سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد قوبل بتباينات في ردود الفعل إقليمياً ودولياً، على الصعيد الفرنسي الداخلي أتت فيه ردة الفعل الفرنسية والموقف الفرنسي الرسمي متوازناً حيث غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حسابه الرسمي على تويتر سابقاً و إيكس حالياً باللغة العربية قائلاً : سقطت دولة الهمجية، أخيراً. أُعبّر عن تقديري لشعب سوريا، لشجاعته وصبره. في هذه اللحظة المليئة بالشكوك، أتمنى له السلام، والحرية، والوحدة. ستظل فرنسا ملتزمة بالأمن والاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط. في ذات السياق أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الأحد، الموافق الثامن من ديسمبر من العام ٢٠٢٤ بأن “فرنسا ترحب بسقوط نظام بشار الأسد”. "بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً من القمع العنيف ضد شعبه"، موضحين أن الرئيس السوري "يترك بلداً بلا دماء، خالياً من جزء كبير من سكانه". ودعت فرنسا إلى انتقال سياسي سلمي يحترم تنوع الشعب السوري، ويحمي المدنيين وجميع الأقليات، وفقاً للقانون الدولي". مشددين على ضرورة الوحدة السورية.
في المقابل وفي الوقت الذي جاء فيه موقف الحكومة الفرنسية من أعلى رأسه الرئاسى مروراً بأجهزتها التنفيذية وزارة الخارجية موقفاً حكيمًا حذراً يترقب ويرصد تطورات الأوضاع الداخلية في سوريا بحذر عالٍ ووعي وإدراك عالٍ يدعو للتريث ومراقبة المشهد مع إعلان رسمي معبراً عن أنه كان لابد من انتهاء حقبة ظلامية واستبدادية وشروق شمس الحرية والديمقراطية التي لن تكتمل حلقاتها إلا عبر انتقال سياسي سلمي سلسل و وفاق وإجماع وطني يحترم التنوع و يراعي حقوق الاقليات ، وفي ذات الوقت الذي دعا فيه الموقف الفرنسي الرسمي للعض على النواجذ على الوحدة الوطنية السورية نسبةً إلى وعي سياسي عالٍ بالتحديات التي تواجهها سوريا الشعب المتنوع عرقياً وطائفياً وفي هذا الوقت الحساس جاء تصريح رئيسة الحزب اليساري الراديكالي ماتيلد بانوت داعيةً للوقوف مع من أسمتهم بحلفائهم الأكراد قائلة: "يجب أن نقف إلى جانب حلفائنا الأكراد"، موضحةً أن حلفائها الأكراد نجحوا في تنفيذ مشروع نادر في المنطقة واصفةً ذلك المشروع بالمشروع الديمقراطي ومفصلةً تلك "الديمقراطية" بأنها متعددة، متمثلة في مشروع نسوي وبيئي، وهو أمر نادر جداً في المنطقة" على حسب اعتقادها. إن حديث ماتيلد بانوت هذا ليس مجرد زلة لسان بل هو يكشف أولاً عن مدى جهل رئيسة حزب فرنسا الأبية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجهلها المحكم بالملف السوري وتحدياته والتي على رأسها إشكالية التنوع التي لا يمكن التعامل معها بتفضيل فئة بعينها على بقية الفئات الأخرى ولا يمكن التعامل مع الملف السوري بهذه العقلية الإقصائية التي تعزز العملية الإقصائية التي هي أحد أخطر المهددات و العوائق التي تواجه الملف السوري الذي يحتاج إلى نهج الوفاق والتوافق الوطني بلا استثناء ولا إقصاء، كما أن حديث ماتيلد بانوت يكشف كذلك عن الذهنية الإيديولوجية للمؤدلجين من اليسار المتطرف الذين يعملون على بسط أيديولوجية أحادية ومشروع أحادي مع قناعة مطلقة إنّ رؤيتهم الإيديولوجية هي الأفضل والأنسب للعالم أجمع وليس لفرنسا فقط بل وحتى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي يتجاهلون عمداً خاصيتها ويبحثون عن حلفاء داخليين لتنفيذ أيديولوجيتهم في جميع أنحاء العالم وتتحدث ماتيلد بانوت بجهل شديد على أن أفضل مشروع ديمقراطي للمنطقة هو المشروع النسوي البيئي الذي تصفه بالديمقراطي معولة على حلفائها الأكراد بتنفيذه ونشره، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الديمقراطية في منظور ومفهوم رئيسة حزب فرنسا الأبية اليسارية الراديكالية؟ ومن يقرر ما هو الأفضل والأنسب لأي منطقة من مناطق العالم؟ وهل بهذه العقلية الإقصائية التمييزية التي تقسم فيها ماتيلد بانوت سوريا المتنوعة إلى حلفاء وغير حلفاء؟ وما هو مفهوم التحالف في وجهة نظرها وعلى ماذا يبني هذا التحالف؟ ويبدو أن التحالف يكون بناءً على تبني مشروعها النسوي والبيئي ونشره في المنطقة والتحالف في مفهومها هو اتباع أيديولوجيتها؟ و للأسف ما هكذا تحل مشكلة سوريا المتنوعة و ما هكذا تدار العلاقات السياسية و الخارجية و الدولية مع مثل هذه الدول و ما هكذا تورد الإبل. و السؤال الذي يطرح نفسه هل يا ترى بنفس هذه النهجية تريد أن تحكم هذه الأحزاب المتطرفة في فرنسا؟ و هل بهذا الجهل و العقلية المنغلقة على الذات و المتغوّقة أيديولوجياً تريد مستقبلاً أن تريد علاقات فرنسا مع الخارج؟ يبدو أن حديث الرئيس السنغالي لعراب اليسار جون لوك ميلونشون عند زيارته للسنغال ليس كافياً حتى يفهم اليسار المتطرف أن سياسة الإملاءات و فرض الأيديولوجيات قد ولى عهدها، و لكن يبدو أنه مع الإنغلاق على الايديولوجية هناك جهل كجهل ماتليد بانوت التي تتحدث عن ملفات و قضايا و دول هي حتى لا تعرف موقعها جغرافياً من خريطة العالم و قد بات ذلك واضحاً من خلال اللقاءات التلفزيونية و هي لا تعرف أين تقع الأردن و لا تعرف عن فلسطين شيئاً و ناهيك عن إسرائيل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة