بقلم/-24.11.24 تعج وسائل التواصل الإجتماعي ومنتديات الفن المستحدثة بكثرة هذه الأيام بضخ أغنيات حماسية بطولية مموسقة و موجهة بعناية تمجد نضالات قبائل ومكونات إجتماعية بعينها لتزرع فيهم روح الحماسة وتزيد من وتيرتها لتدفعهم صوب المحارق الموقدة من مهندسي السعير " ليكونوا وقودا" لحرب 15 أبريل 2023 التي إندلعت ما بين«الجيش وصنيع رحمها الدعم السريع» وهم لا يملكون فيها ناقة ولا بعير. غرف التغبيش الحازق و منصات صناعة الإعلام الحربي«التوجيه المعنوي» وصناعة الأغنيات التي تتخذ منابع أفكارها الرئيسة من بورتسودان مقرا" لها ومقرات ثانوية أخرى عابرة للحدود بالإضافة إلى ثمة إختطاف لمعظم قروبات الواتس أب التي أصبحت واجهات رسمية لأمراء الحروب الذين قاموا بخلق أجسام لا حول ولا قوة لها دأبت على الإسترزاق من فتات دماء الحرب و دموع و بؤس ضحاياها بمثابة أزرع إعلامية داعمة للحرب وإطالة أمدها بدس السم في العسل لتصطاد في المياة العكرة عبر زج القبائل في الحرب وإتخاذها مطية كحصان طروادة وهي بذلك تفلح في نسج خيوط الفتنة والمؤامرة المجتمعية بغية الحصول على وقود حربية من دون كثير عناء عبر إستغفال بعض القادة الإنتهازيين والمصلحجية الذين ما فتئت أفئدتهم تصفوا من الغل و الذاتية ولم يتحرروا بعد من قيود الذل وما زالوا يطالبون بتحسين شروط العبودية بديلا" للتحرر . هناك قول منسوب لأحد الفنانين السودانيين الكبار الأنقياء في لقاء تلفازي قديم عندما سألوه عن مصير مآلات الفن في العصر الحالي؛حيث أفاد بقوله الفخيم في المعنى و المقصد « بأن جيل اليوم يغني بأرجله»! وهي دلالة على تدني و إنحطاط مستوى الإبداع الفني من ناحية صياغة متن الكلمات الشعرية واللحن والاداء الموسيقى . إفادات ذلك الفنان الكبير كانت في بداية الألفية ولكن إذا نظرت إلى حال الفن اليوم إضمحل و تدحرج في الخواء و المحتوى إلى مستويات أدنى من الغناء بالأرجل بل إلى ذكر أسماء القبائل في الأغنيات وتمجيدها بكيد ناعم لذلك تجدنا في كل عام نرزل ونسقط في بحار سحيقة و آسنة بالبارود والضيم بدلا" من الرفاه وسجيه الحياة ورغدها الوثير . نستمع كثيرا" وأحيانا" نسترق السمع لهذه الأغنيات التي تصك الآذان من صخبها الفارغ وتزكم الأنوف برائحتها القذرة التي تنبع من أشلاء الأموات والدم المسال هدرا" بحق البشرية من البسطاء . هذه الأغنيات المسمومة والمصنوعة بدهاء ومكر بواسطة لوردات الحروب ووكلائها الذين يحاربون خلف شاشات الحواسيب والشاشات البلورية وأسوار المكاتب الفخيمة المطلة على شواطيء البحر الأحمر و العواصم الوادعة خارج البلاد يزينون سطور هذه الأغاني الحماسية بخداع القبائل وزيفها وإعطائها تخدير موضعي كامل حتى لا تحس بالألم عند إجراء العملية إلى تحقيق المغانم بالموت،إنها اللا أخلاق و اللا ضمير أو اللا وازع. للأسف المرير أغنيات تفتقر إلى المنطق،الموضوعية،المحتوى، ولا المناسبة ولا تستوف أدنى شرط من شروط إلقاء المفردة و القافية وهي أغنيات لا يرددها الطارب أو يتراقص على أنغامها الإ تجار الأزمات والحروب والمنقادين وراء مصالح دنيوية رخيصة من مال السحت وسلطة مبتغاة او موعودة للعمل في كراسى الوزارات السيادية بعد نهاية الحرب بأعداد الجماجم كما يخيل إليهم ،وشرذمة أخرى من شاكلة الفاقد التربوي والعطالين وبعض من السواقط الإجتماعية من قبيل«الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ وَالمستقسمين بِالْأَزْلَامِ ومن يدور في فلكهم المعوج». هذه الأغنيات المسمومة كعادتها تذكر بالتغليف أكثر من قبيلة ومكون إجتماعي إلا أنها لا تعدو كونها مجازا" مرسل علاقته الجزئية؛ حيث يذكر الكل ويراد الجزء فتراها أكثرها رواجا" تلك التي تمجد بعناية بين الاضابير قبيلة الزغاوة وكأن الزغاوة هي الصفة السائدة على بقية القبائل الأخرى التى تشاركها محنة الكآبة والحزن الجاثم عنوة فى صدر الشعب السودانى النبيل؛ فهو أسلوب رخيص مبتزل فيه تغبيش وخم و تضليل وإسترخاص لدم الزغاوة ولا يقبل الزغاوة إطلاقا" بهذا المنهج المعوج ويجب إدراكه و إصلاحه الان قبل الغد. من المؤسف أن جل أمراء الحروب أخرجوا كل أسرهم من الدرجة الأولى وبعض إستثماراتهم و مدخراتهم لخارج السودان في مدن آمنة وبلاد عريقة ك«لندن، هانوفر، فرانكفورت، إسطنبول ، باريس،القاهرة، أنجمينا، جوبا، دارالسلام ،كيجالي ، كمبالا ،كوالالامبور ،نيويورك، واشنطن، دبي وسلطنة عمان،دول الخليج الأخرى كالسعودية ...الخ» وقليل منهم في بورتسودان،شندي، عطبرة،كسلا،القضارف،النيل الأبيض،وبقية المدن الامنة في السودان وبعضهم جعل هذه المدن السودانية الأمنة مأوى لأسرته من الدرجة الثانية والثالثة وهم بذلك لا يهمهم من يموت في فاشر السلطان و تخوم القرى من عموم دارفور المنكوبة أو مدني،النيل الأزرق أو إقليم كردفان والخرطوم وغيرها من المدن السودانية المحتلة بالجنجويد و الملايش لذلك تجدهم يزجون بإسم الزغاوة في الحرب ويستمرون في المتاجرة بإسم القبيلة ولا شيء يخزي ضميرهم أو يحرك فيهم ساكنا" ما داموا هم وأسرهم في أمان لذلك لا تستغرب عندما يتكلمون عن المعارك التي تدور والأرواح التي تفقد كل يوم وكأنهم يخوضونها بأنفسهم! وصدق نابليون بونابورت حين قال:«ما أسهل أن تتحدث عن الشجاعة وأنت بعيد عن أرض المعركة»! مسؤوليتنا أمام الله تقتضي أن نقول الحق للناس عامة دون لومة لائم حتى لا يختلط الحابل بالنابل ولا خجل فى تبيان الحق بما يرضى الله و رسوله و المؤمنون. ▪️شعب الزغاوة مكون إجتماعي كبير الامتداد منصهر إجتماعيا" حاضر إقتصاديا" وثقافيا" وفكريا" في بقاع متنوعة من العالم و كذا حواكيرها في الجغرافيا مثلها وبقية المكونات الإجتماعية السودانية التي تفوق «580» قبيلة في السودان وليس لديها تفويض بقتال الدعم السريع لوحدها إنابة عن الجيش كما يزعم هولاء المغنون المضللون ولكنها لها الحق في الدفاع و الرد عن نفسها ووطنها أسوة بالمجتمعات كلها فى بوتقة السودان تسع الجميع كما أنها تستطيع دفع الضرر عن نفسها ومكونها وممتلكاتها ولا تحتاج إلى درس عصر أو محاضرة إضافية من أحد لتعلمها فنون الدفاع عن النفس وهي ليست دمى أو حكرا" لأيا" من طرفي الصراع لتحركها ما تشاء وفق مصالحها الذاتية الضيقة. ▪️الزغاوة ليسوا بحاجة للإصغاء لأغنيات هابطة تمجدهم ليكونوا وقودا" لحرب سياسية لا ناقة لهم ولا جمل. ▪️الزغاوة أكبر من أن يتغنى بهم القونات وسواقط الفن والموسيقى؛ عليه يجب على الشعراء والمغنيين التوقف عن إنتاج مثل هذه الأعمال المسمومة ذات الأغراض التي تخدم أجراء الحروب بالوكالة وعليهم إنتاج عمل فني إيجابي و مسؤول بقواعد الفن العفيف يخرج السودانيين من ظلمات الحرب اللعينة إلى بر الامان ويكفيهم شرور الحرب وأهوالها. ▪️الحرب الدائرة منذ 15 أبريل23 هي حرب دولة بين قوتين رسميتين «قوات الجيش وإبن رحمها الدعم السريع» وليست حرب قبلية حتى يزج فيها الزغاوة بالإستغفال ويجب أن يقف الزغاوة على مسافة واحده من كلا طرفا الحرب ويساهم بالمسئولية أسوة بالمكونات المجتمعية السودانية أما سياسي الزغاوة الذين هم في المنظومات السياسية أحرار في إتخاذ مواقفهم السياسية وفق رؤى تنظيماتهم . ▪️السودان ليس ملكا" حصريا" للزغاوة ولا الزغاوة لديها تفويض بالدفاع إنابة عن الاخرين ويجب عليها مُمارسة دورها الإجتماعي مع بقية قبائل السودان والتعايش في سلام ووئام مستدام كما في التاريخ الخالد . ▪️يجب أن تتوقف هذه المسرحيات العبثية والهزيلة سمجة الإخراج بإسم القبيلة. ▪️لا أحد لديه تفويض لتقديم الزغاوة قربانا" لحرب تنافسي سياسي لا رئيس شورى الزغاوة المهندس/صالح عبدالله ولا زعماء الحركات التي ساندت الحرب ووقفت مع الواجهات المستترة خلف الجيش«مناوي،جبريل،عبدالله يحى و كيزان الزغاوة» ولا التي تقف في الحياد«الطاهر حجر و سليمان صندل حقار » ولا أي موسسة حزبية تنظيمية (تقدم ) أو منظمات مجتمع مدني لديها الحق باللعب بورقة القبيلة لإرضاء نخب الحكم. ▪️ميدان الحرب باين أطرافها ومسانديها الدوليين او المحليين فمن أراد القتال في صف أيا" منها فليفعل ما يشاء بإسمه او بإسم حركته أو مؤسسته وفق مصالحه الذاتية التي يجنيها من وراء تلك الصفقة وليكف عن بيع القبيلة كالنعاج في سوق النخاسة. ▪️قبيلة الزغاوة ليست سلعة معروضة في سوق الإرتزاق السياسي ليتكسب من ورائها كل من ضاق به الحيل و الأفق وفقد السيطرة والمنطق السديد كما يفعله من حرمهم الطبيعة من صفاء الذهن و السريرة. ▪️ فليبقى التعاظم ماهو إجتماعي فهو إجتماعي بطبعه وسيظل كذلك وما هو سياسي فهو سياسي وفق ديناميكيات السياسة وبراغماتياتها المختلفة المتلونة منها و المتحولة. ▪️يجب أن توضع النقاط على الحروف لا فوق الحروف وما بين«على الحروف and فوق الحروف » فرق كبير! «اللهم قد بلغت فأشهد» «لنا لقاء»
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة