أكثر من ثلاثين عاماً من الحكم كانوا كافية لتدمير وطن كان ينبض بالحياة والأمل، حكم استبدادي لا يرحم قضى على كل بارقة أمل في مستقبل مشرق. لم تكن سنواتهم سوى وسيلة لنهب الثروات واستنزاف مقدرات الوطن حيث باعوا المؤسسات والمشاريع الناجحة تلك التي كانت الركيزة الأساسية لاقتصاد البلاد. التمكين الذي طبقوه بحرفية لم يكن إلا قناعاً زائفاً لأيديولوجية سيئة تمكنوا من خلاله من السيطرة على كل مفاصل الدولة، المناصب والوظائف كانت حكراً على أعضاء حزبهم، الذين لا يمتون إلى الإسلام بشيء بل استخدموا الدين كستار يخفي نواياهم الخبيثة. باسم الدين باعوا الوطن ونهبوا مقدراته وظلوا متمسكين بالسلطة غير آبهين بمعاناة الشعب، دمروا التعليم والصحة، وأفسدوا الاقتصاد تاركين البلاد غارقة في الفقر والبطالة. وفي النهاية لم يبق سوى وطن ممزق وأحلام شعب تم السطو عليها بدم بارد. وبعد أن رحلوا بحاولون العودة للحكم مرة أخرى ولو على دماء وجثث وأشلاء السودانيين ولا يسعنا إلا أن نطلب من الله ألا يعيدهم ابدأ فلا وطن يستحق هذا القدر من الظلم ولا شعب يستحق أن يسرقوا منه أحلامه وأمانيه. بعد كل ما فعلوه وبعد أن أذاقوا البلاد الويلات والدمار يعودون اليوم بوجوه جديدة لكن بنفس الأجندات القديمة لا يكفيهم أنهم دمروا الأحلام وسرقوا الأمل بل الآن يحاولون العودة إلى السلطة غير مكترثين بالدماء التي تسيل ولا بالأرواح التي تزهق. يحاولون استغلال الفوضى التي ساهموا في صناعتها متناسين أنهم السبب الرئيسي في كل هذا الخراب، يريدون العودة على حساب دماء البسطاء أولئك الذين بالكاد يجدون لقمة العيش أو مأوى يحتمون فيه من أهوال الحرب. يحاولون اللعب على أوتار الطائفية والقبلية معتقدين أنهم يستطيعون إغراق البلاد مرة أخرى في دوامة الفتنة. لكن الشعب الذي عانى كثيراً وذاق مرارة حكمهم بات أكثر وعياً لن يسمح لهم بأن يعودوا من جديد لسرقة ما تبقى من وطن. دماء الشهداء التي سالت وأحلام الشباب التي دفنت لن تذهب هباءً. الشعب اليوم أقوى وأشد وعياً ولن يسمح لهؤلاء السارقين أن يستغلوا ضعف اللحظة. محاولاتهم للعودة لن تكون إلا فوق جماجم من تبقى لهم من أتباع فالشعب الذي عاش سنوات تحت حكمهم القمعي لن يقبل بعودتهم مهما كان الثمن. تبا لهم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة