أي عقيدة تلك التي تؤمن بها جيوش العرب بعد الإستقلال؟؟!! جيوش بعيدة جدا، عما تدعيه من الوطنية، صدام، حافظ وبشار، القذافي، عبد الناصر والسادات ومبارك، صالح؛ النميري والبشير؛ كل هؤلاء الطغاة، حوّلوا الجيوش الي بودي قاردات لحمايتهم وحماية نظمهم، وعندما يذهبوا تذهب معهم الجيوش، أو تصير وبالا علي الشعب، تسومه سوء العذاب، تقتل وتشرد وتدمّر، عندما انتهي صالح في اليمن، ساند جيشه المنقلبين الحوثيين، ودارت حرب أهلكت الحرث والنسل، ولا تزال الحرب مستمرة، وعندما انتهي بن علي في تونس، دعم الجيش ديكتاتورا آخر، حلّ برلمان الشعب وتلاعب بالإنتخابات، وفي ليبيا فلول جيش القذافي، تعوق التحول الديمقراطي، ونفس الشيء حدث في مصر وفي العراق ... وفي السودان لم يمهل الجيش حكومة الإستقلال سوي عامين، لينقلب عليها ويستولي علي الحكم، ومات رمز الإستقلال اسماعيل الأزهري في سجون النميري، وبعد ثورة ديسمبر يدخل الجيش ومشاته في حرب عبثية، تأكل الأخضر واليابس، وهي التي لا تزال تدور حتي الآن، والتي قتّلت مئات الآلاف، وهجّرت عشرات الملايين. ******* جنود الجيش السوري يتم تبليغهم بسقوط النظام، و بأنهم باتوا مسرحين !! هكذا انتهي الجيش، بنهاية الدكتاتور، الجيش انحاز إلي شخص واحد، وعادي كل الشعب، فقتّلهم وشردهم. الفصائل السورية تدخل دمشق؛ معظم الجنود كانوا أطفالا، عندما بدأت الثورة السورية، بمظاهرة لأطفال درعا، في منتصف مارس ٢٠١١، وكانوا قد تأثروا بثورات الربيع العربي، طاغية سوريا كان مستعدا، بعدما رأي ما كان بتونس ومصر، واستند إلي تحالفات ما لبثت أن تخلت عنه، الآن لا يمكن تسمية انتصار الثورة بأنه ربيع، إنها سنين طويلة من التشرد والمعاناة، ١٤ عاما ارجعت سوريا ١٤ قرنا، بل أن هناك أصناف من العذاب لم تعرفها حتي الجاهلية الأولي، الآن بداية عهد جديد بمعني الكلمة، لأن هذا أول سقوط لنظام، مصحوب بسقوط دولته العميقة، الشعب أخذ في تكوين قوات عسكرية لمحاربة النظام؛ وبعض هذه القوات انحرفت عن اهدافها في أزمان ما، ودخلت في مستنقع التطرف والأرهاب. العهد الجديد يبدأ من الصفر تقريبا، وهناك تحديات عظيمة تواجه الدولة الجديدة، من بينها تحقيق الوحدة والتوافق، والبعد عن التطرف والإرهاب؛ وهناك مخاوف تقسيم الدولة؛ الفصائل توحدت فقط علي هدف إسقاط النظام، ونجحوا في هدفهم؛ لكن بناء الدولة شيء آخر؛ الناس متفائلون؛ ويهتفون بالحرية؛ الثوار فتحوا كل السجون، ولم يصدق المعتقلون أنهم صاروا أحرارا. الشاب إيهاب يتذكر في يوم النصر رفيقه حمزة: "بال ٢٠١١ كنت بعدني طفل، مش فهمان شي من الي عبيصير.. اصلا ما عندي هاالوعي.. طفل عمرو ١١ سنة عبيسمع اخبار ومتربي على (سوريا جابت ولد سمتو حافظ اسد) وغيرها من الشعارات (الوطنية) بس هالطفل الي كان عمرو ١١ سنة تغيرت نظرتو للعالم بس شاف طفل ثاني اكبر منو شوي، مقتول بدرعا بتهمة الارهاب.. لانو كان عبيوزع خبز عالثوار.. صار عمري ٢٥ سنة و صورة حمزة تحت التعذ.يب بعدا ما بتروح من بالي.. الله يرحمك يا حمزة ويرحم كل شهداء الثورة.. ها النصر إلكُن قبل ما يكون إلنا" □■□■□■□■ >>> تذكرة متكررة<<< نذكّر بالدعاء علي الظالمين في كل الأوقات .. وفي الصلاة وخاصة في القنوت -قبل الركوع الثاني في الصبح علي الذين سفكوا الدماء واستحيوا النساء ((واخرجوا الناس من ديارهم بغير حق)) واسترهبوا الناس النساء والاطفال وكبار السن وساموهم سوء العذاب وعلي كل من أعان علي ذلك بأدني فعل أو قول (اللهم اجعل ثأرنا علي من ظلمنا) فالله .. لا يهمل ادعوا عليهم ما حييتم ولا تيأسوا.. فدعاء المظلوم مستجاب ما في ذلك شك: {قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة