* القحاتة تآكلوا، وتلاشوا.. ولم يتبق من وجودهم سوى روح خبيثة تحوم في وسائل الإعلام معتمدة على قدرات كفلائهم المهولةً لإنجاز مهمة استعمار السودان في مجلس الأمن الدولي، بالتهديد والترغيب للنصر المبين على إرادة الشعب السوداني..
* وقبل جلسة مجلس الأمن الأخيرة، تباهى خالد سلك، وأشار إلى دور قحت (المعظَّم) في مضمون مشروع القرار البريطاني المزمع تقديمه لمجلس الأمن، و عن أن إنجاز المهمة سوف يتم في تلك الجلسة، وبلا تعطيل.. * ومن فرط ثقته أدلى سلك بتصريح من قبيل :- ذهبنا إلى بريطانيا للمطالبة بتدخل أجنبي يحمي المدنيين عبر تشكيل بعثة أممية في الوسط والشمال والشرق، مثل تلك البعثة المتواجدة في أبيي..
* و كان لُبُّ تصريح خالد سلك ينصَّبُ، كالمعتاد، على تأكيد عدم وجود سيادة ولا حكومة شرعية في السودان.. و أن السودانيين يعيشون رعيةً بلا راعٍ يُعتَّدُ به..
* و من لُبِّ تصريح سلك، نستشف أن (السيادة) و (الشرعية) هما حلقة مفقودة في شامل أجندة القحاتة السياسية، وأنهم يدورون حول أنفسهم بحثاً عنها في المحافل الإقليمية و الدولية (خارج) السودان..
* و حقائق الأشياء تقول أن السيادة والشرعية التي يبحثون عنها، في (الخارج)، قد منحها الشعب السوداني، في (الداخل) للحكومة القائمة المساندة بالجيش.. ولا مدعاة للمحاججة..
* و سوف تظل هذه الحكومة هي السلطة (الشرعية) المدافعة عن (سيادة) السودان، إلى حين إجراء انتخابات تجيئ بحكومة ينتخبها الشعب السوداني، عن قناعة و رضاً، عبر صناديق الاقتراع، غضَّ النظر عن توَجُّهها السياسي!
* إكتفى سلك بالمطالبة بتشكيل بعثة أممية في الوسط والشمال والشرق.. و لم يذكر أي تشكيل لبعثة في الجنوب أو الغرب.. ومن المؤكد أن (تحت السواهي دواهي).. * وقد تبنى، المشروعُ البريطاني المقدم لمجلس الأمن، كل مطالب القحاتة.. مع التركيز ، إيحاءاً، على غياب (السيادة والشرعية) في السودان، لتبرير التدخل الدولي عبر البعثة الأممية لحماية المدنيين..
* و يا للنفاق!
* منافقةُ هي جميع الدول التي صوتت لصالح القرار.. جميعها منافقة وهي ترى ما رآه المندوب الروسي من محاذير في المشروع، ولم تستطع إلا أن تستمر في أداء دورها حارساً أميناً للاستعمار القديم، وداعماً مخلصاً للاستعمار الحديث..
* حذر المندوبُ الروسي أعضاء مجلس الأمن من تواطؤ البريطانيين و القحاتة، وشدَّد على ألا يكون المجلس لعبةً في أيدي القوة الاستعمارية السابقة المتعاونة مع الجالية السودانية في بريطانيا بغرض "تسجيل نقاط" ضد الحكومة السودانية السودانية..
* لم يكتف المندوب الروسي بذلك، بل أوضح للمجلس ما حرَّك الفيتو الروسي ضد مشروع القرار الذي ألبسوه لباس حماية المدنيين في السودان، بينما مفرداته تنطوي على شلِّ الحكومة من إدارة البلد، بعد تجريدها من سيادتها والشرعية الشعبية التي اكتسبتها..
* و أكد المندوب الروسي أن الحكومة السودانية هي من يتحمل المسؤولية عن حماية المدنيين في البلد وهي الضامن للسيطرة على حدود البلاد وأمنها.. وأنها وحدها من له حق اتخاذ القرارات بشأن دعوة القوات الأجنبية إلى السودان..
* و طالب المندوب الروسي مسؤولي الأمم المتحدة بالتفاعل مع هذه الحكومة لمعالجة المشاكل القائمة وترتيب المساعدات الإنسانية اللازمة، لأنها وحدها التي ينبغي أن تلعب هذا الدور.. وأن البريطانيين والقحاتة يحاولون حرمان الحكومة السودانية من هذا الحق، بالرغم من إضطلاعها بتمثيل البلاد في المنظمات الدولية، وتنسيقها للعمليات الرئيسية في الدولة، ومشاركاتها في توزيع المساعدات الإنسانية.. و على الرغم من أن السودانيين يلجأون إلى مناطق سيطرتها إحتماءاً بها..
* لم يقرأ القحاتة ما في لُب المشروع من محاذير تشريعية و سيادية، بمثلما قرأها المندوب الروسي، ربما لأن القحاتة شركاء منفعة مع البريطانيين والإماراتيين وآخرين في سلب سيادة الحكومة السودانية عبر مجلس الأمن، ومن ثم منحها للقحاتة، وتكوين مجلس وزراء برئاسة عبدالله حمدوك و تعيين خالد سلك، وزيراً للمجلس كما كان في عهد أربعة طويلة.. والعياذ بالله!
* و للعجب، أن بين طيات خطاب المندوب الروسي رداً مفحماً على كل ما قرأته من انتقادات، ذات غرض، ضد الفيتو الروسي من أي ناحية كان الانتقاد..
* إن رد المندوب الروسي سوف يظل قائماً، و سوف يظل مرجعيةً تفنِّد روح القحاتة الخبيثة الحائمة في الوسائط والمنصات الإلكترونية والتلفزيونات ذات الميل العاصف لإسقاط السيادة والشرعية عن الحكومة الراهنة التي يدعمها الشعب السوداني دعماً لا محدوداً.. * و كم تضحكني كتابات كتاب قحتقدم الناقدة للفيتو الروسي.. كم تضحكني بعد غيظٍ!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة