الصراع الوجودي بين الثقافتين : العربية البدوية و الحضرية في السودان بقلم المهندس أحمد نورين دينق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 02:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-24-2024, 03:37 PM

أحمد نورين دينق
<aأحمد نورين دينق
تاريخ التسجيل: 07-28-2023
مجموع المشاركات: 81

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصراع الوجودي بين الثقافتين : العربية البدوية و الحضرية في السودان بقلم المهندس أحمد نورين دينق

    02:37 PM November, 24 2024

    سودانيز اون لاين
    أحمد نورين دينق-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    إن الحرب الدائرة في السودان هي ملخص لأزمة الحكم المزمنة فيه ، فإرتفاع درجة حرارة جسم الإنسان و حدوث الصداع المزمن دليل حدوث طارئ المرض ، كما أن دخول المرض يستوجب التشخيص السليم كمرحلة أولى للعلاج .. لم أعرف صعوبة أزمة الحكم في السودان إلاّ عندما تدرجت في المراحل التعليمية و دخلت الجامعه ، و أثناء الدراسة الجامعية كنت أتابع الشأن الدولي عبر مجلة النيوزويك الأسبوععية الأمريكية ، فعندما قارنت بين التحليلات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية في المجلة من قبل المفكرين هنالك ، و قارنت الأمر بمستوى كتاب الرأي في صحفنا و مجلاتنا المحلية وجدت البون شاسع في درجة العمق و قوة المنطق و ملامسة الواقع المعاش ، و عندما بحثت عن السبب في ذلك ، وجدت أن من يتصدون لشأن الحكم في الدول المتقدمة هم عناصر الصف الأول ، فالكليات الأدبية هي الرغبة الأولى في الدراسة الجامعية عندهم ، تليها الكليات العلميه و البقية الباقية من التخصصات ، فتصدى عقول الصف الأول لمشاكل الحكم عندهم لا شك أنه الدواء الناجع الذي سهل تشخيص العلاج من ناحية و تشخيص المرض من أساسه من ناحية أخرى ، أما عندنا في السودان ، فإن الرغبة الأولى و الثانية هي الكليات العلميه ، و الرغبة الثالثة هي للكليات الأدبية و الرغبة الرابعة هي للكليات العسكرية و الأمنية .. فمن خلال هذا الترتيب تجد أن من يتصدى للعمل العام هم عناصر الصف الثالث و الرابع من المجتمع السوداني منذ أن إستلم عبود زمام الحكم ، و السياسة هي فن الممكن من القرارات ، و منذ إستلام عبود و طوال أكثر من ستة عقود من عمر الحكم في السودان بعد إستقلاله و القرار الأخير في يد فرد يتبع لعناصر الصف الرابع من المجتمع السوداني في ترتيب صفوته ٠٠٠ ترجو النجاة و لم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس .. فمشكلة السودان عصية على الحل لأن من يشخصونها ليسوا بالكفاءة و لا بالجدارة المطلوبة ، فالقدر وضعهم في موضع المسؤلية بدون أدواتها ، و المجتمع السوداني ، حائر و تائه في بحور هذه التشخيصات التي تجافي واقعه الذي يعايشه مكرها أخاك لا بطل . إن واقع و حال الدولة السودانية بعد خروج المستعمر و نيل الإستقلال ، و الذي تأزم بعد دخول الحرب مفاصل الدولة السودانية ، قريب لواقع الدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و إستلام أبو بكر الصديق مقاليد الحكم ، و وجه الشبه بين الدولتين هو : وقوف فئة من البدويين ضد توجهات الدولة و إعطاء الحقوق المدنية للجميع بسلطة القانون ؛ فسلطة القانون تتنافى مع أعرافهم المبنية على أخذ حق الغير بالقوة عند الحاجة إليه ، لذا فهم لا يريدون سلطة تقيد أعرافهم و تقاليدهم هذه ، لذا تمردوا على خليفة رسول الله أبي بكر الصديق بحجج واهية ، فماذا فعل الخليفة ؟ فعل ما يجب على رجل الدولة فعله ، حاربهم الي أن كسر شوكتهم ، فلا معنى لدولة بدون سلطة ، و لا وجود لسلطة بدون قوة تحرسه .. إن الواقع يعيد نفسه في الدولة السودانية ، فالثقافة البدوية السائدة في أوساط القبائل العربية البدوية التي وفدت و إستوطنت في السودان مؤخرا ، لا تريد أن تغير أعرافها القائمة على السلب و النهب و الإغتصاب و القتل العمد لأتفه الأسباب ، فطوال الأربعة عقود الماضية عانت من ويلاتها أقاليم كردفان و دارفور ، و كانت الدولة السودانية غافلة أو متغافلة عن خطورة هذا الصراع الثقافي الوجودي بين الثقافتين ، الحضرية المتمثلة في الزراع المقيمين المتمدنين و البدوية المتمثلة في الرعاة ، و لكن بعد وصول المد البدوي إلى العاصمة القومية الخرطوم و ولاية الجزيرة ، و تكرار ذات الجرائم السابقة ، حذو القذة بالقذة ، تأكدت ملامح الصراع الوجودي بين الثقافتين المتضادتين ، فوقفت الدولة للمرة الأولى ضد الثقافة العدوة للقيم المدنية ؛ و لكن كيف لعناصر الصف الثالث من النخبة السياسية أن تعي الدرس الذي وعته عناصر الصف الرابع في الزمن المتأخر ؟ لكن أن تأتي متأخراً خيرا من ألا تأتي من الأساس : إن الثقافة البدوية تهدد أي مشروع لبناء دولة مستقرة في السودان ، لأنها ستهدمه في كل مرة بهذه القيم التي تخول لعناصرها الإستحواذ على جهود سنوات غربة المغترب السوداني في لمح البصر ! إغترب إبناء أبيي عن منطقتهم زهاء عقدين من الزمان منذ منتصف العام ثمانينات القرن الماضي ، و عندما حدث إستقرار نسبي في منطقتهم بعد عملية السلام في العام ٢٠٠٥ ، عاد عدد مقدر من الأسر إلى المنطقة من كافة ولايات السودان المختلفة محملين بحصاد سنين الغربة فكان البعض يملأ جرارين أو ثلاثة من مقتنياته طوال فترة الغربة ، و كان عدد العائدين بالآلاف ، فما كان من العناصر البدوية إلاّ أن إستغلوا الأزمة السياسية التي نشبت في المنطقة بين حزب الحركة الشعبية و حزب المؤتمر الوطني و أدت لحرب قصيرة في مايو من العام ٢٠٠٨ لنهب كل ممتلكات المواطنين التي أتوا بها من حصاد غربتهم ، و أنشاوا أسواق لبعيها في حواضنهم ، و بدأ مواطن أبيي البناء من الصفر مرة أخرى بفعل ثقافة لا ترحم ، لا تختشي و لا تعرف أو تعترف بالقيم المدنية من قريب أو بعيد ، و حال أهل الخرطوم و أهل الجزيرة سيكون مثل حال أهل أبيي ، الاضطرار للبداية من الصفر ، لأن تحويشة العمر ضاعت سدى بسبب ثقافة بدوية لا ترحم ، فماذا نفعل ؟ لا خيار أمام الشباب السوداني الذي يحلم بدولة تسودها القيم المدنية و على رأسها : قيم الحرية والعدالة و السلام ، غير أن يفعل كما فعل الخليفة أبو بكر الصديق مع الثقافة البدوية ، و إلا فالبديل هو البداية من الصفر بعد كل مرحلة بناء نتيجة لهدم ما يبنيه في كل مرة من قبل حواضن هذه الثقافة في دائرة تبدأ و لا تنتهي ، لقد هزم مماليك مصر المتنعمين ، عندما آمنوا بعدالة قضيتهم جنكيز خان الذي يدعي أنه أشرس البدو ، و الجيش مؤسسة وطنية قبل وصول الإسلاميين و قادته الحاليين ، و تعلم الجندية لا يستغرق أكثر من عام واحد ، لإزالة خطر يهدد بناء دولة مدنية حقيقية في السودان ، و في السياسة ، المصلحة الوطنية ، تقتضي من الجميع التعاون ، خطر الإسلاميين كانت بسبب غياب العدالة ، فإذا حدث الانتصار على هذه الثقافة الشاذة ، يمكننا بناء دولة مدنية حقيقية في السودان ، تسودها القيم المدنية ، و لن يكون أحد فيها قط فوق القانون ، لا إسلامي و لا يساري ، فالجميع سيكونون تحت طائلة القانون .. جزى الله خيرا الدكتور محمد شحرور ، فقد نجح في التشهير بخطورة الثقافة البدوية الأحادية على القيم المدنية ، لذا كانت يثرب و ليس مكة هي الموطن الذي تشرف بإنطلاقة الدولة الإسلامية في العالم ؛ و كانت الدولة السعودية حصيفة عندما إختارت الرياض عاصمة لدولتها ، فأم القرى ، تتمتع بثقافة أحادية لا يؤهلها لتكون عاصمة .























                  

11-24-2024, 03:59 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع الوجودي بين الثقافتين : العربية ال� (Re: أحمد نورين دينق)

    شكرا باشمهندس أحمد نورين على هذا التحليل الجدير بالتأمل.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de