بالأمس فرح الشعب السوداني بجميع اطيافه الجيش و الدعامة والقوات المشتركة والمستنفرين وتنسيقية تقدم او القحاطة و الإسلاميين والناس العاديين الكل فرح لفوز منتخبنا الوطني المستحق على منتخب غانا بإستاد مدينة بنغازي الليبية في التصفيات المؤهلة لنهايات بطولة أمم افريقيا بالمغرب العام القادم . لقد اهدانا هذا الفوز روح التوحد في لحظة الانتصار تلك الروح التي ارهقنا البحث عنها في مشاريعنا السياسية و مواقفنا تجاه قضايا الوطن. نحتفي بالفوز اليوم ونحن نعيش ظروف استثنائية قاسية فلأول مره نعيش واقع ظللنا نشاهده في دول أخرى مثل فلسطين و ليبيا و الصومال وسوريا و أفغانستان دول عانت وما تزال من ويلات الحرب المدمرة . دول كنا ندهش لكيف لهم ان يشاركوا و يلعبوا في المنافسات القارية والدولية و هم في حالة حرب حيث لا دولة ولا مؤسسات ولا موارد تعين على الاعداد والاستعداد . إن هذه الفرحة بالفوز تؤكد للجميع اننا برغم التباعد في المواقف الذي و صل الى حد التنافر والتقاطع بيننا و رغم الخطاب العدائي المنتشر الان بين أبناء الوطن الواحد الا اننا اذا تجردنا من افكارنا المسبقة و مواقفنا المتشددة وتوحدنا خلف الوطن فقط يمكن ان نخلق الانتصار . من الحكمة ان يلتقط اهل الرأي والكلمة المسموعة من اعيان المجتمع السوداني القفاز من هذه المناسبة ويبنوا عليها ان استطاعوا لتحقيق المصالحة بين الأطراف المتصارعة فكلا الجنرالان هاتف المنتخب مهنئا و معربا عن سعادته بالفوز وهذا استفتاء واضح بانه يوجد ما يجمعنا و يفرحنا معا في هذا الوطن ان الروح التي انتابتنا بالأمس وفرحة النصر التي اعترتنا توكد اننا لو بحثنا تحت ركام التفرقة وانقاض الكراهية سنجد الذي يجمعنا. وأن الرهان على الرياضة والثقافة والفن يمكن ان يردم الهوة و يجسر المسافات الفاصلة بيننا. ان الدرس المستفاد من هذه الملحمة هو ضرورة الالتفاف خلف المنتخب و دعمه في مشواره الوطني للنهاية . كما لابد للاعبي المنتخب ان يواصلوا تألقهم وان يلتزموا بخطط و توجيهات المدرب فالحلم اصبح اقرب . كما يجب الإشادة بالمدرب الغاني كواسي أبياه الذي اثبت ان المهنية في الرياضة تصنع الانتصار فالرجل رغم انه قاد منتخبنا في هذه المنافسة ضد منتخب بلاده الا انه عمل بمهنية واحترافية و استطاع ان يحقق الفوز متساميا على مشاعره الوطنية والشخصية . تمنياتي ان نشاهد العام القادم مباريات السودان في نهائيات أمم افريقيا بالمغرب ونحن نحتسي القهوة والشاي بشارع النيل والشاشات الكبيرة تحيط بنا من كل مكان و القفشات والضحكات تتناثر في من حولنا والجميع حضور جيش و دعامة و قوات المشتركة و مستنفرين و قحاطة واسلاميين و ناس العاديين نشجع و نقف بقلب رجل واحد كسودانيين فقط خلف منتخب بلادنا. فهذه الأرض لنا برغم اختلافاتنا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة