ان * قحت التي ضمت إليها كيانات أخرى (لحمَ راس)، وصار اسمها (قحتقدم)، علّقت خَيباتها على مِشْجَب (ذكرى انقلاب ٢٥ أكتوبر)، وتحدثت حديثَ شخصيةٍإعتباريةٍ لها أبعادٌ وظلالٌ ذاتَ شأنٍ خطير، معلنةً عدم اعترافها ب(حكومة الأمر الواقع)، وفي حديثها ما ينّم عن شعورٍ عظيمٍ بالانهماك في شأن كل ما هو في صالح الوطن..
* هكذا هي قحتقدم تتحدث في الخارج عن مصالح السودان كشخصية وطنية خالصة، بينما هي، في الداخل، خارج حسابات المواطنين.. و لا رصيد لها في بنك الوطنية..
* قلتُ وكررتُ، في السابق، أن قحتقدم تحسب حساباتٍ خاطئةٍ دائماً، و لا تدري أن حسابها في بنك (الوطنية) قد تم إغلاقه.. و لا تدري أنها قد أفلست، مادياًّ ومعنوياً في دنيا السياسة الوطنية، بعد أن باعت الوطن في سوق النخاسة الإقليمية والدولية.. وبعد أن عكفت تشجع ميليشيا الجنجويد في اغتصاب الأرض والعرض والتاريخ.. و بعد كل ذلك، أتت تزعم أنها حامية الحمى، و أنها (عنتر بن شداد) السودان الجديد.. و يا للعجب!
* لكن لا عجب، فنحن في زمنٍ كله عجبٌ في عجبٍ في عجب، حتى صار اللا عجب هو القاعدة.. وصار (عنتر بن شداد) يشارك الغزاة في اغتصاب (عبلة) وجميع بنات قريته والقرى المجاورة وما جاور القرى المجاورة.. و يشارك الغزاة في سفك دماء الآمنات والآمنين و في نهب وسلب كل ما له قيمة في القرى والمدن المحيطة.. ومن ثم يعود هذا (العنتر) الديوث إلى قريته، دون حياء، ويستقبله بعضنا بالتهليل والتكبير.. و دون حياء أيضاً يتوِّجُه بعضنا بأكاليل حامي الحمى ومناصرِ الحق و الوطن!
* وا سوداناه!
* هذا زمنُ العجبِ الذي دفعَنا إلى اللا عجب!
* إنه الزمنٍ الأغبر، زمن السخرية والازدراء بالأخلاق والقيم.. فلا عجب في أن يحاول ساسة القحاتة دخول بورصة السياسة، و حسابهم بلا رصيد في بنك الوطنية والانتماء للوطن، و لا غرابة في أن يحتفوا بذكرى ثورة ٢١ أكتوبر الخالدة، وكأنهم حماةكلالثورات الماضية، وأي ثورة لاحقة.. و لا عجب في أن يعكفوا لعقد ندوات تخاطب جماهير الشعب السوداني، إفتراضياً، والأناشيد الثورية تملأ الساحات الافتراضية والخواءُ يملأ الوطن..
* و اللا غرابة الكامنة في البلد هي التي دفعت القحاتة لاعتقاد أنهم (حاجَة مهمة خالص) و أن تلك الحاجة حاجة ذات شأنٍ سياسي خطير، شأنٍ يُحسب له ألف حساب في السودان.. و إلا لما أطلوا علينا في شخص قحتقدم ليعلنوا أن شخصيتها الاعتبارية لن تعترف ب(حكومة الأمر الواقع)..
* إن الحكومة لا تلتفت إلى قحتقدم، إذ لا يضيرها شنآنُ (سقطِ متاع السياسة..
* و ما في زول طلب من قحتقدم الاعتراف بحكومةٍ يلتف الشعب السوداني (الشريف) حولها بلا ثمنٍ سوى الإنتماء للسودان.. ولا أحد من هؤلاء الشرفاء جايب لإنقلاب ٢٥ أكتوبر ولا للقحاتة خبر!
حاشية... حاشية... حاشية... حاشية حاشية... حاشية
.. - مارس القحاتة الخيانة، بدون فرامل، عقب سقوط النظام (الفاسد جداًجداً)، و ساروا في درب الفساد، وعطلوا كل أهداف الثورة المجيدة، وعملوا، جهدَ طاقتهم، على تهميش دور لجان المقاومة (الشريفة) في الثورة، و سعوا لخلق مجلس تشريعي يكونون هم سدنته ونواته، أي هم الكل في الكل فيه وفي كل شيئ.. - كانوا خونة بامتياز.. و ربما هذا ما أدى لقيام انقلاب ٢٥ أكتوبر وأداً لخيانتهم، ولأغراض أخرى لا داعي لذكرها في هذا السياق.. وقد سبق أن كتبتُ مقالات عن الخيانة التي أطلت برأسها في محتوى (وثيقة أبوظبي) التي وقّع عليها قادة قحتقدم، العسكريين والمدنيين الحاليين، بالإمارات، في أبريل ٢٠١٩، أي بعد الثورة مباشرة - ومن تلك الوثيقة شرعت الخيانة تكبر وتكبر إلى أن أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن من أوجاع..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست