عقب مقتل قاسم سليماني ، شنت إيران هجوماً على قاعدة أمريكية في دولة العراق ، و لم تنشر تفاصيل للخسائر ؛ و لكن اللافت أن الولايات المتحدة الأمريكية لم ترد على الهجوم الإيراني ، و هي القوة العظمى الأولى في مجال التسلح العسكري في العالم ، فوضعت علامة إستفهام على هذا الأمر .. كنت أتابع خلال العقد و نصف الماضية ، أخبار تطور إيران في المجال العسكري : بحريا ، جويا ، و بريا .. لكن قاعدة : ما كل ما يعرف يقال ، هي سيدة القواعد في المجال العسكري ، فالتطور يمكن أن يعرف ، و لكن الدرجة التي يقف عندها التطور في الزمان المعين من الصعب معرفته ، فالكل يعرف بأن إيران تطور في الصواريخ الباليستية ، و لكن درجة التطور التي وصلت إليها لم يعرفه معظم المتابعين ، و لكن الولايات المتحدة الأمريكية قبل أربع سنوات أدركت شيئاً من ذلك ، بعد دراستها لنوعية الصواريخ الباليستية التي أصابت قاعدتها و مدى قدراتها التدميرية ، و هذا سر عدم مخاطرتها بالرد .. قبل قيام إيران بالرد على مقتل نصر الله و إسماعيل هنية بساعات ، أخطرت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بأن المؤشرات تدل بأن إيران تشرع في شن هجوم عليها ، و إستعد الطرفان بتهيئة المضادات المختلفة لصد الهجوم الإيراني ، فلماذا لم تنجح دفاعات الطرفين لصد الهجوم الإيراني ؟ يقول المحللون الذين درسوا الصواريخ الباليستية التي إستخدمتها إيران في الهجوم على المواقع العسكرية و الأمنية الثلاثة التي إستهدفتها إيران بصواريخها الباليستية التي وصل عددها إلى 200 صاروخ ، أن معظم هذه الصواريخ هي من نوع (فاتح1) ، و هي صواريخ باليستية تتراوح زنة حمولتها من المواد المدمرة بين (670-1200) كيلوغرام ، (للتقريب 1200كيلوغرام تعادل 24 جوال أسمنت سعة 50كيلوغرام ) ، فهي سعة تدميرية هائلة للصاروخ الواحد ، أما سرعة فاتح1 فتصل ل 6100 كيلومتر في الساعة ، أي تعادل خمسة أضعاف سرعة الصوت ، و معظم الصواريخ الباليستية هي في الغالب سرعاتها تتفوق على سرعة الصوت ، و فوق ذلك فإن فاتح1 لديها القدرة على المناورة أثناء عملية توجهها نحو هدفها ، أي تستطيع مراوغة الدفاعات الجوية ! و فوق ذلك لدي فاتح1 القدرة على حمل رؤوس نووية ! أي يمكنها بدلاً من حمل أوزان متفجرة عادية تصل ل1200 جرام ، يمكن أن يحل بدلاً منهم رأس نووي.. و المعلومة الأخرى المهمة جداً ، أن الصواريخ الباليستية نسبة لسرعاتها الفائقة التي تتفوق على سرعة الصوت ، فإن عملية التصدي لها بواسطة الدفاعات الجوية تكون من الصعوبة بمكان ، و أحياناً تصل لدرجة الاستحالة ، فلا حل منظور أمامها حتى الآن.. لذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية حكيمة عندما إمتنعت عن الرد ، فالرد على دولة متطورة في مجال الصواريخ الباليستية يعني التضحية بمصالح إستراتيجية وطنية لا تقدر بثمن ستدمر دماراً شاملاً ، و الدول تقدم الحفاظ على المصالح فوق كل الاعتبارات ، و لذا تلجأ إلى الأسلوب الدبلوماسي من أجل تحصيل ذلك . أحياناً يساورني شك في أن إسماعيل هنية ، قد تعمد الكشف عن مكان وجوده (الاحداثيات) للموساد عمداً ، ليفدي شعبه ، و يورط إسرائيل بدمه ليقع في الفخ و يقتص لشعبه ! . فإذا تورطت إسرائيل في الحرب مع إيران فقد نجح مخطط البطل إسماعيل هنية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة