* ظل الاستعلاء العرقي والقبلي هو الذي يتحكم في أفعال حميدتي، طوال حياته، حتى وإن حاول إخفاءه، وقد تحدثنا، في المقال السابق، عن إحساسه بالدونية القبلية تجاه عرب الشمال والوسط النيلي، وعن صراعه مع علي كرتي ( الشايقي الكوز)..
* والحقيقة أن استعلاء حميدتي (العرقي) دائماً ما يصاحبه مكابرة جوفاء ضد جميع القبائل السودانية الأفريقية.. بينما تنظر إليه النخب السودانية شذراً.. وقد تكون نظرة شمس الدين كباشي، خريج الكلية الحربية الذي عمل معلماً بكلية القادة والأركان ومديراً للأكاديمية العسكرية العليا، هي نفس نظرة النخب الشذرة لمكابرة و (قَندفَة) حميدتي باعتبار قندفة حميدتي قندفةً جوفاء للواقع البشري، و اعتبار أن مكابرته ليست سوى تزييف للرتب و اللوائح العسكرية..
* و يمكن تلُمُس إحتقار الشارع السوداني لميليشيا الجنجويد في إطلاق كلمة (بالخلا) على مختلف رتب ضباط الميليشيا من غير خريجي الكلية الحربية او من غير من تدرجوا في الرتب العسكرية حتى بلغ الفرد منهم رتبة ضابط..
* و يُقال أن نظرة كباشى، الفريق خريج الكليةالحربية، لحميدتي، الفريق بالخلا، كانت تغيظ حميدتي أيما غيظ.. و كان لا يرى في كباشي (العباي) التقدير و عظيم الاحترام له بحكم الشهادة العِرقية التي يحملها في لساناً، ووجهاً و يداً عربيةً، علاوة على وظيفته الدستورية نائباً أول (بالخلا) لرئيس مجلس السيادة..
* و كانت تجري بين كباشي وحميدتي، كما يقال، مشاحنات تطفؤها الجودية السودانية، بينما إمبراطورية آل دقلو تواصل انتهاز كل سانحة للتوسع واقتلاع حقٍُ من حقوق الدولة السودانية، حتى أثناء الجودية..
* إن الإحساس بالسيادة على الكل والاستعلاء كانا يدفعان بحميدتي للحصول على ما كان يشاء بدون رادع.. فيأخذ الكثير جداً ولا يعطي إلا العلف لقطيع الحمير المحتشدين في زريبته.. و هو يتطلع إلى أن يكون سيد سادة السودان إقتصادياً وسياسياً..
* ذكرتُ في مقال تم نشره في موقع سودانيزأونلاين ومواقع أخرى بتاريخ 13أبريل, 2022، أن إمبراطورية آل دقلو ترتكز على ثلاث شُعَب، وهي:- (شركة الجنيد متعددة الأغراض).. و(شركة تراديف للتجارة العامة).. و(شركة جي إس كي لنظم تقنية المعلومات)..
* و هناك تفاصيل أكثر عن إمبراطورية آل دقلو ، وعن توسُع أطماع حميدتي أكثر وأكثر، بعد أن ينجح في إزاحة من يسميهم (الجلابة) من السلطة و من السيادة على السودان الحالي، ومن ثم التمدد والسيطرة على كل المنطقة المعروفة سابقا باسم السودان.. وتمتد المنطقة من هنا إلى أقصى غرب أفريقيا السوداء..
* ولتحقيق الهدف السيادي السياسي، كان حميدتي شديد الاهتمام بتمدد نفوذه الإقتصادي خارج سلطات الدولة السودانية، مضيفاً شركات وكيانات أخرى إلى الشركات الثلاث المذكورة.. وهي شركات وكيانات قوية و من أهمها بنك الخليج بالسودان، و للبنك معاملات مصرفية دولية تتيح لشركات إمبراطورية آل دقلو، الخدمية والتجارية، حرية التعاطي مع النظام المالي العالمي حيث للبنك وجود في أمريكا و في بريطانيا وفي الاتحاد الأوروبي.. وهذا الحضور يتيح للبنك التعاطي مع العالم كله في دنيا المال والأعمال، ودون قيود..
* و جدير بالذكر أن حميدتي فشل في الحصول على شركة زين للإتصالات (باللولوة) و فشل في تملك شركة (زادنا) العملاقة، و فشل في امتلاك بنك الخرطوم بالمكر والدهاء..
* ومع كل ذلك الفشل إلا أن تمَكُنه من امتلاك بنك الثروة الحيوانية (بالقانون)، جعل من سعة بنك الخليج تتسع في النظام المالي العالمي..
* و جاءت بداية الطامة الكبرى لإمبراطورية آل دقلو.. ففي يوم ٣١ يناير ٢٠٢٣، فرضت أمريكا عقوبات على بنك الخليج بتهمة تقديم تمويله لميليشيا الجنجويد.. و أعلنت وزارة الخزانه الأمريكية عن تجميد أصول البنك، وتجريم أي تعاملات معه داخل الولايات..
* كانت صدمة مريعة كادت تصيب حميدتي بالجنون حينها.. لكن جُن جنونه الحقيقي عندما وجهت العقوبات الأمريكية ضربة اقتصادية مهلكة للإمبراطورية، بعد عشرة شهور.. و ذلك بتوجيه عقوباتها على شخص القوني (الفارس) الذي يدَّخره آل دقلو لرفع رايتهم بعد حميدتي و عبدالرحيم دقلو..
* كان كفلاء ميليشيا الجنجويد قد بدأوا في تلميع القوني إعلامياً وتكثيف حضوره في عدد من الأنشطة والمنتديات ذات الطابع الإقليمي والمحلي.. وكان آخر تلميع له ظهوره في منتدى (ثامو امبيكي) بجنوب أفريقيا، والذي غادر فيه مالك عقار، مغاضباً، بمجرد ظهور القوني في القاعة!..
* لكن وقعت الواقعة!
* و في تقديري أن العقوبات الأمريكية على (شخص) القوني تختلف عن العقوبات على (شركة) يمتلكها القوني.. بمعنى أن العقوبات سوف تظل تلاحق القوني حتى في دولة الإمارات العربية المتحدة بالرغم من أن نسبة ملكيته في شركة (تراديف)، تبلغ ٤٩٪ فقط بينما تبلغ نسبة شراكة الإمارات في تراديف) ٥١٪..
* و سوف يتعرض كل فرد أو كيان يتعامل مع القوني، سوف يتعرض للحظر و العقوبات والجزاءات الأمريكية.. ولهذا سوف تتحاشاه الشركات التجارية والمالية الإقليمية التي يعوِّل عليها هو.. كما سوف تتحاشاه الكيانات الدولية.. ولهذا تأثير مدمر على الشَرَاكات التجارية التي سبق وعقدها داخل الإمارات و في دول خليجية أخرى، كما سوف يدمر شَرَاكاته في كينيا و جنوب افريقيا ودول أفريقيا عديدة.. The sanctions stipulate those financial institutions and other entities engaging in receiving such contributions from them. * بس قولوا لي (كيفن) ما يجن حميدتي، و يدخل مطبخ المؤامرة الدولية ضد السودان و يكشح الحَلَّة فينكشف حتى الرُترُت الكان في قعر الحلة؟
- قبل شن الحرب في ١٥أبريل، كانت إمبراطورية قد أنشأت ما أسمتها (مفوضية الأراضي)، كمؤسسة تابعة لها داخل الدولة السودانية،و كان من المنظور استحواذ المفوضية على الأراضي السكنية والزراعية و ( اختلاق) أراض إستيطانية لعرب الشتات داخل مدن وأرياف السودان المختلفة.. ولم تكن الإمبراطورية لتتوقف، في تعدياتها على مقدرات السودان، عند هذه المفوضية، إنما كانت سوف تفاجئنا بالمزيد من الكيانات الخدمية التي تسخر من القوانين في تحدِّ سافرٍ لمنطق العمل المؤسسي في الدول الراشدة.. - حكومة السودان تسير مع الإمبراطورية على نهج (ما حكَّ جلدك مثل ظفرِك)، فصادرت شركة الجنيد وجميع ممتلكات ميليشيا الجنجويد داخل السودان و تعمل تلى عودة الحواكير المغتصبة إلى أهلها... و لا شك في أن عيونها تترصد التحركات أموالالمالية للميليشيا إقليمياً ودولياً..
- أما مفوضية الأراضي فقد لاحقها سوء الخاتمة الذي سوف يلاحق إمبراطورية آل دقلو، ويا ويل الإمبراطورية وهي في طريقٍ مكتوب عليه: (سادت ثم بادت!)، و يا ويل كل من احتضن ميليشيا الجنجويد وساندها!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست