التضحيات الجسام التي بذلها شهداء ثورة ديسمبر المجيدة في سبيل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والسلام، فتحت بصيرة الأشاوس بقيادة قائد قوات الدعم السريع، الذي إتخذ موقفاً تاريخياً منذ بداية الثورة، مما ساهم في تسريع خطى التغيير وكبح جماح قوى الردة والظلام، التي إنحنت للعاصفة مؤقتاً والتظاهر بالإنحياز للثورة من خلال بيان بن عوف الذي أعلن فيه التخلص من نظام الإنقاذ المجرم والتحفظ على رأسه في مكان آمن. لكن ثارت ثائرة الثائرين حينذاك، فأعلن تنحيه في أقل من أربع ساعات على بيانه. ومع ذلك، كانت قوى الردة والظلام قد جهزت بديلها لسرقة الثورة، بقيادة مجرم الحرب ومغتصب الأطفال، البرهان، وبقية عصابة اللجنة الأمنية التابعة للنظام السابق، التي ظلت تعمل في الظاهر بأنها مع الثورة، ولكن في الظلام كانت تعد العدة للقضاء عليها. ولعل أخطر جريمة تعرضت لها قوى الثورة هي فض إعتصام الثوار والثائرات أمام القيادة العامة للجيش المختطف، الذي لم يحرك أحد ساكناً. وهكذا توالت المؤامرات الواحدة تلو الأخرى حتى إشعال نار الحرب اللعينة بهدف القضاء على قوات الدعم السريع، ومن ثم تمهيد الطريق لعودتهم إلى الحكم مرة أخرى لممارسة ذات النهج والسياسات. لكن خاب مؤامرتهم الشريرة بفضل الله، وبفضل وقوف الأشاوس كالجبال الراسيات بقيادة الفارس المقدام محمد حمدان دقلو، "حفظه الله". في هذا اليوم الأول من يناير 2025، ينظر الأحرار والشرفاء في العالم إلى الأشاوس الأبطال بكل إحترام وتقدير نتيجة تصديهم لقوى الردة والظلام دفاعاً عن شعبهم وحقه في الحياة في أن يحيا حراً ومستقلاً بلا إستبداد ولا تبعية لأحد. وقفة الاشاوس أعادت الثقة لكل أحرار العالم كم فعل ثوار سوريا الذين أكدوا لا سبيل لتحرير إرادة الشعوب من الطغيان سوى مقارعة الطغاة والمستكبرين. إذ قال تعالى: (وَأَنـزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ). الحمد لله، لقد صار الحديد رمزًا للقوة. هذه ثورة يقودها رجال لا يهابون الموت والنار، رجال تربوا على مبادئي الشجاعة، وعزز ذلك المبدأ القائد ود حمدان الذي قال: "إما نصر وإما شهادة". إنها ثورة تحرير للذات والآخر، ثورة تغيير جذري سياسي وإقتصادي وثقافي ومعرفي، يقودها رجل صادق القول والفعل، مسنود برجال بصناديد يقهرون النار والحديد رجال ثابتون على القضية والمبدأ في كل الجبهات والمحاور، إنطلاقا من إيمانهم بقضيتهم العادلة في الحرية والعدالة والسلام، التي لن تتحقق إلا في ظل نظام مدني ديمقراطي فدرالي خاضع لإرادة الشعب السوداني، الذي كفر بحكم الكيزان القتلة الأشرار. ها نحن نستقبل العام الجديد، والكيزان يتجرعون الهزائم المتلاحقة على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية. ليس هذا فحسب، بل أصبحوا معزولين إقليمياً ودولياً، بعد أن عرف العالم حقيقة مؤامرتهم الظلامية التي جلبت الخراب والدمار للشعب السوداني، وأدخلتهم في ورطة هم غير قادرين على الخروج منها، الحرب التي راهنوا عليها للقضاء على قوات الدعم السريع في بضع ساعات، بحلول العام الجديد تكون قد تجاوزت العام وسبع شهور وهم يضربون كفا بكف حائرين ماذا يفعلون.. من جهة هم عاجزين عن تحقيق النصر على الأشاوس في الميدان، ومن جهة أخرى عاجزين عن الدخول في حوار يؤدي إلى سلام يضع حداً للكارثة التي تسببوا فيها. "التسوي بأيدك يغلب أجاويك"، بمناسبة العام الجديد، نؤكد للكيزان وداعميهم الأقزام أنه مهما طال الزمن لا مخرج من الورطة سوى الإعتراف بالخطأ والاعتذار للشعب السوداني والمثول أمام القضاء العادل لمحامكتكم أمام القضاء الحر المستقل عن جرائمكم في حق الوطن والمواطن، ما لم يحدث ذلك، لا تراجع عن درب النضال والصمود من أجل الخلاص وإجتثاث جرثومة الإستبداد والفساد والظلم إلى الأبد. والعاقبة للمتقين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست