في غضون الفتن ، تلتبس الحقائق على البعض ، فيخطيء البعض في إجتهاداتهم من غير ما يشعرون ، و لكن جزء من الناس ، يحافظون على معايير دقيقة ، تمكنهم من إكتشاف الحقائق في لج ظلمات الفتن ، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، أولئك هم الحكماء و العقلاء.. إن الفتنة التي إشتعلت بسبب هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر من العام الماضي ، فيها الكثير من الحقائق التي طمرت لأسباب مختلفة ، فالنتائج الفظيعة التي إفرزتها ، ينبغي أن يتحمل وزرها حركة حماس في المقام الأول لأنها التي بادرت بالهجوم و البادي أظلم ، مرت على حماس قبل شنها للهجوم العديد من حكومات إسرائيل ما بين يمين ويسار ، و العديد من تواريخ السابع من أكتوبر ، فلو كانت إختارت إحدى الحكومات الأقل تطرفا ، لكانت النتائج غير .. و لكن إختيارها لشن الهجوم الواسع في عهد أكثر رؤساء إسرائيل تطرفا لهو شيء يدل على أن حماس في حد ذاتها حركة متطرفة ؟ لا أجد من ناحية منطقية إلا هذا التفسير ؟ إن حصاد التطرف في التصرف هو أن حماس قد أدخلت حلفائها في ورطة حقيقية ، كلفتهم مخزونهم الاستراتيجي من الخبرات البشرية و العتاد العسكري المستقبلي ، كل هذا بسبب ماذا ؟ بسبب تصرف غير مدروس ، غير مسؤول ، ما كنت أعلم أن إسرائيل إستطاعت تدمير المخزون الاستراتيجي للأسلحة الفتاكة الإيرانية خلال السنوات الخمس الماضية إلا بعد أن إغتالت إسماعيل هنية في داخل الأراضي الإيرانية و لم تجد رداً ، عندها فقط تأكدت أن التفجيرات التي كانت تحدث في مدن إيران خلال السنوات الماضية كانت دقيقة و إستطاعت أن تقضي على حصاد إيران من الأسلحة الاستراتيجية ، و بالتالى صارت دولة بلا مخالب ، و لم تدرك حماس ذلك ، و ظلت تتصرف على أن حاميها قادر و مقتدر و كذلك حزب الله ، و لكن بعد إغتيال إسرائيل للقيادات الكبرى ، ينبغي أن يراجع الكل حقيقة مواقف الحليف الاستراتيجي الإيراني ، و لا يحملوها بعد اليوم ما لا تطيق ، و ينتظروا ما يجد و يظهر من أقدار الله في مستقبل المنطقة ، فدوام الحال من المحال ، لقد كان موفقا و حكيماً ذلك الذي قال عن حادثة إغتيال قائد حزب الله اللبناني :( لقد مات زعيم من الشيعة يدافع عن أهل السنة) . جملة سيجد ثوابها يوم القيامة ، لأنها جملة صحيحة في زمن سقيم أو كذا يترءاى لي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة