النائب مستور: سياسي محنك (أو هكذا يظن)، يتميز بنظارات سوداء ضخمة وابتسامة مصطنعة، وردّه الدائم "خليها مستورة". الصحفي عصام: صحفي شاب طموح، يسعى لكشف الحقائق. المذيعة منى: مذيعة تلفزيونية جريئة. في أروقة البرلمان المزدحمة، كان النائب مستور محاطًا بهالة من الغموض. كلما اقترب منه صحفي لسؤاله عن قضية ما، سواء كانت تخصّ ارتفاع الأسعار، أو مشاريع وهمية، أو حتى اختفاء وجبات الغداء من كافتيريا المجلس، كان جوابه واحدًا لا يتغير: "يا أستاذ، خليها مستورة أحسن." في أحد المؤتمرات الصحفية، حاول الصحفي عصام اختراق هذا الحاجز. سأل عصام بصوت عالٍ: "سيادة النائب، ما هي حقيقة الشائعات عن وجود مخالفات مالية في مشروع تطوير الحدائق العامة؟" ابتسم مستور ابتسامة عريضة، كاشفًا عن أسنانه الصفراء، وقال: "يا ابني، الأمور ماشية زي الفل. خليها مستورة، مصلحة البلد فوق كل اعتبار." ثم همس لمساعده: "حات لي كوباية ميه بسرعة، شكلي هاعرق." في برنامج تلفزيوني شهير، استضافت المذيعة منى النائب مستور. حاولت منى بشتى الطرق أن تحصل منه على إجابة واضحة، لكن دون جدوى. منى: سيادة النائب، المواطنون يريدون معرفة مصير أموال الضرائب. أين تذهب؟ مستور (يعدل نظارته): يا مدام منى، دي أسرار دولة. خليها مستورة، فيها خير للجميع. منى (بتعجب): خير للجميع؟ ولكن الناس تشكو من تردي الخدمات. مستور (يغمز بعينه): ما يصحش كده، خليها مستورة. في نهاية الحلقة، وبعد أن يئست منى من الحصول على أي معلومة، قالت للجمهور: "يبدو أن كل شيء في عالم سيادة النائب مستور. حتى الهواء اللي بيتنفسه، أكيد فيه سر." بعد الحلقة، انتشرت عبارة "خليها مستورة" كالنار في الهشيم، وأصبحت نكتة يتداولها الناس. حتى أن أحد رسامي الكاريكاتير رسم صورة للنائب مستور بنظارات سوداء ضخمة، وكل شيء حوله مغطى بستائر سوداء، وكتب تحتها: "جمهورية مستورة العظمى".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة