تهب علينا هذه الأيام رياح الذكري المنسية لأعظم ثورة شعبية في تأريخ المنطقة العربية..ثورة أكتوبر واحد عشرين من عام 1964 ..ستون عاما وقد مات الشعراء والكتاب والثوار وتوارت الاغاني والاناشيد الملتهبة وتلاشت الأماني...وتوقف الزمان. ماذا بقي من رحيق الثورة.؟..بقايا من كلمات..وذكريات تتناقلها في كسل تعاقب الأجيال..وسهام من الحقد وتشوه الأفكار.. ماذا بقي من رصيد الثورة العظيمة..في ذاكرة الأمة..فقد رحل الوطن مع ساسته الكبار..مع الإبداع والسمار...وابتلع الموت معظم الثوار.. رحل الشعراء..محمد المكي ابراهيم والطاهر ابراهيم وفضل الله محمد وعبدالحميد حاج الأمين .. والقدال والفيتوري والنور عثمان أبكر..وعلي عبدالقيوم.. واستكانت كلمات هاشم صديق بسبب المرض..والتنقل والتيه والأسفار... ماذا بقيت من نسائم اكتوبر وانغام أكتوبر حتي تشنف اسماعنا ..بأسمك الأخضر...يا أكتوبر الشعب يغني... والحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني؟ فقد مات الشاعر والزمار.. رحل وردي وودالأمين وخليل اسماعيل وأم بلينا السنوسي وبقية الكورال... رحل الكابلي وإبراهيم عوض وتواري أبوعركي البخيت..وتفرقت بين الأحزاب دماء الشهداء..وتنكر الزمان نعم..كثرت المعاول وتعددت الخناجر والسيوف علي خاصرة الثورة..ومات عشاقها وسمارها وتفرقت مجالسها ..وقل من يدافع عنها ويطلب ودها...وكثر منافيقها ونفاقها..إلا أن أكسير وميضها لازال يسري في العروق..وفي النوايا الصادقة..فالثورات قد تشيخ.. قد تمرض..لكنها لا تموت أبدا...فقد تجددت جذوتها وكبرياء عظمتها في ثورة ديسمبر المجيدة...فلا زال رحم الثورة بكرا وقادرا علي الإنجاب ...وكلما وأدوا طفلا..بلغ الفطام فينا ألف طفل..وطفلة..واستلموا الراية ...في مسيرة لن تهدأ أبدا حتي يرث هذا الوطن أهله الخيار الطيبون..من سكان الدار. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة