث يدعوهم للإقرار بالفشل وهذا ليس مجرد هجوم سياسي على خصومه بل دعوة مباشرة للعودة إلى الواقعية وإيقاف الحرب التي تؤدي إلى تدمير البلاد وبهذه الطريقة يضع دقلو الجميع أمام مسؤولياتهم ويبرهن أنه صاحب الحلول الفعالة التي ستضع حداً للصراع الداخلي مظهراً بذلك قوته السياسية والعسكرية في آنٍ واحد. خطاب دقلو لا يتوقف عند الانتصار العسكري بل يذهب أبعد من ذلك ليتحدث عن السودان الجديد الذي سيقوم على أسس من العدالة والمساواة بعيداً عن موروثات الحروب والانقسامات؛ وهذا ليس مجرد حديث عن السلام بل عن بناء نظام سياسي جديد يمثل تطلعات الشعب السوداني فهو القائد الذي ينقذ البلاد من الدمار ويرسم خارطة طريق جديدة لمستقبل أكثر إشراقاً. وفي دعوته للمجتمع الإقليمي والدولي يعكس دقلو فهماً عميقاً للسياسة الدولية ويضع قواته في مكانة تحتم على العالم أن يعترف بتغيير الواقع في السودان؛ فالحديث عن “الخلاص من السودان القديم” ليس مجرد خطاب للتغيير بل هو إعلان للجميع عن مرحلة جديدة من التعاون والإعمار يشجع فيه المجتمع الدولي على الالتزام بمساعدته في بناء السودان من جديد. خطاب دقلو هو أكثر من مجرد رد على الهجوم أو تبرير للمواقف العسكرية إنه بيان قوي يظهر قوات الدعم السريع كقوة حقيقية قادرة على إحداث التغيير الاستراتيجي في السودان؛ وببلاغته السياسية استطاع دقلو أن يضع نفسه في قلب المشهد الوطني والإقليمي مؤكداً أن قواته لا تسعى فقط للانتصار العسكري بل لبناء دولة جديدة قائمة على أسس من السلام والعدالة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة