من أين لمعلمي السودان أن يتذوقوا طعم يوم المعلم العالمي او يحتفوا به ، هو يوم دولي يقام سنويًا بتاريخ 5 أكتوبر وتأسس في 1994، للاحتفال بتوقيع تم في العام 1966 على توصية منظمة اليونسكو / منظمة العمل الدولية في شأن وضع المعلمين، والتوصية كانت وسيلة او أداة لوضع معايير تتناول حالات المعلمين في جميع أنحاء العالم وتحدد المعايير المتعلقة بسياسة موظفي التعليم والتدريب بالإضافة إلى التعليم المستمر وتوظيفهم وظروف عملهم. وهذا امر في غاية الاهمية انتبهت له منظمة اليونسكو باكرا فلا تعليم دون قدوة ورمز وبما يشابه ما جاء بشطر بيت الشعر ( كاد المعلم أن يكون رسولا ) .
ولكن أين هم " تلاميذ وطلبة العلم بالسودان " اللذين كانوا جالسين علي كراسي الدرس .. هم الان في الشتات وهجير النزوح ضاعت كراساتهم وتكسرت أقلامهم .. وأغلبهم تحت زخات الرصاص المنهمر كالمطر ومنهم من بترت أطرافهم التي كانت تمسك بالدفتر والالوان .. وربما جلهم أ رجلهم ما عادت تحمل اجسادهم الهزيلة .. تجدونهم في صفوف ليس ليصدعون بنشيد العلم ولينشدوا للمعلم اناشيد عيدهم لا .. لا .. هم تحت هجير الشمس الحارقة يتزاحمون لاجل حبيبات فول او عدس تسد رمق صوصوة بطونهم .. او ربما ممددين يلتحفون التراب او في اسرة هالكة دون دواء او حليب ..
ان المعلمون يادون أدوارا محورية في تحديد معالم المستقبل من خلال تنشئة الطلاب والدفع بعجلة التقدم بالاستنارة وفك حروف الهجاء .. لكن بربكم أين أطفال بلاد تحترق بحرب سكت العالم عنها .. وفشلت المساعي ان تطفي لهيبها المشتعل .. هل يعلم العالم ومنظماته العدلية والإنسانية انً من يدفع ضريبة الحروب هم الضعفاء والمرضى وكبار السن واولهم من كانوا جالسين علي كراسي الدرس.. ان الفاقد التربوي ستدفع ضريبته المجتمعات لا محالة ..
ان المعلمين لا بُدَّ من إسماع أصواتهم وتقديرهم كي يتسنى لهم إطلاق العنان لإمكانياتهم في ازاحة الجهل والعتمة ، ويركز اليوم العالمي للمعلمين هذا العام على ضرورة التصدي للتحديات العامة التي يواجهونها وتعزيز حوار أكثر شمولية بشأن دورهم في التعليم. وقد اعلن ان احتفالات هذا العام 2024 ستتمحور حول " تقدير أصوات المعلمين: نحو إبرام عقد اجتماعي جديد للتعليم"، مما يبرز أهمية الإصغاء لهم ومعالجة التحديات التي تواجههم، والأهم من ذلك، هو تقدير المعارف والخبرات …
فهل يا تري سيصرخ معلمي بلادي وترتفع أصواتهم بما يعيد أطفال طلبة العلم بالسودان الجريح والملتهبة ساحاته لمقاعد الدرس ..أم المعلم ما عاد رسولا ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة