تحالفات عفا عليها الزمن، مجرد مظلة يتظلل تحتها قيادات تفتقر إلى الثقل أو الفكر الناضج القادر على تغيير واقع الدولة.
تقوم التحالفات السليمة على أسس من القيم والأهداف والرؤى المشتركة، لا على المكاسب الشخصية أو الصعود على أكتاف الجماهير.
فرزت التجربة السياسية السودانية قيادات ضعيفة ومتواضعة الطموح، تفتقر إلى الحد الأدنى من الكفاءة، لكن الإعلام الصناعي صنع منهم عظماء ومفكرين.
تتطلب التحالفات مراجعات فكرية وسياسية، فهي تمثل المكونات السياسية التي لا تقتصر على الأفراد.
تفتقر للبنية المؤسسية السليمة إلى نظام محدد لاتخاذ القرار، فهي تتبع أهواء الأفراد بسبب غياب الفكر التنظيمي.
تمثل المكونات الشخصية الاعتبارية، لا الأفراد، الشخصية الاعتبارية لهذه التحالفات، وهذا هو سبب فشلها في إنتاج فكر ينقذ الوطن من الحرب أو التوصل إلى تسوية توافقية لإدارة الدولة، بحسب رؤية وطنية خالصة.
إن الأساس الذي تُبنى عليه التحالفات خاطئ في جوهره، فهو يقوم على عزل الآخر وتقاسم السلطة دون طرح رؤية واضحة لكيفية حكم السودان. ومنذ الاستقلال، فشلت جميع التحالفات في تحقيق آمال السودانيين بإرساء الديمقراطية.
وتتجاوز المشكلة الانقسامات السياسية داخل التحالفات، بل تنبع أيضًا من النظرة السائدة التي تعتبر القوى الرسمية للدولة تعبيرًا عن الإجماع السياسي المدني. إلا أن تحول هذه القوى نفسها إلى تهديد أمني يعكس خللًا سياسيًا و فكريًا في الأحزاب السياسية ذاتها. فقد طغى عليها السلوك الفردي في القيادة وافتقرت للعمل الجماعي ومنظومة صناعة القرار، حيث سيطرت عليها مجموعات ضيقة من الأقارب والأصدقاء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة