أُمِّي طَرِيقَيْ إلَى اللَّهِ وَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِ كتبه عبد الماجد سعيد عرمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2024, 10:52 PM

عبد الماجد سعيد عرمان
<aعبد الماجد سعيد عرمان
تاريخ التسجيل: 11-02-2024
مجموع المشاركات: 1

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أُمِّي طَرِيقَيْ إلَى اللَّهِ وَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِ كتبه عبد الماجد سعيد عرمان

    10:52 PM November, 02 2024

    سودانيز اون لاين
    عبد الماجد سعيد عرمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    مَرَّة شَهْر وَنَيِّف عَلَى رَحِيلٍ أُمِّيَ فَاطِمَةَ عَالِم حَمِد مُصْطَفَى وَمَازِلْت أَسْمَعْ طِيفَهَا اللَّطِيفُ، وَحَدِيثُهَا أَرَقُّ مِنْ النَّسِيمِ، وَأَيَّام الصِّبَا سَرَقْنَاهُنّ مِنْ رَيْبُ الزَّمَانِ، فَرْحُيلُهَا كَانَ سَرِيعَ وَرَهْبَة الْمَوْتِ كَانَتْ أَفْجَع كُرِهَبه الْبَعُوضُ مِنْ الرِّيحِ، قِيلَ جَاءَ الْبَعُوض إلَى سَيِّدِنَا سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَشْكُو مِنْ الرِّيحِ، فَاسْتَحْضَر سُلَيْمَانُ الرِّيحَ، فَذَهَب الْبَعُوضِ، فَقَالَ؛ سُلَيْمَانُ إلَى أَيْنَ؟ فَقَالَ: لَوْ كَانَ لِي قُوَّةً الثُّبُوت مَعَهَا مَا شَكَوْت مِنْهَا.
    مَهْمَا عَظُمَتْ قُوَّةِ الثُّبُوتِ وَ قُوَّةً الْإِيمَان فَبُكَاء ادَمَ لَيْسَ كَبُكَاءِ غَيْرِه, وَرَحِيل الْأُمِّ لَيْسَ كَرَحِيل غَيْرِهَا. كَانَ الْحُزْنُ أَعْمَقُ مِنَ شِدَّة الْوَجَل حِينَهَا أَدْرَكْتَ أَنَّ الدُّنْيَا مُلْتَقَى الْوَدَاع وَمَفَازَة لَا تَصْلُحُ لِلتَّوَطُّن بِالصَّالِحِين وَقَدْ انْقَسَمَ الْقَوْمِ عِنْدَ الْمَوْتِ كَعُمَر أَوْ بِلَالٌ فِي طَلَبِ الْمَغْفِرَةِ عِنْدَ الْمَوْت..
    غِطَاء الْحُزْن أَوْرَثَنِي هَمُّوما فِي نَفْسِي، وَحُزْنًا، وَمَخَافَة فِي قَلْبِي كَبُكَاء أُمَيَّة الشَّامِيّ، كَانَ أُمَيَّةُ الشَّامِيّ يَبْكِي فِي الْمَسْجِدِ وَيَنْتحب حَتَّى يَعْلُوَ صَوْتَه، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الأَمِيرُ؛ أَنَّك تَفْسُدُ عَلَى الْمُصَلِّينَ صَلَاتُهُمْ،بِكَثْرَة بُكَائِك وَارْتِفَاع صَوْتَك، لَوْ أَمْسَكْتُ قَلِيلًا، فَبَكَى وَقَالَ إنَّ حُزْن يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْرَثَنِي دُمُوعًا غِزَارًا، فَأَنَا أَسْتَرِيح إلَى ذُرِّيَّها أَحْيَانًا. فَبَكَيَتِهَا بِمِدَادٍ الدَّمْع وَحُزْن يَعْقُوب. غَيْرَ أَنَّ بَيْنَ رَحْلِة حَيَاتِهَا و الْمَوْت بَرْزَخٍ مِنَ التَّوْفِيقُ، كَانَ الْجَمَالُ يَسْكُن نَفْسِهَا وَتَخَلُّقُه مِنْ أَعْمَاقِ ذَاتِهَا فِي مُثَابِرَة لَا يَقِفُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ تَقْلِيص نَقَائِص الْإِنْسَانِ مِنْ الْفِكْرِ وَالْمَعْرِفَة و تَطْوِير الذَّات وَالْعَقْل لِأَبْنَائِهَا و عِلْمِهَا لَمْ يَكُنْ بِكَثْرَة الشَّهَادَات مِثْل أُمَّهَات بِلَادِي، وَمَصَابِيح الْقُلُوب الطَّاهِرَةِ فِي أَصْلِ الْفِطْرَةِ مُنِيرَة، قِبَلِ الشَّرَائِعِ. وَإِنَّمَا لِاسْتِعْمَالِهَا لِلْعِلْم وَفِطْرَة الْوِجْدَان السَّلِيم، وَفِطْانة الْمَعْرِفَةُ، وَذَلِكَ مِنْ عَمِيم نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهَا، وَتَضْحِيَة حَوِّلَتْ الْقُبْح جَمَالًا وَالْيَأْس أَمْلَأ و حُبًّا مِنْ غَيْرِ حُسْبَان وَلَا يَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، كَتَوْحِيد أَهْلِ الْأَسْرَار.
    ‎عَرَّفْتَنِي الدَّيْنِ مِنْ بَابِ الرَّحْمَة وَالْحُبّ وَالْإِنْسَانِيَّة. وَ يَوْمَ مَضَتْ تَرَكَتْ خَلْفَهَا أَصْعَب الْأَشْيَاءِ الَّتِي يَجِبُ تَحْمِلُهَا وَهِي الْأَسَى لِأَيَّام الْوِصَال وَ كَمْ قِصَّةٍ غُصَّة وَمَضْمُونُهَا الَّتِلهف، وَ الذّ الزَّكْرَيَات مَعَهُمَا مَا عَظُمَ فِي سُرُورٍ الْقَلْبِ. كَانْتِ لَا تَخْتَفِي فِي أَزْمِنَةٍ الضِّيق لِأَنَّهَا كَانَتْ تُبْصِرُ الْمَشَقَّة وَالْغَمّ وَالِاسْتِقَامَةُ.
    ‎فِي أَيَّامِ طُفُولَتِي أخْذتني عَلَى كِبَارٍ الْمَشَايِخ، وَ عَلَى مَحَافِل وَمَقَامَات الْخَوْف وَالْمَحَبَّة وَالزُّهْد، و
    الْعِبَادَةُ، وَمِنْهُمْ الشَّيْخُ عَبْدِالْمَاجِد ألَّاغبش، وَالشَّيْخُ الْقُرَشِيّ وَدَّ الَّذِينَ لأهتدي بِمَآثِرِهِمْ وَلِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْلَمُ أَنَّ الْعِبَادَاتِ وَالطَّاعَاتِ الْمُقَرِّبَة لِحَضْرَة اللَّه تَقْهَرْ رَغَبَات النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ، فَتُمُيَتِهَا الطَّاعَةُ، لِهَذَا قِيلَ إنَّ: «الْمَوْتَ هُوَ التَّوْبَةُ» ، وَفِي الْقُرْانِ: «فَتُوبُوا إلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسِكُمْ.
    فِي الْغُرْبَةِ وَغَرَّبَه الرُّوح وَضَجِيج الشَّهَوَاتِ، كَانَتْ تُنَازِعُنِي نَفْسِي كَمَا نَازَعَتْ إِبْرَاهِيم أَدْهَم أَبُو إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ نَفْسِه.
    طَافَتْ بِهِ أُمُّهُ عَلَى الْخَلْقِ عِنْدَ مَا وُلِدَ بِمَكَّةَ وَسَأَلَتْ الدُّعَاءَ لَهُ أَنْ يَكُونَ صَالِحًا، خَرَجَ مُتَصَيِّدًا فَاسِتاض أَرْنَبًا، وَإِذَا هُوَ فِي صَيْدِهِ سَمِع هَاتِفٌ يَهْتِفُ، وَاللَّهِ مَا لِهَذَا خُلِقَتْ فَرَجَعَ مِنْ رِحْلَةِ صَيْدُه وَتَرَك الإِمَارَةِ، وَمَا كَانَ فِيهِ. وَصَحِب بِمَكَّة الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَمَنْ كَلَامِه الْبَدِيعِ " عَلَى الْقَلْبِ ثَلَاثَة أَغْطِيَة؛ الْفَرَح، الْحُزْن وَالسُّرُور، فَإِذَا فَرِحْت بِالْمَوْجُود فَأَنْت حَرِيص، وَالْحَرِيصُ مَحْرُومٌ، فَإِذَا حَزِنَتْ عَلَى الْمَفْقُودِ فَأَنْت سَاخِط، وَالسَّاخُط مُعَذَّب، فَإِذَا سُرِرْت بِالْمَدْح فَأَنْت مُعْجَب، وَالْعَجَب يَبْطُل الْعَمَلِ.
    كَانَتْ أُمِّى تُحَدِّثُنِي بِالْوُثُوق بِمَا وَعَدَنِي اللَّهُ لَا بِمَا وَعَدَنِي النَّاسِ وَإِنْ أَشَدُّ مَا يَبْتَلَى بِهِ اللَّهُ الْعَبْدَ الْغَفْلَة وَالْقَسْوَة وَغَرِق النَّفْسِ فِي بَحْرٍ الْمَلَذَّات الْمُنَافِيَة لِصَّفَاء الذَّكَر وَالِالْتِجَاءِ إلَى اللَّهِ فِي فَسِيح أَبْوَاب الْفِكْر وَلَيَالِي الذَّكَر.
    وَالْأُمُّ فِي كُلِّ الْأَزْمِنَةِ وَالْأَمْكِنَةِ، وَالدِّيَانَات السَّمَاوِيَّة، هِي سُئلٌ مِنْ الْحَنَانِ وَالْمَحَبَّة، تَسْأَلُ اللَّهَ لِأَبْنَائِهَا أَنْ يَسْكُنَ قُلُوبِهِمْ الْفَلَاح وَالنَّجَاح. كَانَ الْفَنَّان الْعَظِيم رَاى تَشَارلز عِنْدَمَا بِدَاء يَفْقِد بَصَرَهُ
    ‎فِي طُفُولَتِهِ بَعْدَ سِنِّ الرَّابِعَة، كَانَتْ تَذْهَبُ بِهِ أُمُّهُ لِلْكَنِيسَة و تُمَنَّى نَفْسِهَا أن يُصبح قِسِّيس، لَكِنْ اخْتَارَ أَنْ يَكُونَ فَنَّان يَتَحَدَّى بِفِنَه كُلُّ الْعَوَائِق، وَقَدَّم صَوْتَه مُدَافِعًا عَنْ حَرَكَةِ الْحُقُوقِ الْمَدَنِيَّةِ، بَلْ وَرَفَض الْغِنَاءِ فِي حَفَلَاتٍ الْبَيْض عَامّ ١٩٦١ ،
    ‎رَفْضًا لِلْعُنْصُرِيَّة وَالِاضْطِهَاد ضِدّ السُّود.
    ‎فأُمي لَمْ تُلْقِي عَصَاها حَتَّى بَلَغَتْ بِنَا مَجْمَع الْبَحْرَيْن،
    ‎عِنْدَمَا تَحَوَّلَتْ الْبِلَادِ إلَى نَهْرٍ طَالُوت فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي، بِسَبَبِ الْجِهَاد وَالْخِدْمَة الْإِلْزَامِيَّة، وَتَحَوَّل الْمُسْتَقْبَلِ إلَى أَحْلَام مُبَعْثَرَة فِي سَمَاءِ الْخُرْطُوم، وَإِلَى يَوْمِنَا هَذَا الْمِلْكِ لَا يَرَى سَبْعَة بَقَرَاتٍ سِمَانٍ. فَقُوَّة إبْصَارِهَا انْجَتنا مِنْ ضِيقِ الْأُفُقُ فِي اسْتِعْمَالِ الْعَقْلِ، التَّوْفِيقُ بَيْنَ الدَّيْنِ وَالْعِلْم لِفَهْم النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ، وَذَهَبَتْ بِنَا وَأَخِي الْأَصْغَر عَبْدِالْفَتَّاح بَيْنَ مَحَطَّات الْغُرْبَة وَرَحْلِةِ الْبَحْث الْمُضِيئَةِ فِي تَوْسِيعِ الطَّرِيقِ. كَانَتْ لَا تَرَى طَوِيل الطَّرِيقِ إنَّمَا تَتْلَمح الْمَقْصِدُ وَحِرْصَهَا عَلَيْنَا أَبْصَرَ مِنْ الْهُدْهُد و تُحِيط مَا لَمْ نُحِيطُ بِهِ خَبَرًا. فَذَابَتْ الْأَيَّام كَذَوِبان الثَّلْجُ. فِي قَاهِرَة الْمَعْز كَانَتْ دَعَوَاتِ أَبِي حَاضِرَةٍ، لَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، وَبَعْدَ ١٦ عَامًّا مِنْ الْفِرَاقِ الْتَقَيْنَا بِأَخِينَا يَاسِر فَرَأَتْ عَيْن الصَّبْر فَجْر الْأَجْرُ. وَفِي الْقَاهِرَة الْتَقَتْ وَتَعَرَّفْت عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَبْنَاءِ/ت بِلَادِي و تَمَيَّزَتْ الْعَلَاقَات بِالْمَحَبَّة وَالْمِحْنَة، و الْبَعْضُ صَارَ مِنْ بَنِي قَرِبْتُهَا. وَالْقَاهِرَة كَانَتْ مَحَطَّةً الِاسْتِنَارَة وَالتَّعَرُّفِ عَلَى زَاتِنَا السَّوْدَانْوِيَّة مِنْ خِلَالِ ثَقَافَاتِه وَتَرَاثه وَفُنُونِهِ وَإِنْسَانِه وَوَقَفْنَا فِيهَا عَلَى بَعْضٍ التَّجَارِب الْإِنْسَانِيَّةَ.
    ‎أُمي كَانَتْ طَرِيقَيْ إلَى اللَّهِ وَ وَالْيَاء اللَّهِ الصَّالِحِينَ الَّتِي
    ‎صَانِت بِهِ نَفْسِي عَنْ الْمَهَاوِي الَّتِي تَعْتَرِضُ طَرِيقَيْ، وَ كَانَتِ مَصْدَر النَّفَحَات الرُّوحِيَّةِ فِي الْحَيَاةِ وَالْحِكْمَة.لَهَا الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ وَلَك الْحَمْدُ فِيمَا تُرِيد
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de