في اقتفاء أثر خراب المدن: الصورة الشاعرية للطغاة- 5 كتبه د. مجتبي سعيد عرمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-14-2024, 12:01 PM

مجتبى سعيد عرمان
<aمجتبى سعيد عرمان
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 30

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في اقتفاء أثر خراب المدن: الصورة الشاعرية للطغاة- 5 كتبه د. مجتبي سعيد عرمان

    11:01 AM November, 14 2024

    سودانيز اون لاين
    مجتبى سعيد عرمان -السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    هدفت هذه السلسة من المقالات إلي تفسير الدمار، والخراب، والجوع، وتفكيك النسيج الإجتماعي بفعل الطغاة والطغيان السياسي وذلك حينما حكم الأوطان أصحاب المقدرات المتواضعة ، وزمرة صغيرة حكمت بحد السيف والمال. هذه المقالة مكرسة بالكامل إلي شاعر المنفي مظفر النواب الذي بكي وطنه العراق وهو يري بعيون الشاعر الجوع الذي يفتك بالفقراء علي الرغم من الثراء ، والمياه الوفيرة في نهري دجلة والفرات اللذان قامت علي ضفافهما اعظم الحضارات في التاريخ البشري. يقف شاعرنا مظفر النواب حائرا في معادلة الثراء من جهة والفقر من جهة ثانية وكأنه يتحدث عن بلادنا ونهر النيل العظيم وغيره من الأنهر الموسمية ، إذ يقول:
    وكنت عرفت لماذا يسكن جوعٌ في الأهوار؟
    جوعٌ ، و ثلاثة أنهار ؟
    لا غرو، الحضارات دوما ما تُولد عند الأنهار، وهكذا يولد كبار الشعراء عند منحيات الأنهار وجداول الماء، وكل شيء حي منه . علي ضفاف نهر دجلة بمنطقة الكرخ ببغداد، ولد شاعر المنفى والقصيدة المهربة مظفر النواب في وسط أرستقراطي، لكنه لم يكن يدري ما يخبئه له القدر كما كتب في إحدى قصائده:
    يا غريب الدار
    إنها أقدار
    كل ما في الكون مقدار وأيام له
    إلا الهوى
    ما يومه يوم
    ولا مقداره مقدار
    عاني مظفر النواب معاناة هائلة من النُظم السياسية القمعية في بلاده، وكان دوما الزائر المقيم في سجون الطاغية تحت سياط الجلادين التي لا ترحم وقد وصف تلك المعاناة مع جلاديه غلاظ القلوب حينما حمل السلاح مع الفلاحين بالقرى المتاخمة لإيران ضد النظام القمعي في بلاده. تشاء الأقدار أن يجد نفسه في قبضة جهاز الأمن الإيراني السيء السمعة المعروف بالسافاك، بمخيلته الشاعرية وصف جلاديه وصفا بليغا قائلا عنهم:
    في طهران وقفت أمام الغول

    تناوبني بالسوط.. وبالأحذية الضخمة عشرة جلادين

    وكان كبير الجلادين له عينان

    كبيتي نمل أبيض مطفأتين

    وشعر خنازير ينبت من منخاريه

    وفي شفتيه مخاط من كلمات كان يقطرها في أذني

    ويسألني: من أنت؟
    خجلت أقول له

    قاومت الإستعمار فشردني وطني

    غامت عيناي من التعذيب
    كانت له مقدرة مدهشة علي تخصيب نصوصه الشاعرية بالرموز التاريخية التي لعبت ادوارا بطولية في حياة المجتمعات على كافة الصُعد حينما كان الإنسان فتيا. لا يخفى مظفر النواب إعجابه الشديد بالإمام على بن طالب، بل يتحسر علي حال الوطن والمواطن ويقول له لو جئت اليوم لحاربك الداعون إليك وسموك شيوعا في وتريات ليلية، بل أيضا يستدعي الحسين بن علي الشهيد الثائر، وأبو ذر الغفاري، وحسين الأهوازي زعيم القرامطة قائلا للإمام علي:
    أنبيك عليّاً


    مازلنا نتوضأ بالذل

    ونمسح بالخرقة حد السيف

    ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف
    ظل مظفر النواب وحيدا في وجه الرياح الهوج في لجة بحر متلامط الأمواج كبحار ماهر سائرا وثائرا في وجه سلطة البغي والتجبر التي اُغتصب بحد السيف والمال مدافعا عن البشر المهانين ،والجوعي،والمساكين ،معبرا عن حبه واعتزازه بكل الثوار في اي مكان وزمان، فهم عابرون للجغرافيا، واللغة، والاثنية، والدين، وهم من يمنحونه الثبات واليقين في وجه الجلاد وسياطه التي تشقق جسده المتعب وروحه المعذبة قائلا:
    لا اتذكر، فالثوار
    لهم وجه وأحد في روحي
    غامت عيناي من التعذيب
    وأنت تغوص في بحار مظفر النواب لن تجد سوي اللآليء والصدف البحري في خارطة إبداعه الشعري الذي كرسه للتعابي والمقهورين وإن بقي وحيدا يردد مع علي الذي أحب : " آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق." وإن بقي معه القليل من الأصدقاء الذين لم يخنوا العهد والقضية، فهو سوف يسير على الدرب فالنهر دوما يحن إلي مجراه حتي لو فارقه ظله، إذ يقول بحرقة:
    لم يبقى لي من صحب قافلتي سوي ظلي
    واخشي أن يفارقني
    وإن بقى القليل
    هذا قليل مما فعلته أنظمة البطش والطغاةُ بالاوطان التي تم نهبها وتدميرها، والفتك بالشعراء والمثقفين علي يد تلك السلطة التي على رأسها طاغية لا يرحم ، ممثلا ظل الله في الأرض حتى اوصلونا إلي حرب الكل ضد الكل، وشبح الدويلات الذي يلوح في الأفق. لنا عودة مرة أخرى.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de