أبو عاقلة كيكل، الذي سلم نفسه مؤخراً للجيش السوداني، ليس مجرد قائد ميداني سابق في قوات الدعم السريع، بل يُعد من الشخصيات المثيرة للجدل في الساحة السودانية، إذ يرتبط تاريخه بمجموعة من الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك تهريب السلاح. كيكل كان مهرب سلاح مشهوراً، وعليه قضايا معروفة في هذا المضمار، مما يزيد من تعقيد دوره في النزاع الحالي.
تاريخه الحافل بالجريمة يجعل من انضمامه للدعم السريع محاولة استغلال نفوذه في عالم التهريب وعمليات السلاح غير المشروعة، وهو ما منح قوات الدعم السريع ميزة لوجستية في بعض المناطق مثل سهل البطانة، حيث كان يتمتع بمعرفة واسعة بالطرق السرية والشبكات القبلية التي تسهل عمليات التهريب.
ورغم محاولات الدعم السريع الاستفادة من هذا النفوذ، فإن الضغوط العسكرية التي تعرض لها من الجيش، إلى جانب الخلافات الداخلية في صفوف قوات الدعم السريع، ساهمت في عزله وانفصاله عن هذه القوات. استسلام كيكل يمثل بذلك ليس فقط انهياراً لأحد أعمدة الدعم السريع في منطقة الجزيرة، بل يبرز أيضاً هشاشة التحالفات التي تعتمد على شخصيات ذات تاريخ إجرامي.
استسلامه يسلط الضوء على تعقيدات الولاءات القبلية والإجرامية في النزاع، ويثير تساؤلات حول مستقبل قوات الدعم السريع التي باتت تواجه ضغوطاً متزايدة داخلياً وخارجياً، مع احتمال تكرار مشهد الانشقاقات بين صفوفها
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة