أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص و على يوم مبارك من أيام الله ألا وهو يوم الجمعة الذي يجمع المؤمنين ببعضهم البعض في بيوته لأداء فريضته التي شرعها لعباده الذين أخلصوا دينهم للواحد القهار.
يظن كثير من الناس ولا سيما من بيدهم ملكوت السلطة والجبروت أن الله غافل عن تصرفاتهم ضد عباده من إرتكاب جرائم «القتل،التشريد،التعذيب،التصفيات بدم بارد،الإغتيالات،الإختفاء القسري في المعتقلات وأماكن الأسر،الإغتصاب،النهب،التهديد» وغيرها من المهلكات التي تكاد السماوات يتفطرن منها وتخر الجبال هدا من هولها وفظاعتها ويتجاهلون أنه يمهلهم ولكن لا يهملهم وأنه لا يحاسب في الحال وفق نص الايه {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}-61-النحل. كذلك الأية«45» من سورة فاطر {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا}-45-فاطر.
أشارت تلك الأيات إلى تعضيد ذلك الموقف، أي الإمهال من الحساب في الحال، عسى الله يفتح بصيرة من يشاء من عباده للإنابه إليه.
الأية «24» أعلاه من سورة إبراهيم تحمل دلالات واضحه من رب السماء بأنه ليس بغافلٍ عما يجري بما سطره قلمه في الغيب ولا بما يفعله الظالمون بل يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد وهو شديد المحال.
فليعلم الظالمون أن عاقبة ظلمهم ندامه وسيدفعون أثمان باهظة لسداد ذلك الدين وقد يكون مصيرهم الخلود في نار الله الموقدة.
يجب أن يعمل خطباء المساجد على تنبيه الظالمين من التوقف عن الظلم والعدول عنه والسعي للتوبة النصوحة بشروطها قبل أن تشرق الشمس من مغربها وعندها لن تقبل توبتهم وسيكونون من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم في الدارين.
الله نسأله أن ينزع عن قلوبنا صفة الظلم وأن يهدي الظالمين لسواء صراطه إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة