في صبيحة اليوم الخامس عشر من شهر ابريل عام 2023 عندما انهمر الرصاص والبارود معلنا صوت ونغمة الحرب الكريهة، ويعتبر هذا اليوم هو تاريخ بداية مظلمة حالكة في تاريخ السودان وصفحة مؤلمة ومحزنة من صفحات تاريخ بلادنا العزيزة الشامخة حيث اشتعلت هذه الحرب الغاشمة، ووضعتنا بين خيار ان نكون او لا نكون ان يبقي السودان او ينتهي حيث كان جيش السودان هو المستهدف في المقام الاول لان الاعداء يعلمون ان الجيش هو الصخرة الصماء القوية الصلدة التي سوف تتحطم عليها احلامهم وان الجيش هو العقبة الكؤد بالنسبة لهم ولخططهم الخبيثة التي تستهدف السودان وجيشه وشعبه وارضه، ولقد استوقفتني اشارة لافتة في بداية هذه الحرب وهي انقطاع الماء عن مدينة بحري نتيجة لخروج محطة المياه من الخدمة بسبب الحرب وذلك في اول يوم من ايام الحرب وفي اول ساعاتها والجميع يعلم ( ان الماء هو اهون موجود واغلي مفقود) وكأن انقطاع الماء كان اشارة ضمنية ومقدمة لفقدان السلام والذي هو من اعظم واجل النعم التي انعم الله بها علي عباده وربما لا يعرف كثير من الناس قيمة السلام الا حين يفقد لان السلام هو من اهم اسس ودعائم الاستقرار والبناء والتعمير والنهضة، فلا وجود للانسان من دون سلام، ولا يوجد استقرار للدولة من دون سلام، ولا توجود نهضة من دون سلام،السلام وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة وبها ترتقي المجتمعات، فلا وجود للنهضة والتنمية في اي دولة تعاني من الحروب والصراعات، فهل لك أن تتخيل مستقبل مشرق لدولة تعاني من النزاعات الداخلية، والحروب الخارجية، إن السّلام في مفهومه العريض لا يعني زوال الصراع والخِصام فقط، إنما يمكن أن يتطلب تأسيس حزمة من المُفردات، والقيم، والمواقف، والعادات التي ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السّيادة والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والحوار والتعاون بين الناس داخل الدولة الواحدة وكذلك التعاون مع الشّعوب والثقافات المُتعددة داخلياً وخارجيا ونبذ ثقافة القوة والاستعلاء واستخدامها، وإكراه الشعوب لخوض خياراتٍ ضدّ إرادتهم ولقد عرف المؤرخ البريطاني" أرنولد توينبي" السلام بمقولة(عِش ودع غيرك يعيش)، وقد قصد بذلك أن السلام يجب أن يُمنَح للشعب حتى يتسنّى الحصول عليه كحالة عامة وبما أن السلام هو نعمة للبشرية، فإن العُنف والحروب لعنة، ولمّا كان السلام هو المحبّة والتعايش، فالحروب هي العداء والتّفرقة، وكم نحن في حاجة ماسة للسلام بعد كل الرهق والعناء كل هذه الحروب الطويلة التي بسطت نفسها في تاريخ السودان دعونا نجرب السلام بعد كل تلك التجارب المريرة الاليمة من الحروب التي كان مهرها دماء وارواح غالية من ابناء الوطن، غدآ نكون كما نود ونلتقي عند الغروب غدا تجف مدامي وتزول عن وطني الكروب. تم الإرسال من هاتف Huawei الخاص بي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة