يعاني الأدب في العالم من مشكلتين: الأولى: تسييس الأدب وبالتالي إخضاعه لمعايير المنظومة المسيطرة. ونوبل أفضل نموذج على ذلك. الثانية: حراس المعبد الذين يرفضون أي مناهج وأساليب وتقنيات جديدة. هكذا أصبح الأدب تكراراً مملاً وخاصة على مستوى السرد والقص والمسرح. أصبح أفضل روائي هو تلك العجوز التي تحكي القصص لأهالي القرية. فسواء كان الخيال خصباً أو فقيراً فإنه سيدور في حلقة التاريخ، منذ خيال صراعات الآلهة اليونانية وحتى هاروكي موراكامي المعاصر وهاري بوتر. لكن بدون تغيير في المنهج. اللهم إلا قلة اجتهدت وقاومت ولكنها بدورها امتلكت العبقرية اللازمة للانفلات كجيمس جويس وصمويل بيكيت ويونسكو وهارولد بنتر .. وهم الآن رعيل من الماضي. ولكن في كل الأحوال فإن الوضع يزداد سوءً لسبب مستجد وهو ظهور التكنولوجيا، على مستوى الذكاء الاصطناعي وعلى مستوى اتجاه البشر نحو الوجبات الأدبية السريعة عبر المنصات الشهيرة كاليوتيوب والتيك توك وانستجرام وفيس بوك..الخ. فهذا الزخم يعمل داخل ما هو قائم بترسيخ معايير البساطة وسرعة الانجاز لتحقيق الثروة عبر زيادة المشاهدين والمتفاعلين، والزيادة لا تتحقق عبر أي خطاب غير شعبوي يخاطب العاطفة والغرائز غير المحكومة بوعي أو يتم ضبطها على وعي زائف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة