ضجت الاسافير لتسجيل شاب استمعت إليه بالأمس فوجدت أنه صغير في سنه. ولكنه ما عرف الهوى السياسي العويص لجماعته، فهاجم الثورة، وشبابها، ومارس التخليط السياسي بأريحية يحسد عليها. اعتقد أن ذلك الشاب موظف لا أكثر ضمن خطة ماكرة. إن لايفه بالكاد بالونة اختبار من صنع الإسلاميين. حاولوا من خلاله معرفة إلى أي مدى ما يزال الشعب السوداني مرتبط بثورته التي عُرقلت بالحرب. وطبعاً معظم الشواهد تدل على أن الحركة الإسلامية فكرت ثم قدرت أن لا سبيل لاسترداد سلطتها سوى تفجير الأوضاع في السودان حتى يتسنى لها السيطرة عليها. ولذلك ما قال به الشاب الصغير مجرد استطراد لما قال به كثير من الإسلاميين من تهديد لضرب الثورة، ورموزها، وتشويه صورة شبابها المناضلين. فالبرهان والعطا أصدرا من القرارات، والتصريحات، البائسة لملاحقة رموز الثورة. وهي قرارات رمزية ليس الهدف منها طبعاً القبض على حمدوك، وبقية المطلوبين، وإنما ترسيخ الفهم بأنهم رموز الثورة المتعاونين مع حميدتي الذي صنعوا نجوميته. وفي كل أحاديثهم فإن قيادات الجيش يستبطنون الرغبة في الحل الشامل الذي لا يستثني "احد". ولكن ليست لديهم الشجاعة للقول إن الإسلاميين سيكونون جزءً من المعادلة السياسية لما بعد الحرب إذا انتهت بالتفاوض. أما خلاف ذلك فكل تصريحات القيادات الإسلاموية بعد الحرب ركزت بشكل استراتيجي على دمغ الاحزاب بأنها مظلة سياسية للدعم السريع. والهدف من هذا ابتزازها، من جهة، وكسب قاعدة الرأي العام، نظراً لما يساعد هذا في إمساكهم بخيوط الحرب من الجهة الأخرى. وقد لاحظنا أن عددا من منظري الإسلام السياسي ظلوا يهددون بسحق الديسمبريين في قناتي طيبة، والزرقاء، ومنصات أخرى. وهنا لا يفرقون بين بعثي، أو أمة، أو مؤتمر سوداني، أو شيوعي، أو مستقل، أو بلبوسي ثوري شوهوا فهمه، وسرقوا دماغه بأن الحرب من أجل الكرامة، أو السودان. فكل المدنيين الناشطين في اللستة إلا من استجاب لخطة الكيزان الشيطانية. الثابت أن في سريرة الإسلاميين أن كل من قال "تسفط بس" سيجد جزاءه آن عاجلاً أم آجلا. والمسألة مسألة وقت حتى يدخل كل ثوري جحره، أو ستثكله أمه. فأولويتهم الآن الشحذ للحرب، ولو انتصروا فيا ويل دعاة المدنية. إذا كنا لا نفكر بهذه السقوف العالية المظنونة تجاه الإسلاميين فنحن بحاجة إلى منحهم تتجارب جديدة في الحكم حتى ندرك خطورة الإسلاموي في مشهدنا السياسي. ولكن هيهات. ثورة ديسمبر لم تكن إلا النقيض لمشروع الإسلاميين في وراثة السودان. ولذلك فالذين وقعوا تحت تأثير إعلام الحركة الإسلامية، وصاروا داعمين للجيش بحاجة إلى الإفاقة. فالشاب صغير السن ذاك أتى بها من الآخر، ولم يراع للبلابسة من المؤمنين بثورة ديسمبر. وعلى هولاء النفر الديمقراطيين المغرر بهم الذين يريدون استمرار الحرب - حتى تنتصر لهم الحركة الإسلامية لترينا نجوم القايلة - أن يدافعوا عن لايف زميلهم هذا الشاب. ذلك لأن هجومهم ضده من خانة أنهم مع الكيزان في سرج واحد الآن لا طائل وراءه. ذلك ما فتيء هؤلاء الديمقراطيون مؤيدين للديكتاتور البرهان، مهندس المعارك. وهو قد قاد الانقلاب، والحرب بمكيدة الإسلاميين لمحو آثار ثورة ديسمبر العظيمة. You can’t have it both ways. You are either with us, or against us.
10-08-2024, 06:00 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11798
الأستاذ والصديق العزيز صلاح شعيب يُعد من أبرز الأصوات الفكرية والصحفية في السودان. فهو يتمتع برؤية ثاقبة وتحليل عميق للأحداث السياسية والاجتماعية التي تعصف بالسودان. شعيب يجمع بين القدرة الأدبية والتحليل السياسي المتأني، وهو نموذج للكاتب الذي لا يخشى مناصرة الحق والدفاع عن القيم الديمقراطية والعدالة. علاوة على ذلك، يتميز أسلوبه بوضوح الفكرة وجمال العرض، مما يجعله مرجعًا موثوقًا لدى العديد من المثقفين والشباب على حد سواء. إن احترامه للقضايا الوطنية وشجاعته في مواجهة التحديات تجعله من الأصوات التي لا غنى عنها في الساحة السودانية.
الرد على مقال "تهليل لاختبار جذوة ثورة ديسمبر" لصلاح شعيب
في مقال الأستاذ صلاح شعيب "تهليل لاختبار جذوة ثورة ديسمبر"، يتم التركيز على شاب صغير تحدث على منصة إعلامية مهاجمًا الثورة وأبطالها. شعيب يرى في هذا الهجوم محاولة من الإسلاميين لمعرفة مدى استمرارية ارتباط الشعب السوداني بثورته في ظل الحرب الحالية. يصف المقال الشاب بأنه جزء من خطة أوسع للإسلاميين تهدف إلى تشويه الثورة وإضعاف الثوار.
أولاً، لا شك أن تحليل الأستاذ شعيب يعكس إدراكه العميق لحقيقة التحركات التي يقوم بها الإسلاميون لاستغلال الفضاء الإعلامي والسياسي لصالحهم. ولكن من المهم أن نميز بين النقد البنّاء للثورة وبين حملات التشويه الممنهجة. صحيح أن هناك محاولات متكررة من الإسلاميين لتشويه ثورة ديسمبر، إلا أن مثل هذه المحاولات لا تلغي وجود آراء انتقادية قد تأتي من أفراد مستقلين يشعرون بالإحباط من نتائج الثورة أو أدائها. من المهم هنا عدم تصنيف كل نقد على أنه مؤامرة أو جزء من خطة مدبرة، حيث أن التنوع في الآراء قد يعكس وجهات نظر تحتاج الثورة لتداركها ومعالجتها.
ثانيًا، ما أشار إليه شعيب حول محاولة الإسلاميين استعادة السلطة من خلال تفجير الأوضاع هو تحليل دقيق يعكس رغبة القوى المضادة للثورة في استخدام الحرب كوسيلة لتعزيز نفوذهم. ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن الشعب السوداني، الذي أسقط حكم البشير، أصبح أكثر وعيًا بالمناورات السياسية ولم يعد من السهل تلاعب الإسلاميين بمشاعر الجماهير كما في الماضي. الإصرار الشعبي على التغيير والدفاع عن قيم الثورة هو دليل واضح على استمرارية الوعي الثوري.
ثالثًا، فيما يتعلق بتصريحات الجيش ومحاولته تشويه رموز الثورة، هذه الاستراتيجية ليست جديدة، لكن وعي الشعب يتجاوز هذه الأساليب. الشعب السوداني الذي خاض معركة الثورة يدرك تمامًا أن استهداف حمدوك وآخرين ليس سوى محاولة لصرف الأنظار عن التحديات الحقيقية التي يواجهها الوطن، مثل الفساد والتراجع الاقتصادي. تحليل الأستاذ شعيب صحيح في نقاطه الكبرى، لكن من المهم أيضًا التعامل مع النقد الموجه للثورة بروح منفتحة وتفهم للقلق المشروع الذي قد يظهره البعض. فالثورة ليست كيانًا مقدسًا، بل عملية مستمرة تتطلب التطوير والنقد الذاتي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة