تحليل مطوّل حول مسألة مياه النيل في الصراع الدائر بين مصر والسودان وإثيوبيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 12:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-13-2024, 05:12 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11796

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تحليل مطوّل حول مسألة مياه النيل في الصراع الدائر بين مصر والسودان وإثيوبيا

    05:12 PM October, 13 2024

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر







    الصراع على مياه النيل بين مصر، السودان، وإثيوبيا هو أحد أقدم النزاعات في القارة الإفريقية، ويعود جذوره إلى التاريخ الاستعماري، والذي رسّخ تفاهمات واتفاقيات بين القوى الكبرى على توزيع مياه النهر. مع مرور الزمن، أصبحت الحاجة إلى المياه أكثر إلحاحًا بسبب النمو السكاني المتسارع وتفاقم تأثيرات التغير المناخي. وفي ظل هذه الظروف، يعد نهر النيل شريان الحياة لدول حوض النيل، وخاصةً مصر التي تعتمد عليه بنسبة 97% لتلبية احتياجاتها المائية. ومع بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD)، تصاعدت التوترات الإقليمية بين الدول الثلاث، وأصبح الصراع حول مياه النيل مركزيًا في السياسات الخارجية والداخلية لكل من هذه الدول.
    الأبعاد التاريخية والقانونية للنزاع
    تستند العلاقات المائية بين مصر والسودان وإثيوبيا إلى اتفاقيات قانونية تمتد لعقود مضت، وتعتبر اتفاقية 1959 بين مصر والسودان أهم هذه الاتفاقيات، حيث تمنح مصر الحصة الأكبر من مياه النيل. هذه الاتفاقيات لم تشمل إثيوبيا أو باقي دول حوض النيل، وهو ما يفسر مطالب هذه الدول بإعادة التفاوض حول توزيع المياه.

    اتفاقية 1929 وقّعت بين مصر وبريطانيا (نيابة عن السودان والدول التابعة لها)، وأعطت مصر حق الفيتو على أي مشروعات مائية في حوض النيل.
    اتفاقية 1959 بين مصر والسودان، خصصت 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان. لم تشمل هذه الاتفاقية إثيوبيا التي تعتبر المساهم الرئيسي في مياه النيل عبر نهر "النيل الأزرق"، الذي يولد حوالي 85% من مياه النيل.
    أثيوبيا، التي رفضت هذه الاتفاقيات منذ البداية، تعتبر هذه الاتفاقيات غير عادلة وغير متماشية مع مبدأ الانتفاع المنصف والمعقول الذي تنص عليه الاتفاقيات الدولية الحديثة مثل اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1997 المتعلقة بالأنهار الدولية.

    سد النهضة الإثيوبي وآثاره الإقليمية
    أصبحت أزمة سد النهضة واحدة من القضايا المركزية التي أثارت الخلافات بين الدول الثلاث. بناء السد الذي تبلغ سعته التخزينية حوالي 74 مليار متر مكعب، أثار مخاوف مصر من نقص حصتها التاريخية من مياه النيل.
    الموقف الإثيوبي ترى إثيوبيا في سد النهضة مشروعًا قوميًا يهدف إلى إنتاج الطاقة الكهرومائية لدعم تنميتها الاقتصادية والاجتماعية. وفقًا لدراسات صادرة عن المعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI)، ترى إثيوبيا أن سد النهضة سيساهم في تحسين إدارة الموارد المائية ورفع مستويات الطاقة الكهربائية، مع تقليل الفيضانات.

    الموقف المصري مصر تعتمد على النيل كمصدر رئيسي للمياه، وتخشى أن يتسبب سد النهضة في تقليص كمية المياه المتدفقة إليها. مركز البحوث الهيدرولوجية بجامعة القاهرة أصدر عدة تقارير تشير إلى أن أي تقليص في التدفق سيؤدي إلى انخفاض في منسوب المياه الجوفية وزيادة التصحر، مما قد يهدد الأمن الغذائي المصري.

    الموقف السوداني السودان في موقع معقد، إذ قد يجني بعض الفوائد من سد النهضة، مثل تحسين إدارة الفيضانات وتوفير طاقة كهربائية منخفضة التكلفة. لكن هناك قلقًا من تأثير السد على مخزون المياه في السدود السودانية، خاصة سد الروصيرص، وفقًا لتقارير المركز السوداني للبحوث المائية.

    الاستراتيجيات الإقليمية والتدخلات الدولية -
    لم يقتصر النزاع حول مياه النيل على الأطراف الثلاثة فحسب، بل جذب اهتمامًا دوليًا كبيرًا. الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي تدخلوا في مراحل مختلفة من المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان. أبرز نقاط التحول كانت:

    التوسط الأمريكي قامت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالتوسط في المفاوضات، إلا أن المحادثات انهارت بعد أن رفضت إثيوبيا التوقيع على الاتفاق المبدئي الذي اقترحته واشنطن.
    الدور الإفريقي الاتحاد الإفريقي برئاسة جنوب إفريقيا سابقًا والسنيغال حاليًا حاول أيضًا التدخل، ولكن دون نتائج ملموسة حتى الآن.
    أثيوبيا ترى في التحالفات الإقليمية فرصة لتعزيز موقفها في المفاوضات، خاصة من خلال تعاونها مع دول مثل الصين التي استثمرت بكثافة في مشروعات البنية التحتية بإثيوبيا، بما في ذلك تمويل أجزاء من سد النهضة.

    العوامل الداخلية وتأثير الصراع السوداني
    السودان يمر بفترة من الاضطرابات الداخلية نتيجة الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو ما أثر على قدرته في اتخاذ مواقف قوية في قضايا إقليمية مثل مياه النيل. الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يعاني من ضغوط داخلية وخارجية، مما يجعله عرضة للابتزاز من أطراف إقليمية.

    وفقًا لتقارير صادرة عن معهد الدراسات الأمنية الإفريقية (ISS)، ترى العديد من الدول، خاصة مصر، أن السودان في موقف ضعيف نتيجة للحرب، مما قد يجعله أكثر انفتاحًا على تقديم تنازلات في قضية مياه النيل مقابل الحصول على الدعم العسكري والسياسي.

    من جهة أخرى، تشعر إثيوبيا بالقلق من أن تستغل مصر هذه الانقسامات الداخلية في السودان لتعزيز نفوذها وإعادة ترتيب التحالفات في المنطقة، وربما الضغط على الخرطوم لاتخاذ مواقف تخدم المصالح المصرية.

    تأثير التغيرات المناخية على النزاع
    مع تزايد تأثيرات التغير المناخي في القارة الإفريقية، باتت الموارد المائية أكثر تقلبًا. تقارير صادرة عن المركز الدولي لتنمية المياه (IWMI) تؤكد أن السنوات المقبلة ستشهد تذبذبات شديدة في معدل هطول الأمطار، وهو ما قد يزيد من الضغوط على دول حوض النيل.

    التغيرات المناخية تجعل التحديات أمام هذه الدول أكثر تعقيدًا، إذ قد يؤدي انخفاض منسوب النيل إلى زيادة التوترات، بينما قد تساهم الأمطار الغزيرة في فيضانات مفاجئة تعزز الحاجة إلى مشاريع إدارة المياه.
    مستقبل العلاقات بين الدول الثلاث
    النزاع حول مياه النيل لن ينتهي في المستقبل القريب، لكن هناك عدة سيناريوهات محتملة لحل الأزمة:
    التعاون الإقليمي قد تتمكن الدول الثلاث من التوصل إلى اتفاق نهائي حول تعبئة وتشغيل سد النهضة من خلال التعاون والتفاهم المتبادل. المبادرات الإفريقية أو الدولية قد تلعب دورًا في تسهيل هذا التعاون.
    التصعيد الإقليمي في حالة فشل التفاوض، قد تتصاعد الأمور إلى مواجهات دبلوماسية وربما عسكرية. مصر سبق وأن هددت باستخدام "كل الخيارات" لحماية مصالحها المائية، ولكن احتمالات التصعيد العسكري تظل غير مرجحة في الوقت الحالي.
    الحلول التقنية قد تلعب الحلول التقنية دورًا في تخفيف التوترات، مثل تقنيات تحلية المياه أو تحسين كفاءة استخدام الموارد المائية. هذه الحلول تتطلب استثمارات كبيرة، لكن يمكن أن تساهم في تخفيف حدة النزاع.

    أن صراع علي مياه النيل هو أحد أكثر النزاعات تعقيدًا في إفريقيا بسبب تداخل العوامل الجغرافية والسياسية والاقتصادية. الصراع الحالي يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها دول حوض النيل في تلبية احتياجات سكانها المتزايدين في ظل محدودية الموارد. من المهم أن تسعى الدول الثلاث إلى التفاوض والتعاون بدلاً من التصعيد، لضمان مستقبل مستدام للمنطقة.

    المراجع والدلائل -
    "Nile River Basin: Water, Agriculture, Governance and Livelihoods" – IWMI.
    "Sudan's Water Policy Amid Conflict" – Institute for Security Studies (ISS).
    "Hydrological and Environmental Impacts of the Grand Ethiopian Renaissance Dam" – Cairo University, Department of Hydrology.
    "International Dimensions of the Nile Basin Water Conflict" – African Union Reports.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de