في اقتفاء أثر خراب المدن : الصورة الشاعرية للطغاة- 4 كتبه د. مجتبي سعيد عرمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 05:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2024, 11:41 AM

مجتبى سعيد عرمان
<aمجتبى سعيد عرمان
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 30

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في اقتفاء أثر خراب المدن : الصورة الشاعرية للطغاة- 4 كتبه د. مجتبي سعيد عرمان

    11:41 AM October, 21 2024

    سودانيز اون لاين
    مجتبى سعيد عرمان -السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    mailto:[email protected]@gmmail.com
    مما لا جدال فيه أن الشعراء بحسهم المُرهف هم أكثر الناس قدرة على الإمساك بناصية اللغة لرسم صورة حية عن الطاغية الذي كتم علي أنفاس الشعوب، و خرب دنياهم، واشبعهم جوعا وتقتيلا. كما أن الأشعار بما تمتلكه من قانون التجاوز( law Deviation ) شاعريا، وعدم الالتزام بقواعد النحو تعطينا صورة مُدهشة، و درامية عن الطاغية الذي فعل الافاعيل بالشعوب واغرقها في بحور الدم والدموع.
    (1)
    يُعد الشاعر، والناقد ، والأستاذ اليمني عبد الله البردوني أحد فرسان القلم في خارطة الإبداع الشعري في الوطن العربي. الذي لم يمنعه المرض منذ الطفولة المبكرة من الإنتماء إلي الفقراء والمساكين فعلا وليس قولا. كان مُدركا- بحسه الشاعري المُرهف - للخطر المحُدق بالاوطان أو وطنه اليمن على وجه التحديد، وكيف أن الطغاة سيحلون نهارات الأوطان إلي ليل حالك وذلك بفعل الاستبداد والعسف. ولأن لا مكانة للمُراجعة ولا المُحاسبة في عُرف الأنظمة التي يتحكم في رقاب العباد حاكما يمثل ظل الله الأرض ويحدد وقع الخطى للناس تنمويا، واقتصاديا، واجتماعيا ولكن لا أثر لكل هذا في واقع المجتمعات كما بينت شواهد التجربة الإنسانية ، والتجربة السودانية على وجه الخصوص. أو كما هو الحال في التجربة النميرية التي بدأت بشعارات الاشتراكية الجوفاء وقرارات التأميم الغير مدروسة وانتهت بتنصيب " الريس" إماما علي فقراء السودانيين الذين بُترت وقُطعت أيديهم زورا وبهتانا بأسم قوانين الشريعة الكذوبة بينما بهاء الدين ورهطه من أصحاب الصولجان يسرحون ويمرحون في جهاز الدولة ناشرين رائحة الفساد التي تزكم الانوف ولم تُقطع أيديهم كما فُعل بالمساكين من جماهير شعبنا يومها.
    (2)
    سيطر الطغاة على أجساد البشر اولا، وذلك من خلال اجهزة القمع المختلفة، ومن ثم كانت السيطرة على عقولهم من خلال اجهزة الإعلام الطنان ذو البُعد الواحد الذي يُسبح بأسم دولة الحزب الواحد صباحا ومساء ويتحدث عن كل شيء بينما يغُض الطرف عن أوجاع البشر المهانين، والوطن المنتهب والمُغتصب من قبل العسكرتاريا وبطانتها الفسادة التي تتداعت على جُثة الوطن الهامدة كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. تبادل الطغاة على حكم الأوطان وكأن حواء لم تلد غيرهم، تماما كما وصفهم شاعرنا الفحل عبد البردوني حينما وصف حال اليمن الذي لم يعد سعيدا تحت حكم الطغاة قائلا :
    بلادي مِن يدَيْ طاغٍ
    إلى أطْغى إلى أجفى

    ومِن سجنٍ إلى سجنٍ
    ومِن منفىً إلى منفي
    وهي الناقة العجفا
    علي الرغم من أن البردوني كفيف البصر ولكن قلبه مُبصر لاوجاع البشر الذين عملت الأنظمة القمعية علي سحق كرامتهم وعاشوا في ليل دامس يكان لا ينتهي ولكن كان شديد الإيمان بقدرات الشعوب علي الثورة علي الطغاة الذين لا محالة ذاهبون إلي الجحيم، إذ يقول في نفس القصيدة :
    بلادي في كهوف الموت لا تفنى ولا تُشفى
    تنقر في القبور الخُرس
    عن ميلادها الأصفى
    وعن وعد ربيعي
    وراء عيونها أغفى
    صحيح ان الطاغية ذهب في نهاية المطاف ولكنه خلف من وراءه تركة مُثقلة بالانقسام الطبقي الحاد حيث هناك البشر الذي يملكون - وهم الأقلية - ومن الناحية الأخرى هناك الأكثرية التي لا تملك شروي نقير. ليت الأمر توقف عند هنا ولكن الطغاة تركوا ورائهم مجموعات قبلية تحمل السلاح ذات امتدادات إقليمية احالت حياة الشعب إلي جحيم دائم من المعاناة وخلفت جراحات إجتماعية لا تبرأ في المستقبل القريب . بل الادهي والأمر انها اقعدت بالامة من اللحاق بركب التطور التقني، ومشاريع الطاقة النظيفة،وتحيق النمو المطرد، والحفاظ على كرامة الإنسان واتاحت الفرصة له للمشاركة في الشأن العام بعيدا عن كل وصاية مع الحفاظ على الحقوق الاقتصادية، والثقافية، و النهوض المجتمعي فى كافة جوانبه، واحترام حقوق كما وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي يأتي علي رأسها الحق في الحياة. ذهب الطغاة تُطاردهم لعنات الضحايا بعد أن زرعوا المسغبة، والفقر في سماوات البلاد التي كانت صافية تُزينها نجيمات الصبح وكأنها عروسة تُزف إلي عريسها في يوم خريفي غائم والرزاز يُخصب الأرض التي تغطت بالتعب من ظلم الإنسان لأخيه وغياب العدالة الاجتماعية.
    لنا عودة























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de