* قبل عام تقريباً، قال أحد أصدقائي في الفيسبوك أن سائلاً سأله عن كيف استطاع حميدتي أن يشتري هذه الكمية الكبيرة من العقول المحيطة به.. فكان رد صديقي على السؤال هو حقيقة مُرة فحواها أن "حميدتي كان تاجر حمير شاطر!"
* و المعروف عن الحمار أن سيده يبَرْمِجه على خطوط السير.. خطاً واحداً، ذهاباً وإياباً، من المنزل إلى المزرعة أو المتجر وما إلى ذلك.. و إن حدث وتواجد الحمار في نقطة معينة تنطلق منها عدة طرق، وكلها تؤدي إلى نفس المنزل، فإن الحمار لن يملك سوى اختيار الطريق الذي تمت برمجة ذاكرته عليه، حتى وإن كان هناك طريقِ آخر أقصر وأكثر أماناً..
* نفس البرمجة التي حدثت للحمار المذكور حدثت لشركاء زريبة حميدتي المتخمة بعدد متميز من الكاتبات والكتاب (اللايصين)..
* والحقيقة المرة أن حميدتي اشترى زريبة حمير كاملة أسماها قحت، و جعلها تنهق نهيقاً في ارتفاع دائم، وتبرطع ذات اليمين و ذات اليسار.. وحدث قبل يومين أن أجرى برنامج قناة (الجزيرة مباشر) لقاءاً مع أحد مستشاري تلك الزريبة الجنجويد الناهقة..
* لم يتردد ذلك المستشار في النهيق (المتحشرج) في تأكيد أن الذين احتفلوا بانتصارات الجيش السوداني، و من مع الجيش في معارك الشرف، ليسو سوى فلول النظام السابق.. ودعّم المستشارحديثه بالتذكير بالمكاسب التاريخية للكيزان والفلول في السودان منذ ثلاثن عاماً ممتدة.. وأثناء ارتباكه وعدم وعيه، بالواقع المعاش، إدعى أن الجنجويد قرروا (إيقاف التفاوض).. أي إيقاف شيئ لا وجود له إلا في ذهنه..
* هذه حالة ذهنية من الحالات الكثيرة التي تعتري أذهان الميليشيا وأبواقها طوال حملاتهم الدعائية ومبثوثاتهم الإعلامية التي لم تعد خافية إطلاقاً.. فنجد مكررَ الحديثِ عن انتصارات لا وجود لها إلا في أذهان من يبثونها.. ويتلقفها القابعون في زريبة الحمار الشاطر حميدتي، وينبشونها ومن ثم ينشرونها على أوسع مدى..
* أُحار حيرةَ مربكةً كلما قرأتُ لمن كنتُ أعتبرهم في مصاف الكتاب العقلاء، خاصة وأنهم عكفوا اليومَ يصنفون من خرجوا في مظاهراتٍ صاخبةٍ تعبيراً عن سعادتهم بانتصار جيش الشعب السوداني، على ميليشيا الجنجويد، يصنفون كل هؤلاء بأنهم كيزان وفلول.. أي أن الغالبية الغالبة من الشعب السوداني كيزان وفلول، وبالتالي أصبحت أنا واسرتي وجيراني، وما بعدَ بعدِ جيراني، أي جيران جيران جيراني، كيزان وفلول، بل وصارت مرابعُنا وحاراتُنا في جميع قرى و مدن السودان مرابعَ وحاراتٍ محشوةٍ كيزاناً وفلولاً..
* شِنٰ فِضِل في السودان غير الكيزان والفلول؟!
* ألا مرحباً بمُشْعِلي ثورة ديسمبر المجيدة، المنضوين تحت راية (إرادة الشعب السوداني) و الموصوفين بالكيزان والفلول..
* ونعق ناعقٌ لم أكن أحسبه ضمن القابعين في زريبه تاجر الحمير الشاطر.. نعق معلناً أن الذين هلَّلُوا وكبروا للبرهان في نيويورك (ليسوا من نيويورك).. ياخي!
* ياخي، كان هم ما من نيويورك، فما هي جريمة في أن يكونوا أتوا من ألاسكا، في أقصى شمال أمريكا، أو من فلوريدا، في أقصى جنوبها، أو من كاليفورنيا،في اقصى غربها، ما هي جريمتهم في أن يهرولوا في توقيت معلوم إلى نيويورك، في أقصى الشرق الأمريكي، لاستقبال من يمثل إرادة الشعب السوداني ضد الغزو الأمريكي الإماراتي للسودان؟!
* تمنيتُ أن أكون، يومَها، لا أزال في مدينة أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا الأمريكية، كي أطير إلى نيويورك لأنال شرف دعم (إرادة الشعب السوداني) الممثلة في خطاب البرهان داخل الأممالمتحدة.. و لا تهمني طنطنات هؤلاء و لا نهيق أولئك الأخسرون..
* نعم، لقد كسب تاجر الحمير الشاطر عدداً مقدراً ممن ينهقون في زريبته بكرةً و عشيةً.. و خسر السودان عدداً من الصحفيات و الصحفيين و الكاتبات و الكتاب، لكن كسب تماسكاً شعبياً لا تماسك مثله إلا التماسك الشعبي الذي ساد البلد في ثورة ديسمبر المجيدة، قبل أن تختطفها قحت أو ( ٧ طويلة).. وتمزقها شرَّ ممزق..
* أن تكون حماراً، فهذه حكمة من عند الله سبحانه وتعالى، أما أن تكون ببغاءاً في سرب الببغاوات، فتلك إرادة سبحانه وتعالى، كذلك؛ لكن أن تظل تردد ما يردده حمير زريبة حميدتي أن الكيزان والفلول هم الذين خرجوا في (مليونيات) عفوية، داخل وخارج السودان، مبتهجين بانتصار الجيش والقوات المشتركة والمستنفرين و المقاومة الشعبية، انتصاراً بيناً على الغزاة من عرب الشتات والمرتزقة القادمين من مختلف الدول المحيطة بالسودان.. فتلك مأساتك أنت..
* إنها مأساة شركاء زريبة حميدتي يلوكونها ويجترونها ثم ينهقون، وكأنهم مخَدَرون تخديراً شديداً، أو كأنهم (يهضربون) في غيبوبة والشعب السوداني: "يضحك.. ويمشي يجيهم راجع!" لمزيد من الضحك على ما هم فيه من ارتباك.. :
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة