لم تكن الفعالية الاولى الموفقة لرابطة المرأة بقطر ( سوا ) فبحكم معاصرتنا لمولدها فإنها تحقق انجازات وتوطن لأهدافها من قيام هذا الجسم المجتمعي بدول الاغتراب ونحسب انها اليوم وصلت لمرحلة النضج الذي يحتذي لبقية الكيانات ..
أمسية الاربعاء ٢٣ اكتوبر ٢٠٢٤م بقاعة عالية الفخامة بمدينة الريان الكثيرون وانا منهم غالبتنا الدموع أثناء عرض فيلم وداعا جوليا ..
سيطر علي أحساس هل كان " وداعا جوليا " نبوة مبكرة لانفصال جنوب السودان ولما يحدث الان .. ولا نقول حربا بل انفجار بغيض خلخل كثير من القيم الإنسانية والإسلامية وضرب النسيج السوداني في مقتل بل كاد يفتته … الجلسة الحوارية والتي ادارتها الصديقة محاسن عابدين احد قواعد سوا ومؤسساتها وبالمنصة د. حسن رشيد وعبدالرحمن نجدي وعبدالله الحامدي كانت اضاءات مختصرة لان الممثلات " جوليا ومنى " فضفضوا واجادو ادوارهم بإتقان حقق به الفيلم ربما أعلي نسبة مشاهدة عالميا واقليميا وكثير جوائز بل طاف مدن وبلاد وصالات عرض ونال كثير تصفيق …
أسعدني ملاقاة مخرج الفيلم المبدع الذي قدم الشخصية السودانية باوجهها المختلفة ومحمد الكردفاني ووالدته وربما كانت استضافتهم علي شرف هذه الليلة الحوارية ذكاء يحسب " لسوا " وأسرة الكردفاني معرفتي بهم ليس بتاريخ السفير أحمد الطيب الكردفاني وزوجته أنيسة ونحن نحط رحالنا بدولة قطر ولكن ما زالت عمته التي التقيتها قبل سنوات بعيدة حينما تاهت عن حملتها بالحج اتصلت بي صديقة قطرية بأن بينهن " حاجة زولة تايه " رجعت مسرعة واخذتها لغرفتي فاذا هي تقرأ الطابق الثاني .. فأسالها يا حجة تعرفي تقرئي وتضيعي من الحملة .. تضحك نزلت أتفرج في الشارع واقرا لافتات المحلات فغادرت الحافلة دوني .. هي أسرة رفيعة التعليم مهندمين لفظا وشكلاً .. لذلك لم يكن غريبا ان استديوهات الفيلم كانت من أثاث والدة المخرج الكردفاني .. واعتقد ان ذلك أحد أسباب نجاح الفيلم لان البيئة بالاستديوهات كانت طبيعية كأزياء الممثلات ولهجتهن فتطابق الجوهر والحوار مع الهدف ..
حقيقي ان " وداعا جوليا " ليس بالفيلم العابر لقضاء وقت بهيج بل هو مدرسة فكرية متكاملة ونبؤة مبكرة لانفصال جنوب السودان .. او فلنقل أنه جرس إنذار لاستنهاض وعي الناس ولغسل دواخلهم المخبأة بالجوف .. فان كان انفصال جنوب السودان لتراكم الضغائن ليت هذا الفيلم يكون صحوة إنسانية تطفيء الحرب المستعرة وتعيد للجميع القيم الإسلامية والإنسانية النبيلة ليلتفت الجميع لعقد مصالحات غسلا للرواسب وللنماء والأعمار .. هل يا ترى المرأة رسول سلام نعم .. وشكرا سوا وكوكبتها المستنيرة .. وشكرا محمد الكردفاني الطيار الذي حلق بنا لعوالم فكرية ناضجة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة