تطاولت آثار الحرب في السودان و اصبح المواطنون السودانيون يعانون من الخوف و الجوع و المرض.. بين حذر يترقب داخل المدن او مشردين في أماكن النزوح و اللجوء....و رغم الصعوبات الأمنية و انعدام الموارد المالية و الاخطار التي تحدق بالقابضين على الجمر العاملين في المطابخ المجتمعية و التكايا إلا انهم يواصلون بلا كلل أو ملل يقدمون الطعام و الدواء و يشرفون على المرضي غير عابئين بالمخاطر المحدقة و لا حتى من الامراض الفتاكة المعدية ... التي تحصد الارواح مخلفة الحسرة على انسان السودان و مستقبله. لفتت غرف الطوارئ انظار العلم بتميزها و شجاعة فكرتها و تجرد القائمين عليها و تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام كتقدير مستحق. يعتبر هذا الترشيح اعترافاً عالمياً بمقدرة الانسانية على التعاضد و الدعم المعنوي و اذا كانت الجائزة قد ذهبت هذا العام لمستحقين آخرين يعملون من اجل محاربة الاسلحة النووية و انقاذ الحياة فان غرف الطوارئ تحارب اسلحة الجوع و المرض و انعدام الامن التي تفتك بالسودانيين.
تعكس تجربة التكايا و المطابخ المجتمعية و غرف الطوارئ الريادة و القيادة و التجرد الذي يميزالقائمين على هذه الانشطة كما تعكس القدرة على التحمل و قوة العزم و الشجاعة التي تدفعهم الى مجابهة الاخطار.و تحديد الاولويات .كقادة و قدوة تحتذى.فهي التي تعمل على تماسك المجتمع المحلي و تعكف على رتق النسيج الاجتماعي و بناء السلام...مؤكدة على حق الانسان في الحياة و هي بذلك مثال للانسان الافريقي و ارثه التاريخي الذي اثبت على مر الازمان أنه عندما تكون هناك إرادة فان الحياة ممكنة...
غرف الطوارئ تستحق ان ترشح و ان تنال جائزة مو ابراهيم..بلا جدال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة