" أنا ضد الحرب لكنني مع الجيش" عبارة لا أفهمها إطلاقاً سيما عندما تصدر من إعلامي كبير عمر ظللنا نسمع به منذ كنا تلاميذ مدارس، أو حين يرددها مفكر أو أستاذ جامعي ومستنير.
. فهل يظن هؤلاء أننا نتناقش حول مباراة كرة قدم بين فريقي الجيش والجنجويد!
. نحن نشهد حرباً قدرة وعنيفة معلومة المرامي والأهداف، ومساندة أي من طرفيها تعني بالضرورة تأييدك لفكرة إستمرارها.
. والغريب أن نفس هؤلاء (الضد الحرب ومع الجيش) ينتقدون الأطراف الخارجية الداعمة لأحد طرفيها بداعي أن ذلك يساهم في إستمرارها.
. فهل تعاني هذه الفئة من لوثة عقول، أم أنهم يخضعون للإبتزاز الرخيص ويتوهمون أن عدم قول " أنا مع الجيش" سيضعهم في خانة الخونة والعملاء!
. وفي الحالتين لا أتفهم موقفهم لسببين.
. السبب الأول هو أن الجيش الذي يتحدثون عنه مجرد مليشيا أم تفرخ كل يوم العديد من المليشيات الأصغر ما يعني إستمرار الحرب وتحولها لحرب أهلية شاملة، ولا يمكنك بالطبع أن تدعم جيشاً مزعوماً لا يحافظ على وحدة الشعب ولا على التراب.
. أما السبب الثاني فهو أن من يوزعون صكوك الوطنية خلال هذه الحرب ليسوا مؤهلين أخلاقياً ولا قيمياً ولا دينياً حتى يحكموا علينا.
. فمتى يصبح الكبار كباراً بحق لكي يساهموا في رفع وعي من هم أقل منهم تجربة بدل لوثة العقول التي تسيطر عليهم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة