معتصم ود عمتي إشتغل في التدريس فترة من الزمن وساب الشغل لأنو الوظيفة مالفقت معاهو بقى قاعد في البلد مرة يشتغل زراعة ومرة تاجر محاصيل ومرة يسوي ليهو مكنة لحام .. المهم ممشي امورو بما يرضي الله. لو سألوني عن مواهبو بقوليكم معتصم أجمل من يعرف يواصل اهلو وأجمل ضيف ممكن يزورك في بيتك وبرضو من ميزاتو أحسن من يستمع للراديو ويتابع برامجو وعندو موهبة فطرية في صناعة حقيبة من شوالات السكر العادية دي .. معتصم زول ترحال دائم ومابيقتنع باي حقيبة مستوردة .. كان بجيب الشوال يختو قدامو ويبدا يقطع ويخيط وبتطلع قدامو حقيبة يشيلها بارتياح ويبقى مارق. حقيبتو دي جاهزة على الدوام .. مسواك .. مصلاية .. بطارية .. راديو .. وزناد .. وشوية هديمات بحتاج ليها وشال يتغطى بيهو باقي العفش بكون شايلو في يدو ساكت .. السكين في الضراع .. السبحة والعصا في اليد معتصم بكون قاعد عادي في البلد وفجأة يقوم يمشي لبتاعين اللوارى ويشوف القايم منو وقايم متين وماشي وين وبعداك يجهز نفسو وفوووووق مع البضاعة يقعد بمزاج وشوالو جمبو ويامهون القواسي هون. من طرايفو مرة اللوري مارق من البلد جايي الخرطوم ومرو بي قرية عندنا فيها شوية اقارب من بعيد لبعيد والسواق شاف الناس شايلين جثمان مارقين علي المقابر وخجلو رغم أنهم مستعجلين وطوالي بي لوريهم تابعو الناس ونزلو هم الخمسة السواق ومساعدين اللوري الاتنين وسيد البضاعة ومعتصم ياجماعة الفاتحة الفاتحة كلهم كانو مجهولين مافي زول بعرفهم معرفة شخصية ياهو بس ديل من القرية الفلانية ماعدا معتصم اللي كان حايم يشيل الفاتحة مع دا ويمشو ينادو ليهو ديل ويجي دا يلكزو يتكلم معاهو شوية بعد الدفن جو ناس البكا يرفعو الفاتحة مع ناس اللوري وحلفو طلاق يمشو طوالي يواصلو طريقهم و خلاص كفاكم لحدي هنا وما قصرتو معانا تب ونجيكم في السمح .. بعد الناس ركبو اللوري ماشين جا عمك كبير كورك لي معتصم (هو يالفالح ماشي وين انت .. حرم تعصر الفراش دا لامن يترفع .. انزل يازول انت ماك نصيح) معتصم نزل والمساعدي جدع ليهو شوالو. قالو معتصم الجماعة ديل حاجزنو عندهم أسبوع لحدي مالقو عربية تجيبو الخرطوم. معتصم كان بجينا في بيتنا في الطائف ويقعد معانا فترة وأبوي كان بفرح بيهو فرح عظيم .. بالنسبة للجيران واصحابي كان شخص غريب وشكلو غير مألوف .. شنطة عبارة عن نص شوال بتاع سكر وسكين في الضراع وعكاز وسبحة في اليد. كان بينزل معاي في غرفتي لاني عزابي لكن ماحصل يوم نام معاي بالليل لانو التكييف مابنفع معاهو ولا الاضاءة بتاعت الشاشة .. لما يجي الليل بتعشى بعد صلاة العشاء مباشرة وبفتح شوالو يمرق الرادي والمسواك والبطارية والمصلاية وينزل ينوم في الحديقة .. طبعا العكاز والسكين والسبحة ديل لاصقات فيهو ومابفارقهن نهائي بعد صلاة العشاء بفتح الراديو براحة وبختو في اضانو لحدي ماينوم. مرة بشاهد في فيلم انتهى الساعة إتنين ونص وقبل ما انوم عاينت بالشباك واشوف ليك معتصم واقف يصلي بمزاج وكأنو الواطة نهار .. شكلو مواعيدو المعتاد عليها بتختلف عننا نحنا الناس العاديين. معتصم ماكان بجينا برانا .. عادي ممكن يركب لوري ماشي كسلا أو امروابة أو من هناك يمشي ابوجبيهة .. كل الأهل ديل متواصل معاهم .. ممكن يمشى ناس عمتي في الروصيرص عشان يحضر عقد بتهم عبير ومن هناك يغشى سنجة ويقعد مع محمد اخوي يومين في الاستراحة ويمشي يحضر عملية جدي الطاهر في مستشفى مدني كان بحب ركوب اللوري وشوالو تحت رأسو اكتر من ركوب البصات السياحية .. بحب الهواء الطبيعي كانو ماشي كداري. تشوفو بالجلابية والسديري شي وتقعد تتونس معاهو وتقيس ثقافتو وسعة علمو ومعرفتو بالعالم من حولو وطعامة حكاويهو ومدى حكمتو شي تاني .. كنت بعد ما أسألو من رحلاتو واخبار الأهل بطرح ليهو مواضيع ثقافية عامة وكان برد علي بتواضع عجيب بدون مايعرف إني وبكل الشهادات العندي كنت بتعلم منو حاجات كتيرة كانت غايبة عني .. عشان كدة لما بديت اغصب عليهو عشان يركب معاي العربية ونمشي حتة بقعد فيها مع أصحابي وابدا براحة براحة اسوقو لمواضيع ادبية عندنا فيها خلاف بننبهر كلنا من سعة معلوماتو وعن البساطة الكان بدينا بيها دروس عميقة في الادب والشعر والغنا .. كان لما يحس بينا مبهورين بخجل ويسكت لكننا كنا بنستجديهو يواصل في حديثو. ياهو معتصم ودعمتي بذات نفسو .. اللما أبوي شافني صاحي بدري ساقني براحة من يدي ووقفنا في البلكونة وقعدنا نتفرج فيهو .. مرق سكين الضراع وقعد مسك ليك الحديقة دي من بدايتها لنهايتها نضافة تقيلة من الاعشاب الضارة كان بزحف بمهارة ويغرس السكين في الأرض كانو طبيب جراح .. يمسك السكين بي أسنانو مسكة قراصنة ويبحت جذور العشبة يجدعها بعيد ويمشي لي غيرها .. معتصم لما يجينا بعتبر الجنينة حقتنا (نحن طبعا بنقول حديقة) بعتبرها حقتو وبخش فيها شمال وسبحان الله بعمل حاجات بسيطة لكن اي ضيف كان بتلفت باندهاش ويقولينا الحديقة دي عملتو فيها شنو جديد .. كانت عندو لمسة صغيرة وحانية.. لمسة تحس بيها قبل ماتشوفها. معتصم ود عمتي من خلال🩵 شنطة الخيش الكانت عبارة عن نص شوال بتاع سكر .. ومن خلال المحتويات البسيطة الفيها ..🩵 مرايا ومشط وقطعة صابون ملفوفة بي جريدة ..🩵 مسواك وشوية هديمات وشال يتغطى بيهو في البرد وبطارية صغيرة يكتل بيها ضلام الليل. 🩵 ومصلاية 🩵 وراديو 🩵 وزناد .. 🩵 وسيلة مواصلات عادية زي لواري الخضار .. 🩵 مجاملتو لي ناس قرية اجبروهو يعصر معاهم الفراش لحدي مايترفع .. 🩵 زيارتو المتواصلة لكل الأهل.. 🩵 ابتعادو عن الوظيفة بتاعت الدوام اليومي 🩷🩷 اعتقد إنو كان جاهز لايام النزوح العايشنها اليوم .. كان متحسب للأيام السوداء.. لما كان بخت شوالو جنب الباب في الجناح الكبير الكنت انا عايش فيهو كنت بحس انو دولابي بتاع الهدوم ضيق وماقادر يستوعب ملابسي .. كنت زهجان لاني محتاج مساحة اوسع للاحذية العندي وخاصة الاحذية الرياضية .. كنت بفتكر إنو الشاشة بتاعتي كل ما أشتري شاشة بتظهر في السوق شاشات بمواصفات أرقى واجود وكنت بحس بالحرج من طريقتي في تغيير الشاشات واجهزة الموبايل واللابتوب بلقى نفسي صراحة ماقادر اواكب العالم في المنتجات دي بالتحديد .. بجيني إحساس غريب بالعجز اني أطلب اجهزة مواكبة رغم اني قادر ماديا على التغيير دا بس بخجل ادخل سباق أصلا ماعندو نهاية .. معتصم مسك في العضم .. مسك في احتياجات بسيطة تيسر ليهو امورو .. عاش بالبساطة دي لأنو شايف في احتياجات اعظم مفروض بهتم بيها زي مثلا يخت شوالو في طرف غرفتي الكنت عايش فيهو براي يخت الشوال عشان يقضي معاي كم يوم يعزني بيها ويوريني أخبار باقي الأهل .. يفتل لي ثقافتي المحدودة بثقافة أوسع وانضر وأجمل. اتخيل ياسهل مش بيتنا دا كبير .. خليك من بيتنا تعرف معتصم دا لو فات اجعص قصر في العالم بكون مكتفي بالعندو وماداير منهم حاجة .. ياخ اتخيل بس مكنة الحلاقة والابرة والخيط قاعدات عندو في نص الشوال الشايلو دا .. يعني عندو قصر موازي للقصر النازل فيهو ضيف … معتصم ما اظنو يتضرر من الحرب زينا لأنو اختار من الدنيا متاع قليل وباقي نصيبو من العمر قضاهو مواصلة أرحام وثقافة حقيقية ……
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سهل الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست