في خضم الحرب التي اجتاحت السودان، حيث تتناثر شظايا الدمار وتتصاعد أصوات الرصاص، تتعرض إحدى ركائز المجتمع المدني، وهي الصحافة، لأبشع أنواع الانتهاكات والقمع، ففي هذا الصراع الدامي، لم يعد القلم سلاحاً نافذاً لنشر الحقيقة، بل تحول إلى هدف يستحق الاستهداف، تروي منظمة مراسلون بلا حدود، بلسان حالها المؤلم، حكاية الصحافة السودانية في ظل هذه الحرب العبثية، فالصحفيون الذين اعتادوا أن يكونوا شهود عيان على الأحداث، ليبلغوا العالم بأسره ما يجري في بلادهم، أصبحوا هم أنفسهم ضحايا، فبدلًا من أن يلتقطوا الصور والكلمات، وجدوا أنفسهم في مرمى النيران، يتعرضون للاعتقال والتعذيب والقتل، وتؤكد المنظمة أن استهداف الصحفيين في السودان ليس أمراً عشوائياً، بل هو مخطط له بدقة، فالقوى المتصارعة ترى في الصحافة عقبة تحول دون تحقيق أهدافها، وتسعى بكل قوة إلى إسكات صوتها، فبتعتيم الأنباء وحجب الحقيقة، يمكن لهذه القوى أن تواصل ارتكاب جرائمها دون أن يكشف أمرها، ويتشابه الوضع في السودان مع ما يحدث في غزة، حيث يتعرض الصحفيون أيضًا لاستهداف مباشر، ففي كلا الحالتين، يتم استخدام القوة المفرطة للقضاء على حرية التعبير، وإخفاء جرائم الحرب عن العالم، وتشير التقديرات إلى أن عشرات الصحفيين قد قتلوا منذ اندلاع الحرب في السودان، فيما تعرض المئات الآخرون للاعتقال والتعذيب، وهذه الأرقام المرعبة ليست سوى جزء صغير من الصورة الكاملة، فالكثير من الانتهاكات لا يتم توثيقها، إن استمرار هذه الانتهاكات يشجع مرتكبيها على التمادي في جرائمهم، فالإفلات من العقاب يشجع على تكرار الجريمة، ويخلق بيئة من الرعب والخوف تعيق عمل الصحفيين، والسودان، الذي كان يوماً ما مهد الحضارات، يعيش اليوم كابوساً حقيقياً، فالحرب دمرت البنية التحتية، وشردت الملايين، وقطعت أوصال المجتمع، وفي ظل هذا الدمار، تتلاشى أحلام الشعب السوداني في الحرية والكرامة، إن ما يحدث في السودان هو جريمة ضد الإنسانية، وجريمة ضد الحقيقة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يتدخل لوقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين، وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم، فالصحافة هي الضمير الحي للأمة، وهي التي تكشف الحقائق وتفضح الظلم. وعندما تسكت الصحافة، فإن المجتمع كله يخسر.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي: يا للهول! ثلاث ملايين إنسان، كل واحد منهم يحمل قصة ألم وحزن، اضطروا إلى ترك ديارهم وأحبابهم، هرباً من نار حرب لا تبقي ولا تذر، لم أصدق عيناي حين قرأت الخبر على وكالة الأناضول (قلت قرأت الخبر عن وكالة الأناضول التركية؟؟ وهذه هي الطرفة!! لمن سماني بالكاتب النخبوي)، وكأنني أقرأ رواية من الخيال العلمي، إلا أنها للأسف واقع مأساوي يعيشه إخواننا في السودان، منذ أن اندلعت شرارة الحرب في أبريل الماضي، لم تتوقف عجلة الموت والدمار، مدن بأكملها تحولت إلى أنقاض، وقرى بأكملها باتت سكنًا للشياطين، أطفال يفتقدون دفء الأمومة وحنان الأبوة، ونساء تبحثن عن مأوى آمن، وشيوخ يودعون الحياة وهم يحملون هموم الوطن على قلوبهم، ثلاثة ملايين قصة، كل قصة تحمل في طياتها معاناة لا توصف، قصة طفل فقد ألعابه، وقصة امرأة فقدت زوجها، وقصة رجل فقد وظيفته ومسكنه، كل هذه القصص مجتمعة ترسم لوحة قاتمة عن واقع مأساوي يعيشه السودان، أشعر بالغضب والحزن في الوقت نفسه، الغضب من الذين أشعلوا فتيل هذه الحرب، والحزن على الضحايا الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في هذا البلد المنكوب، أدعو الله أن يرحم الشهداء، ويشفي الجرحى، ويعيد النازحين إلى ديارهم، وأن ينعم على السودان بالأمن والاستقرار. وأن يفتح قلوب العالم على هذه المأساة، وأن يتدخل المجتمع الدولي لإنهاء هذه الحرب، قبل فوات الأوان، لا يمكن أن ننسى أننا جميعًا بشر، وأننا نتشارك في الإنسانية، وأن ما يحدث في السودان هو أمر يهمنا جميعًا، علينا أن نرفع أصواتنا، وأن نطالب بوقف هذه الحرب، وأن نساعد إخواننا في هذه المحنة.، أتساءل، هل سنظل نتفرج على هذا المشهد المأساوي؟ أم أننا سنتحرك وسنعمل على إنقاذ ما تبقى من السودان؟ I always wonder, will we continue to watch this tragic scene؟ Or will we move and work to save what remains of Sudan؟ وعلى قول جدتي: "دقي يا مزيكا !!". خروج: " ضحكت مل شدقي لهذه التناقضات والمفارقات" هنأ رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمناسبة فوزه في إنتخابات الرئاسة الأمريكية، كما هنأ قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ” حميدتي” الرئيس دونالد ترامب بفوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية متمنياً له التوفيق والنجاح في قيادة الولايات المتحدة الأمريكية.. #أوقفوا_الحرب ولن أزيد ،، والسلام ختام. [email protected] - @drosmanelwajeeh
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة