* تعرُت حقيقة حميدتي جراء قهر الجيش السوداني لميليشيا الجنجويد، قهراً، واستحواذ الجيش على حصونه الحصينة بما في الحصون من أموال، ومصادرة ما كان اغتصبه من أراضٍ زراعية وسكنية وضياع في العاصمة والولايات..
* شكَّلت الهزيمة المرة، وشكلت الاستحوادات اضطرابات نفسية وخلخلة عقلية لحميدتي، وجاءت العقوبة الأمريكية على شقيقه القوني، ولي عهد إمبراطورية آل دقلو، لتعزز الاضطرابات وتضاعف الخلخلة..
* و جُنّ جنون حميدتي، فكشح حلة الملاح، فانكشف حميدتي (الإعرابيٌِ) الذي ينضَح عنصريةً مقيتة، و عمالةً يغذيها طموحُ أن يكون هو سيد سادات السودان..!
* كان يعلم أن من دفعوه لشَّن الحرب في السودان، دولٌ وكيانات دولية ترغب في حدوث حرب خاطفة (Blitzkrieg) لتغيير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في السودان، و قد هيأوا ميليشيا الجنجويد لخوضها والنجاح فيها، بتقديم كل ما من شأنه أن يمكِّنها من التفوق على الجيش السوداني وهزيمته في أي معركة تدور بينهما..
* إلا أن إرادة الشعب السوداني، وإرادة القوات المشتركة، التي هي، في أصلها، جزءٌ لا يتجزأ من إرادة الشعب السوداني، إصطفت مع الجيش السوداني وجعلت الحرب تطول طولاً جعل اليأس يتسرب بقوة إلى نفوس من كانوا وراء شنها خاطفةً، لا طويلة الأمد..
* كانت الخطة (أ) موضوعة على الطاولة لتكوين حكومة مدنية (عميلة) عبر ما أسموه (الإتفاق الإطاري).. و إلى جانبها و١عوا الخطة (ب) للعمل بها في حال فشل الخطة (أ)، وسمعنا الأسافير القحاتية تردد مفردة " إما الإطاري وإما الحرب!" كثيراً، كما تردد مفردة "إما الإطاري وإما لكل حادث حديث!". . وتم ترديد مفردات كثيرة أخرى تشي بنوايا قحت وميليشيا الجنجويد لشن حرب في السودان ما لم يؤتِ الاتفاق الإطاري أُكُله بقيام حكومة مدنية صارخةَ العمالة في البلد..
* فشلوا في الإطاري، فكان لا بد من تفعيل الخطة (ب) أي شن حرب أريد لها أن تكون حرباً خاطفةً، لصناعة حكام عملاء تحركهم الدول الطامعة في الهيمنة على السودان.. ثم فشلت الحرب الخاطفة، كما فشل الإطاري.. ومن ذلك الفشل إنتاب اليأس الشديد كبار رعاة ميليشيا الجنجويد والقحاتة.. وبدأت تصريحاتهم تنبئ عن محاولة للنأي بالنفس عن مواصلة المشاركة في جرائم حرب صارت حرباً لتدميرالسودان، و فيها ما فيها الكثير من جرائم ضد الإنسانية.. وبدأ الدعم المادي والعيني للميليشيا يتقلص ويتقلص.. و بدأت وسائل إعلام تلك الدول تنحو منحى جلْدِ ميليشيا الجنجويد جلْداً مبرحاً..
* إن تقلص هذا الدعم المادي والعيني، وتغيير سياسات التحرير الذي شابَ وسائل كبريات الصحافة العالمية، وتلتها العقوبة الأمريكية و والخ، عوامل أثارت جنون حميدتي وجعلته يعرج إلى (مطبخ) المؤامرة الدولية على السودان، و يكشح الحَلّة بما فيها، فانكشف محتوى الحلة، وظهر للعيان حتى (الرُّترُّت) الكائن في قعر الحلة..
* كان في نبرات صوت حميدتي انكسار، وشبه اعتراف بهزيمة ميليشياته في معظم أنحاء السودان، ونكشف الكشح دسائس ياسر عرمان الذي قام بتجهيز البهارات وكل متعلقات طبخ (الإطاري)..
* والشيئ الذي أصاب حميدتي ب(الجن الكلكي اللابس ملكي)، فكشح الحلة حقيقةً، فهو قرار العقوبات الأمريكية على ولي عهد آل دقلو.. و هي عقوبات ربما تسببت في إنهيار إمبراطورية آل دقلو بالكامل، وسوف أذكر في مقالٍ تالٍ بعض ال تفاصيل عن كيفية الانهيار.. لكن كشح الحلةِ أبَان أن حميدتي، لم يكن سياسياً حصيفاً، ما أوقعه في شراك عرمان الداهية، شديد المكر والخبث.. كما أبان عدم حصافة حميدتي السياسية في جمل كاريكأتورية سمجة خرجت من وعاء تفكيره المحدود..
* كان حميدتي ذكياً بالفطرة للغاية، لكنه لم يكن يحمل شهادة علمية تصقل ذكاءاً يستطيع التلاعب به مع الساسة الأذكياء، إلا أن في أعماقه إحساس بأنه يحمل شهادة تعلو على أي شهادة علمية مهما كانت، ألا وهي شهادة أنه "عربيُّ الوجهِ واليدِ واللسانِ".. ومع ذلك، فإن إحساساً بالدونية كان يعتوره في حضرة من يسميهم (الجلابة)، و يعني بهم جميع عرب الشمال والوسط النيلي، و أن هؤلاء الجلابة لن يسمحوا له أن يكون رئيساً للسودان، لأنهم يرون عروبته لا ترقى لعروبتهم..
* كان لا بد من أن يسعى لتعظيم وتكبير مقامه العربي السيادي، في مواجهة عروبة وسيادة هؤلاء (الجلابة)، ولا سبيل لذلك إلا بإستجلاب جميع (عرب الشتات) من الصحراء الكبرى وتخومها في غرب أفريقيا لفرض واقع ديموغرفي استيطاني (عربي) سيادي مختلف عن الواقع المعاش، وبدأ في إستجلابهم منذ مدة سبقت شنه حرب ١٥ أبريل..
* و لما كانت لدى حميدتي حساسية شديدة ضد الكيزان و (الجلابة)، فقد ركُز في جزء هام من خطابه الهستيري، فقد ركز على الكيانين هجومه الضاري، ونالت قبيلة الشايقية نصيب الأسد من الهجوم لا لشيئ سوى أن علي كرتي، (الشايقي الكوز) هو رئيس الطماعة الاسلامية في السودان اليوم..
* و تعود مشكلة حميدتي مع علي كرتي (الشايقي الكوز) إلى الأيام الأولى لثورة ديسمبر المجيدة.. و كانت محاولات جبر الخواطر تجري بين نظام المؤتمر الوطني ( الظالم الفاسد جداًجداً) وبين حميدتي، القاتل والأنكى ظلماً و فساداً..
* نشر لي موقع صحيفة (سودانيزأونلاين)، ومواقع الكترونية أخرى، مقالاً في يوليو ٢٠١٩، جاء فيه:- "" يقال أن علي كرتي و كمال عبد اللطيف إجتمعا سرا مع حميدتي في منطقة جبرة، جنوب الخرطوم، حيث اتفق ثلاثتهم على إخضاع جميع إمكانيات حزب المؤتمر الوطني المادية و البشرية لحميدتي.. و استغلال عناصر الحزب في النقابات و الهيئات و الطرق الصوفية و اللجان الشعبية و غيرها لدعم المجلس العسكري ضد ق ح ت، شريطة أن يوقف المجلس مطاردته لرموز الحزب و أن يترك للحزب حرية العمل السياسي في الخفاء.. * و اتفق المجتمعون الثلاثة على كتمان الاتفاق المبرم بينهم.. * و في اليوم التالي صدر أمر بإعادة النقابات الموالية للمؤتمر الوطني إلى ممارسة نشاطاتها.. فاندفعت، و على الفور، تؤدي ما أنيط بها من تعطيل للحراك الثوري.. و التجسس على الثوار الأكثر نشاطا في مواقع العمل.. و تم فصل أعداد كبيرة من قيادات الثورة أثناء الإضراب السياسي الشامل في مواقع العمل المختلفة.. * لم يدُم الاتفاق بين حميدتي و قيادات المؤتمر الوطني طويلا حتى علم حميدتي أن علي كرتي يقوم بتكوين حزب بديل لحزب المؤتمر الوطني تحت مسمى ( حزب الإصلاح و التنمية).. و لم يكن تكوين ذلك الحزب ضمن الاتفاق.. حيث كان حميدتي يعتقد أنه هو المفترض أن يشكِّل حزبا سياسيا بعد أن (ضمن) ولاء فلول النظام له بالتمام و الكمال.. * و حين علم حميدتي بما كان يجري من وراء ظهره صرخ صرخته الداوية في الحارة ١٢ بمنطقة أم بده: " أنا خلاص عرفت أعدائي!" و صرخ:" مدنياااااااو!""
* إذن ليس الحكم المدني في السودان هو دافعه الحقيقي للانخراط مع القحاتة، أعداء الكيزان، بل كان عداؤه للكيزان والشايقية هو أحد المحفزات التي جعلته يعاشر القحاتة ويعكف على محاربة الكيزان والجلابة (الشايقية) بالذات..
* تلك مشكلة حميدتي مع العنصرية القبلية النيلية (السيادية)، ولم تكن صلته بالحرية والديمقراطية إلا وليدة كراهيته للكيزان وعموم الجلابة، ورغبته الاستيطانيّة للتغيير الديموغرافي في دارفور.. وإستجلاب عرب الشتات لتعظيم تعداد من يوالونه أكثر من مواليي الجلابة..
* وقد تحصل ملايين من عرب الشتات هؤلاء على الجنسية السودانية قبل دخولهم السودان، وعدد آخر عند دخولهم البلد!
حاشية.. حاشية.. حاشية.. حاشية.. - أما مصدر جنونه الحقيقي في هواجس انهيار إمبراطورية آل دقلو، فقد بدت ملامحه و صبت العقوبة الأمريكية الزيت على نار الانهيار عندما وضعت الأساس لطرد القوني دقلو من مجال التجارة الإقليمية والعالمية، بعد أن طردته الحكومه السودانية من الأسواق المحلية.. - و سوف أتطرق إلى المشكلة التي ربما تؤدي إلى إنهيار إمبراطورية آل دقلو انهياراً كاملاً، وذلك في الحلقة القادمة بإذن الله..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة