«لم أدرك خطورة صراع الدول المتقدمة على الاقتصاد العالمي إلا بعد رد إيران على إسرائيل» .. و السبب بسيط ؛ وهو كوني لم أقف على مستويات القدرة التدميرية التي يقف عندها الدول المتقدمة في المجال العسكري ، و بخاصة فيما يتعلق بجزئية الصواريخ الباليستية ، و لكن الرد الايراني جعلني مرغما على التثقف في ذلك المجال ، و ما أسهل ذلك في زمن الطوفان المعرفي الذي نحن فيه ، و بعد أخذ الجرعات الثقافية المطلوبة ، فهمت : لماذا تعارض روسيا موضوع السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الباليستية بعيدة المدى و التي تصل العمق الروسي في صراعها مع روسيا ؟ فذلك يدفع روسيا رغماً عن أنفها لأستخدام القدرات النووية ، لأنها الخيار الوحيد المتاح أمامها بعد ذلك من ناحية منطقية .. صحيح أن عصبة الأمم ، قد نجحت في الحد من الصراعات الدولية العنيفة لحد ما ، و لكن ما زال الطريق شائكا ، و يحتاج إلى الكثير من العمل من أجل إكماله بنجاح ، و من ذلك ، أن طريقة تقسيم الأدوار بين القوى الفائزة صارت تعيق جهود الإصلاح الأممي مما يقتضي ضرورة المراجعة وفقاً للمعطيات الجديدة في الساحة الدولية التي شهدت العديد من التحولات بعد قيام عصبة الأمم .. إن الدور الذي قامت به القوى المتحالفة مع إسرائيل في صد جزء من الصواريخ الباليستية الإيرانية من منظور إستراتيجي أمني قد ساهم في تقليل الأضرار الناجمة عن الهجوم ، و هذا بدوره يساهم في إقناع إسرائيل بعدم الرد في المستقبل ؛ إذا وضعنا في الإعتبار أن إسرائيل قد قامت في العقدين الماضيين باغتيال ستة علماء في المجال النووي الإيراني ، بالإضافة إلى ضيف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إسماعيل هنية في داخل الأراضي الإيرانية ، فهذه الجرائم يمكنها أن تكون المقابل الطبيعي للرد الإيراني ، فالمطلوب دبلوماسياً أن تقنن الوقوف عسكرياً مع الحلفاء لتقليل توابع العدوان الباليستي على السلم و الأمن العالميين ، بمعنى أن تسمح مجلس الأمن الدولي ، للدول الحليفة بالتدخل لحماية الإقتصاد العالمي من التضرر من تطور الصراعات العسكرية بين الدول المتقدمة عسكرياً ، و بعد ذلك ، تفتح الأبواب أمام الحلول الدبلوماسية ، فموضوع فتح المجال على مصراعيه ، للحروب بين الدول المتقدمة عسكرياً ، يعني تعطيل الإقتصاد العالمي ، لأن القدرة التدميرية الهائلة لهذه الدول تهدد الكثير من الموارد و بخاصة الملاحة البحرية و الجوية ، بمعنى أن الدول المتقدمة عسكرياً ، و المتحالفة مع إيران ، يجب أن تتأهب لصد أي هجوم متوقع من إسرائيل تجاه إيران في المستقبل كما فعلت الدول الغربية المتحالفة مع إسرائيل في الهجوم الإيراني ، فالسلم و الأمن العالميين مسئولية الجميع ، و يجب أن يقنن ذلك في جميع الصراعات الثنائية التي تقع بين الدول المتقدمة عسكرياً ، تمهيداً للحلول الدبلوماسية ، فمن شأن ذلك إمتصاص حدة تلك الصراعات و إجبار أطرافها لوقفها في زمن قياسي ، و حفظ الملاحة الجوية و البحرية للعالم ، و بالتالي حفظ إقتصاد العالم من التدهور بفعل تلك الصراعات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة