الحرب لا يتمنّاها أحد، فكلنا ندعو لوقفها. ولكن، عندما تتآمر الدول والمنظمات والشركات، وتحرك جميع أدواتها الصلبة والناعمة من أجل إقامة نظام يخدم مصالحها، فإن قيادة الحرب يصبح واجباً مقدساً للدفاع عن الوطن.
السلام هو أولويتنا اليوم، لكن لا يمكن فرضه من جهات تموّل حربا لغرض السيطرة على النظام السياسي وجعله يدور في فلكها، محولةً الحاكمين إلى مجرد موظفين يتآمرون وفق ما يُملأ لهم. هنا تنتفي سيادة الوطن وتحل محلها عملية استعمار جديدة بشكل ناعم.
الوطنية تعني الصمت عن أسرار البلد مهما كلفها من معاناة، وعدم طلب التدخل من الخارج من أجل تحقيق مآرب شخصية. حب الوطن يجب أن يضاهي حب النفس والشعور بالألم الذي يعاني منه ملايين المشردين بسبب جرائم المليشيات.
نحن نناشد دعاة وقف الحرب أن يقولوا كلمة حق خالصة، وأن يتحدوا رغم اختلافاتهم وتناقضاتهم الداخلية، من أجل وطن واحد يفتدونه. التباينات بين مكونات وحدة السلاح والدفاع المشترك عن الوطن أمر صحيحي وطبيعي في ظل تعدد وتنوع الوطن. لن تتضرر الوحدة من ذلك مهما حاول البعض.
طبيعة الإنسان أن يخطئ، لكن يبقى الحوار والرأي والرأي الآخر عنوانًا لتجاوز الأزمات.
ستطول الحرب، لكن الغلبة في النهاية للوطن. الدماء التي روت أرض الوطن ستسفر عن النصر مهما طال الطريق إليه.
صحيح، ستطول الحرب لأن المتآمرين الساعين للسيطرة على السودان وموقعه الاستراتيجي ما زالوا يمدون بالسلاح والعتاد والدعم الفني. ولكن الحق دائمًا منتصرا.
أدعو الصحافة الوطنية والأفلام الحرة أن تكون على قدر الوطن ودماء الشهداء، وأن تتحلى بالمزيد من الوعي والمسؤولية فيما تكتب. الكلمة أمانة. لنعمل سويًا على تأسيس رؤية جديدة للتعافي الوطني، ونصطف خلف قواتنا المسلحة وكل أذرعها من القوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين.
لن نسمح للعدو بضرب وحدتنا. وعلينا جميعًا أن نسيطر على ثقافة الحوار وأدب الاختلاف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ادم ابكر عيسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست