يوم الجمعة مثله ومثل سائر أيام الله الأخريات من حيث عدد ساعاته وأنفاسه ولكن لديه ميزة خاصة من رب السماء حيث خص الله الجمعة بمميزات تختلف عن بقية الأيام من حيث بركتها وإجتماع المسلمين مع بعضهم البعض في بيوته التي أذن أن ترفع فيها إسمه مع تسبيحه بالغدو والآصال بمعية رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
يظن الكثير من أتباع إسلام محمد«ص» أن الجمعة يوم للراحة والإستجمام والتجهيز للصلاة من ثم مواصلة الأرحام وتلبية الإجتماعيات وذلك مما جعل الكثير من البلاد ذات الغالبية المسلمة تعتبر الجمعة عطلة رسمية كحالة السودان ودول أخرى تدين بذات النهج ولكن من يتدبر معاني سورة الجمعة وخاصة الاية التي ذكر فيها الجمعة يجد أن الجمعة يوم عمل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)} أي مشروط بترك العمل ساعة الصلاة «وذروا البيع» من أجل أن يسعى المؤمنون إلى ذكر الله أي الصلاة من ثم الإنتشار في الأرض والرجوع إلى مواقع العمل بعد نهاية الصلاة لإبتغاء فضل الله وذكره كثيرأ لأجل الصلاح والفلاح.
للجمعة فضائل ومحفزات نورانية وروحانية كثيرة من أهمها قراءة سورة الكهف التي تضيء لقارئها ما بين الجمعة والجمعة التي تليها وثلاث أيام أخريات.
الإكثار من الصلاة على صاحب دولة المدينة محمد«ص» ونيل بركتها.
تكمن خاصية الصلاة على النبي والإكثار منه يوم الجمعة أن الله يوكل ملكا" بمهام خاصة حيث يعمل على عد ورصد من يصلي علي النبي ويبلغه التمام في قبره ويقول له فلان إبن يصلي عليك ويقرئك السلام ويرد الله روحه الشريفه ليرد على من صلى عليه وذكره في الملأ الأعلى.
هذان الفضيلتان الروحانيتان من أعلى درجات فضائل الجمعة وهى مؤكدة بدلائل سماوية لا مكان للجدال فيه.
يستحب كذلك يوم الجمعة التجهيز باكرا" للذهاب إلى المسجد وذلك بالإغتسال،تقليم الأظافر،لبس الثياب البيضاء،والتطيب بالعطور والذهاب مشيا" بالأقدام إذا كان بالإمكان وإذا لم يكن فلا مانع من إستخدام وسائل النقل المتاحة.
هناك محفزات جاء ذكرها في الأثر الديني تحث بالذهاب مبكراً للمسجد في الساعات الأولى للحصول على كنوز ثمينة من الأجر ودعاء وإستغفار الملائكة قبيل صعود الإمام للمنبر.
يتوقف إمتياز كتابة الحسنات للداخلين للمسجد بعد صعود الإمام للمنبر وتطوى الصحف وكل المصلين والملائكة يستمعون للخطبة إلى أن تقام الصلاة لذلك ينصح بالذهاب مبكرا" في الساعات الأولى بغرض نيل ذلك الأجر العظيم.
رسالة الجمعة يجب أن تكون هادفة وذات مضمون نابع من الإحساس بمشاكل الناس اليومية.
خطباء منابر الجمعة عليهم التحرر الكامل من مستخلصات الكتب الصفراء التي تمجد الشيوخ وتعلي من شأنهم أكثر من قدر ومقام محمد «ص» في الكثير من الأحيان.
خطباء المنابر في حاجة لحث المجتمع إلى نبذ خطاب الكراهية،القضاء على العنصرية والتمايز الطبقي،محاربة المحاصاصات والمحسوبية في تقديم الخدمات والتوظيف في القطاعين العام والخاص،عدم إستلام المال المسروق والمنهوب،عدم شراء المنهوبات،دعوة التجار إلى تخفيف المعاناة عن الناس،أصحاب النقل والمواصلات إلى مراعاة ظروف المسافرين وعدم المغالاة في أسعار التذاكر،المؤسسات الحكومية في تخفيض رسوم الإجراءات المكتبية....الخ.
بالنسبة لأطراف القتال ومنسوبيهم ومناصريهم عليهم الإلتزام الصارم بقواعد الحرب وليعلموا أن ذهاب الكعبة أهون عندالله من قتل نفس مؤمنة ومن يفعل ذلك متعمدا" فإن الله يجازيه بجهنم ويغضب عليه ويلعنه ويعد له عذاباً" عظيما {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}-93-النساء.
لا يجوز قتل النفس الإ بالحق {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا﴾-33-الإسراء. والقتل بالحق مشروع في حالة الدفاع الشرعي عن الأرض والعرض والممتلك وتقدير رفع الضرر متروك للمظلوم للتعبير عنه وفق ألياته التي يستخدمها لحماية نفسه والدفاع قدر المستطاع.
إحترام قدسية الإنسان تتمثل في عدم قتله بإسلوب بشع وعرض صوره في الميديا وإهانته وتقطيع أوصاله أو ذبحه أو نحره كالجمال بل يجب أن يكون للقتل حدود وخطوط حمراء في عدم التمثيل بالجثث ومن قتل على حق فليحسن القتل وليحترم القدسية الآدمية.
أسرى الحرب بكلا الطرفين يجب أن يجدا الإحترام والتقدير اللازم ومعاملتهم معاملة إنسانية وفق شريعة رب الإنسان{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا (9)}-الإنسان.
يجب أن يتوقف خطباء منابر الجمعة عن أحاديث من قبيل«الخروج عن الحاكم حرام» وغيرها من الأحاديث التي لا أصل لها ولا تخدم المجتمع في شيء بل تضاعف مستويات المعاناة وتدخله في نفق أكتر ظلاما".
الحديث عن آنسنة الإنسان وتقديم رسالة السماء بشكل يتماشى وهموم الناس أبلغ رسالة للعالمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة