الدلالات النقدية لحركات الإحتجاج ورقة قدمها الدكتور والمفكر القومي بكري خليل بالقاهرة في مؤتمر ما ونشرت في مقالين بمجلة الخرطوم العددين 30-31 ’ابريل واغسطس 2008 و هي قراءة متأنية لموضوعة الحركات الإحتجاجية متجاوزه للمحلي والقومي (العربي) في ميدان قراءتها للظاهرة إلا أنها تعيننا كثيرا في تلمس مغزى ودلالات الحركة الإحتجاجية للمسرحييين الرافضين لاحتكار بعض المسرحييين (الشرازمة )لمنافذ وبوابات الحركة الدرامية والمشهد الثقافي كما أنها في الوقت نفسه تجيب للمتسائلين عن ممكنات هذه الحركة الإحتجاجية وفقا للظروف المعطاء من تفتت المسرحيين وقلة الحيل لبعضهم وظروف وأوضاع معظمهم ... ولاننفي استبطاننا استدراج مزيدا من الكتاب لتأمل الحركة والكتابة حولها وعن مشروعيتها في الدولة الحديثة ونضج المجتمعات العربية وتاريخية اللحظة الإحتجاجية... فكما معروف للقاصي والداني أن حركتنا الفنية المسرحية والدرامية في السودان يسطير عليها قله يتحكمون في إدارة مواسمها وتمثيل السودان في المحافل الإقليمية والدولية وليس هذا مشكل طالما أنهم سودانيون مبدعون ومدعون للإبداع ولكن المشكلة في إدارتهم المواسم وتمثيلهم للوطن بتجاوزات وخروقات واضحة لكل الأعراف والتجارب والتقاليد واللوائح والشروط والأخلاق في إدارة المواسم والتمثيل الخارجي للبلد.. لايهمهم غير مصالحهم والتمتع بفتات مايجود به الساسة لإدارة دولاب المواسم الفنية وتمثيلها خارجيا ،الشاهد تجاوزات لجنة الموسم المسرحي التي اغضبت المسرحيين وتسببت في تحركاتهم وحركتهم وحوادثهم الإحتجاجية . فإذا رجعنا لورقة الدكتور بحري خليل،(الدلالات النقدية لحركة الإحتجاج) نجد في التعريف والتوصيف بماهية الحوادث والحركات والتحركات الإحتجاجية علي مستوى التعريف ذهب الدكتور إلى القول:_(ومن اللافت أن توصيف الحوادث الإحتجاجية يسوق مفردات توحي بافتراقها عن الأوضاع المألوفة إذ نجدها تترادف بنعوت دالة على أحكام سلبية في الغالب مثل التمرد والعصيان والجنوح والنزاع والشغب والإنتفاض والسخط والإنزعاج ’الهزات’والصدامات’ الإضطرابات والمؤامرات والمناوءات والمنافحة والإستياء والفتنة....الخ وفي اللغة العربية تحمل كلمة الإحتجاج معنى الغلبة عن طريق الإقناع فهي ترجع لأصل فيها تشير مقابلها في الإنجليزية(protest- إلى إبداء الرأي وعدم القبول أو الموافقه علي فعل شيء تبدو الكلمة أكثر ارتباطا بالإرادة) وهذا ماقصد المسرحيين فضحه وإعلانهم أمام أجهزة الإعلام عدم القبول به والموافقة عليه وتمريره والإذعان له ومقاومته واسترسل دكتور خليل في التوضيح (وبطبيعة الحال فإن الإحتجاج يختلف عن الثورات التي ترتبط بأحداث تغيرات سياسية واجتماعية كبيرة وقد تنتهي بتبديل الأنظمة الحاكمة بينما تتطور الإحتجاجات أحيانا أو تتلاشى دون أن تترك نتائج كالثورات) وفي هذا فقد تطورت من محاورات ونقاش في أروقة المسرح القومي إلى كتابات في الإنترنت والصحافة الورقة إلى مؤتمر صحفي لأجهزة الإعلام كافة حيث نجح الحراك في تكتل وتجمع نحو 60مسرحيا مما أجبر وزير الثقافة بولاية الخرطوم إلى دعوة ممثلين للحركة واستمع لهم اما عن مواقف المراكز المسيطرة من الإحتجاجات فكتب الدكتور(فإن تيارات الرفض والإحتجاجات قد وجدت ظواهر مدانه من قبل المراكز المسيطرة التي تعمل لتلقين الناس بأنها تمثل الأوضاع الطبيعية ’ وتنفي عن تلك التيارات شرعيتها وتدمغها بتعكير الأمن وتهديد الوحدة والسلام) والمثال لهذا فقد نعت مدير المسرح السوداني صديق صالح المجموعات التي تقود الإحتجاجات . وهم مجموعة من المسرحيين منهم المخرجين:- امين صديق ،حاتم محمد علي،ربيع يوسف زروق،،والنقاد سهير عبد الرحمن ،أبوطالب محمد،وميسون عبد الحميد وايمن مبارك)بأنهم مخرجي جرائد ويقصد أن المجموعة، ليسو بأصحاب تجارب وخبرة في الفن المسرحي وغير فاعليين في المشهد بل لايفعلون غير الكتابة علي الجرائد شيئا وقد كال بعض اعضاء لجنة الموسم المحتج علي قراراتها سيل من الالفاظ والنعوت النابية في حق المسرحيين في حواراتهم التلفزيونية ومؤتمراتهم الصحفية . وفي احتمال فشلها أونجاحها ذكر الدكتور خليل(وبصرف النظر عن تباين الأوضاع التي تمر من خلالها خيوط التطور التاريخي فإن هناك لحظات منجزة وأخرى مجهضة للفعاليات الإحتجاجية في مختلف العصور ’فاللحظات المنجزه لإرادات الإحتجاج عبر جدلية المناكفة والتواجه المتبادل بينهما وبين إرادة السلطةتظل محكومه بنضوج شروها العامة إلى جانب العناصر الذاتية ,غير أن أثر التحرك الاحتجاجي ظل يلعب دورا فاعلا في مراحل معينه قد تمتد لحقب بأكملها كما أشار ميكافيلي في خطابه عندما ذكر أن الشغب الذي مارسته العامه ضد ممارسات الإرستقراطية في روما بتنظيم التجمعات الصاخبه قبالة مجلس الشيوخ ’وماكانو ا يحدثونه من فوضى في الطرقات والأسواق قد أمن حريات الرومان لثلاثمائة عام) أما عن مغزى الإحتجاجات فكتب (اذا كانت الإرادة في أوسع معانيها رغبة ورهبة توجب اختيارا ’ فإن اتصالها بالإحتجاج في أوسع معانيه يكسبها قدرة إضافية لنقل الميول إلى مستوى المواقف وإحالة المقاصد إلى أعمال) ولهذا فإنه يرى أن البحث في الممكنات التي تفتحها إرادة الإحتجاج الجماعي من فرص كامنه للتأثير والإصلاح يتصل بفهم الوضع الحضاري والعوامل الفاعلة في اتجاهاته ومكوناته الثقافية والقيمية والإقتصادية والسياسية) . ولعل الأخير لم يغيب عن المجموعة التي تقدمت الصفوف وكانت الخلاصه أن حصلوا علي مبتغاهم ومقاصدهم بأن حل وزير الثقافة الأستاذ محمد يوسف الدقير لجنة الموسم المسرحي وإلقاء كافة قراراتها مع وعد قاطع بإصلاح المواسم والتجاوزات في المشهد الثقافية والحركة المسرحية الصورة للأستاذ المسرحي ربيع يوسف وهو أحد رموز الحركة الإحتجاجية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة