لم يعد إصلاح الشأن السياسي وحصره على الانتهازيين مقتصرًا على معركة واحدة بل على ثلاث معارك كبرى يترقبها جيل الشباب الواعي لمنع أي أزمات قادمة في الوطن.
أولى هذه المعارك تتمثل في معركة الكرامة الحالية، تليها معركة الحوار العميق والشفاف من أجل الوطن، والتي تستلزم مراجعة التجارب السابقة، وخاصةً تجربة "الإسلاميين". أما المعركة الثالثة، فتتركز على إصلاح الخلل في المكونات السياسية المختلفة وتحالفتها من أجل التوافق حول قضايا الوطن. ولن تتمكن الظلال من الاستقامة ما دام العود أعوج، لذا يتوجب إجراء حوار عميق وشفاف وتعرية الأصوليين من خلال منطق الوعي المفاهيمي.
وتضم هذه المعارك الثلاث:
•دمج كافة القوات تحت مظلة واحدة مع تنفيذ إصلاحات هيكلية ووضع نظم تمنع تكوين أي قوة خارج نطاقها ونظامها.
• إطلاق حوار عميق وشفاف لكافة المكونات السياسية من أجل التوافق على حكومة انتقالية تمهد الطريق للاستحقاق الانتخابي.
• الفصل بين السلطات الثلاث، بحيث تتمتع السلطة القضائية باستقلال كامل وإصدار قانون الأحزاب السياسية. يعد بناء دولة مدنية أساسًا محوريًا بعد معركة الكرامة الحالية. وبدء في عملية سياسية لإنشاء دولة ذات أسس جديدة مختلفة عن السابق.
لن يتقبل الشعب السوداني أي محاولات للعودة إلى الوراء، وقد دعم الجيش وشارك في العمليات إلى جانب الهيئات التي اصطفت وراءه. من المشتركة والمقاومة الشعبية ،لكن هذا لا يعني تمهيد الطريق لعودة الإسلاميين إلى السلطة.يظل الجميع أبناء وبنات الشعب السوداني شركاءة في بناؤها عدا الذين اجرموا في شأنها.
من الضروري التمييز بين دعم قيادة الجيش باعتبارها مؤسسة وطنية واجبة الدعم، وبين دعم سياسات الإسلاميين. يتعين على الإسلاميين بمختلف أطيافهم إجراء مراجعات فكرية وسياسية، حيث أن ما يعانيه الوطن اليوم هو نتاج لسياساتهم.
من أجل تجنب تكرار تجارب الماضي والتطلع إلى مستقبل مزدهر يجمع الجميع في وطن متعدد ومتسامح، من الضروري الاعتراف بأخطاء الماضي ونشر ثقافة قبول الآخر.
بعد معركة الكرامة، لا يمكن إعادة إنتاج دولة بوليسية لا تعترف بحقوق الإنسان أو المساواة في الحقوق والواجبات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة