تظهر ردة فعل الشعب السوداني على تصريحات يوسف عبد الحي والبرهان أن الوعي الشعبي قد بلغ مرحلة متقدمة، مكنته من تحليل هذه التصريحات ووضعها في سياقها الصحيح. واعتبار أن ما يجري هو مجرد مسرحية سياسية تهدف إلى تضليل الرأي العام، حيث يسعى الكيزان بخبثهم القديم إلى تسويق الجيش المختطف على أنه خالٍ من العناصر الكيزانية المرتبطة بالنظام السابق، وهو ما يعتبره الكثيرون أمراً غير واقعي، بل من سابع المستحيلات.
لا تزال الكيانات المرتبطة بالنظام الإسلاموي السابق موجودة داخل الجيش السوداني، الذي تعرض للاختطاف منذ انقلاب الجبهة القومية الإسلامية على النظام الديمقراطي في عام 1989. التصريحات الأخيرة تُذكر الشعب السوداني بالسيناريو الذي تم استخدامه لتبرير الانقلاب السابق، حيث وُضع الترابي في السجن "حبيساً" بينما تولى البشير السلطة "رئيساً". ورغم أن هذه المسرحية انطلت على بعض الناس في ذلك الوقت، فإن الوعي الحالي، بعد كل المرارات التي عرفها الشعب السوداني، يجعل هذه المسرحية غير مقبولة لدى جيل اليوم الذي خبر خباثات وخسائس ودسائس الكيزان.
إن ما يقوله يوسف عبد الحي والبرهان لا يعدو كونه ذرّاً للرماد في العيون، ولا يعكس رغبة حقيقية في تغيير العقلية الخربة التي قادت إلى تقسيم السودان في 2011، وإشعال نار الحرب اللعينة في 2023، والإصرار على مواصلتها خشية مواجهة دولة القانون والمؤسسات. هذه المسرحية البائسة لن تنطلي على أحد، فالوعي الجماعي والتفكير النقدي هما القادران على تحديد الفخاخ التي ينصبها الكيزان.
إن المرحلة الحالية تتطلب من الشعب السوداني أن يكون يقظاً وأن يرفض كل أساليب الخداع والمناورة والتضليل التي يمارسها الكيزان لإعادة إنتاج النظام السابق بشكل أو آخر. يعني بالعربي البسيط: نريد سوداناً جديداً خالياً من البرهان ويوسف عبد الحي، سوداناً حراً ديمقراطياً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست