نظام التفاهة”: عندما تصبح الرداءة نظامًا وجوديًا كتبه ابراهيم برسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 12:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-08-2024, 04:43 AM

إبراهيم برسي
<aإبراهيم برسي
تاريخ التسجيل: 11-27-2024
مجموع المشاركات: 2

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نظام التفاهة”: عندما تصبح الرداءة نظامًا وجوديًا كتبه ابراهيم برسي

    03:43 AM December, 07 2024

    سودانيز اون لاين
    إبراهيم برسي-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    دراسة نقدية


    ٤ ديسمبر ٢٠٢٤

    في عالم يموج بالتغيرات ويتسابق فيه البشر نحو الحداثة، يبرز كتاب ( نظام التفاهة ) للدكتور آلان دونو
    ( Alain Deneault )
    كصرخة تحذير فلسفية تنبئنا بمأساة كونية: أن الرداءة لم تعد استثناءً، بل أصبحت هي النظام.
    الكتاب يضعنا أمام مرآة شجاعة تعكس وجوهنا المعاصرة، حيث تغدو التفاهة معيارًا والمبدعون استثناءً شاحبًا.
    بأسلوب يمزج بين الفلسفة، الأدب، والتحليل، يفتح الكاتب أبواب التفكير ويقذفنا في مهب أسئلة كبرى عن قيمنا، هويتنا، ومستقبلنا.

    الفكرة المركزية: صعود التفاهة كقاعدة

    تقوم فرضية دونو على أن التفاهة لم تعد حالة عرضية، بل أصبحت النسق الذي يحكم جميع مناحي الحياة: السياسة، الاقتصاد، التعليم، وحتى الثقافة.
    ويكمن الخطر هنا في أن هذا النظام لا يحتاج إلى مؤامرة كبرى أو ديكتاتورية صارخة، بل يعمل عبر أدوات ناعمة تجعل الرداءة حالة طبيعية يتعايش معها الجميع، وأحيانًا يساهمون في تعزيزها.

    يشير دونو إلى أن السياسة الحديثة لم تعد بحاجة إلى زعماء ملهمين أو قادة يحملون مشروعًا فكريًا. بل أصبح المجال السياسي سوقًا للتفاهة، حيث يُفضل الانتهازيون الباهتون على أصحاب الرؤية.
    وهنا يذكرنا بطرح نعوم تشومسكي في كتابه “من يحكم العالم؟” الذي يحلل كيف تتحكم النخب الاقتصادية في مصير المجتمعات على حساب المبادئ.

    و في زمن يُفترض فيه أن التعليم يحرر الإنسان، يصبح التعليم في نظام التفاهة وسيلة لتطويع العقول. يتحول الطلاب إلى منتجات جاهزة لسوق العمل، وليس إلى مفكرين أحرار. يلتقي هذا الطرح مع ما ناقشه إيفان إيليتش في كتابه “مجتمع بلا مدارس”. فبدلًا من أن تُنير الثقافة العقول، أصبحت تُستخدم كأداة لتثبيت النظام القائم وإجهاض أي محاولة للنقد أو التغيير.

    و ايضاً يتناول دونو الاقتصاد بوصفه قلب نظام التفاهة. في عالم يقيّم كل شيء بالمقاييس المادية، فتصبح القيمة الإنسانية غير مرئية. الفنان الذي كان يعبر عن روح عصره يتحول إلى مُنتِج تُقاس أهميته بعدد اللايكات أو المبيعات.
    وهنا يتقاطع دونو مع رؤية تيودور أدورنو وماكس هوركهايمر في كتابهما “صناعة الثقافة”: حيث تتحول الثقافة إلى سلعة تُستهلك بدل أن تُنتج.

    يمتاز أسلوب دونو بلغة تجمع بين التحليل الفلسفي والجمال الأدبي. النص ممتلئ بصور بلاغية تدهش القارئ، لكن ذلك لا يخلو من النقد.
    ففي بعض المواضع، تبدو السخرية المفرطة وكأنها تغرق القارئ في التشاؤم دون أن تقدم بدائل عملية.
    هذا النقد ذاته يمكن أن يُوجّه إلى إريك فروم في كتابه “الخوف من الحرية”. كلا الكاتبين يُشخصان المشكلات بدقة لكن يتركان القارئ في مواجهة السؤال الكبير: ماذا بعد؟

    نقاط القوة و الضعف التي لاحظتها في الكتاب :

    مواطن القوة :

    • شجاعة الطرح: الكتاب لا يخشى مواجهة الحقائق القاسية.
    • تكامل الرؤية: يمزج بين السياسة، الاقتصاد، والثقافة في إطار شامل.
    • اللغة الأدبية: أسلوب دونو يجعل القراءة تجربة فنية بحد ذاتها.
    • مواطن الضعف:
    ⁠ ⁠
    • التعميم: أحيانًا يُسقط الكاتب النظام على كل شيء دون استثناء.
    • غياب البدائل: الكتاب يُشخص المرض لكنه يترك العلاج معلقًا.
    • النزعة التشاؤمية: قد تثني بعض القراء عن التفاعل الإيجابي مع الأفكار المطروحة.

    نماذج من الكتاب: حين تتحدث الرداءة بصوتها

    من النماذج التي تعكس قوة الكتاب، وصف دونو لنظام العمل الحديث بأنه “مصنع لإنتاج التفاهة”. حيث يختصر الموظف حياته في سلسلة من المهام الروتينية التي تخدم النظام بدل أن تحقق ذاته.
    هذه الفكرة تعيدنا إلى ما طرحه كارل ماركس في نقده للاغتراب في العمل.

    وفي موضع آخر، يشير الكاتب إلى أن “النجاح اليوم يعني أن تكون عاديًا إلى حد الإبهار”. هذه العبارة التي تجمع بين التناقض والسخرية، تلخص واقعنا المعاصر.

    مقارنة بكتب مشابهة

    • “عصر الفراغ” لجيل ليبوفتسكي: يعالج الفكرة نفسها من منظور اجتماعي لكنه يركز على الفردانية الحديثة.
    • “المجتمع الشبكي” لمانويل كاستلز: يقدم رؤية متعمقة عن كيف تؤثر التكنولوجيا في تفكيك القيم الاجتماعية.

    الخاتمة: هل التفاهة قدر أم خيار؟

    يقدم “نظام التفاهة” أكثر من مجرد كتاب. إنه دعوة للتأمل، للتحرر، ولإعادة التفكير في القيم التي تحكم حياتنا. وبينما قد يشعر القارئ بأن الكتاب يضعه في مواجهة جدار من التشاؤم، فإنه أيضًا يحثه على تحطيم هذا الجدار بالسؤال المستمر:
    كيف يمكننا استعادة المعنى؟

    دونو يتركنا أمام مفارقة وجودية: هل نحن ضحايا نظام لا نستطيع تغييره، أم أننا متواطئون في استمرار هذا النظام؟
    الإجابة تبقى في يد القارئ الذي قد يجد في الكتاب بداية لثورة فكرية، أو مجرد مرآة تعكس واقعه بصمت.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de