لقد سقطت الأقنعة، وظهرت الوجوه على حقيقتها. تلك الوجوه التي كانت تتفاخر بالحداثة والتقدم، مثل محمد جلال هاشم، ومحمد وداعة، وغسان عثمان، وآخرين من مدعي المعرفة والثقافة الذين تصدروا المشهد السياسي والثقافي والإعلامي في السودان، سقطت الأقنعة عن وجوههم البائسة بصمتهم عن قول الحق في وقت ترتكب فيه مليشيات الكيزان الإرهابية جرائم بشعة ضد المدنيين، سواء عبر القصف الجوي بالبراميل المتفجرة أو بالتصفيات العنصرية والجهوية. لقد إنحازوا بلا خجل إلى معسكر علي كرتي الذي يمثل إحتياط الرجعية والتخلف والتطرف. هذا التناقض الصارخ بين الأقوال والأفعال يثير الدهشة والاستنكار. كيف يمكن لمن كانوا يتحدثون عن الثقافة والمعرفة والقيم أن يختاروا الوقوف مع قوى تعبر عن العنصرية والظلم؟ إن هذا الإنحياز يكشف عن عمق الأزمة الأخلاقية التي يعيشها هؤلاء الساقطين في مزابل التاريخ مثلهم مثل الطاغية عمر البشير وحاشيته الفاسدة. إنهم يحاولون تبرير مواقفهم المخزية، لكن الواقع يدحض كل ادعاءاتهم. فالأفعال تتحدث بصوت أعلى من الأقوال، وتظهر بوضوح أن الحديث عن الحداثة والتقدم كان مجرد شعارات فارغة. إنهم إختاروا الدفاع عن الباطل وتنكروا للقيم التي إدعوا أنهم يمثلونها. هذا الواقع المرير يعكس أزمة فكرية وأخلاقية عميقة، تُظهر أن التمسك بالمبادئي لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال الأفعال المتوافقة معها. وعندما تتقاطع الأفعال مع الممارسات، فإن ذلك يشير إلى إنهيار القيم التي كان يجب أن تكون بوصلة فكرية في مثل هذه الظروف ومنعرجاتها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة