* لم تزر بعثة تقصي الحقائق الأممية عن السودان سودانيي الداخل السوداني، وهي مبعوثة لتقصي الحقائق حولهم، لكنها اكتفت بقصي الحقائق من السودانيين المتواجدين بدول الجوار السوداني..ومن بين هؤلا القحاتة والجنجويد الواقفين ضد إرادة الشعب السوداني.. وهؤلاء هم الذين اتخذتهم البعثة مرجعيةً أساسية لتوصياتها.. وقد أنبأوها عن اهتمام ميليشيا الجنجويد بالإنسان والإنسانية في السودان بدليل إنشاء الميليشيا لقوات أسمتها "قوات حماية المدنيين”!
* و على هذه الفكرة ركزت البعثة توصيتها المتعلقة بإنشاء قوات أممية محايدة لحماية المدنيين من انتهاكات (الطرفين!)
* و في تقديري أن توصيات البعثة الأممية، في هذا الصدد، هي القذيفة الأخيرة المعتمدة لكسر إرادة الشعب السودانيي، على المستوى الدولي.. وأتوقع أن تستتبعها قذائف أخرى ذات عيارات مختلفة على المستوى الإقليمي.. لكنها لن تقتل الإرادة السودانية، ولا أنكر أنها قد تدوش الإرادة، هوناً ما، أقول لكم!
* ذكرتُ في مقال عنوانه (مسخرةٌ أمميةٌ وتلفيقاتٌ أمريكيةٌ 'عاجلة' في جنيف) أن دولة الإمارات كانت قد طالبت مجلس الأمن، بإتخاذ إجراءات 'عاجلة' لتجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان..
* حينذاك كانت الميليشيا قد بدأت تشهد انهياراً بتسارعٍ يخيف الإمارات و يرعب من هم فوقها من الرعاة و يرهب من هم تحتها من (الرعية) العملاء بالأصالة و مناصريهم العملاء بالانتساب.. كان الجميع في عجلة من أمرهم لإعادة الحياة إلى ما قبل الحرب الفاجرة، التي شنتها (الرعية) في يوم ١٥ أبريل عام ٢٠٢٣..
* وجراء هذه العجلة شرعوا في تجميع أدوات كسر إرادة الشعب السوداني، و ترتيب الأدوات، ورسم مهام كل أداة... وكان تكوين بعثة تقصي الحقائق الأممية في السودان، في مقدمة تلك الأدوات كرأس إزميل لاختراق إرادة الشعب السوداني من عدة مواقع..
* قلتُ في المقال سابق الذكر، موجهاً الحديث للمبعوث الخاص للسودان: "نحن نعرف ما تخبئونه لنا من دواهٍ يوم أربعة عشر أغسطس، يا توم بيريلو!".. و كنتُ أعلم أن بعثة تقصي الحقائق الأممية ما هي إلا إحدى الدواهي التي كان بريللو وأعوانه يسعون لتخبئة مراميها عنا كي تأتي الدواهي بما لم تستطع أمريكا، والإمارات ودول أخرى، أن تأتي به.. ألا وهو الإتيان بأثقل (كلباش) لتقييد إرادة الشعب السوداني و وضعه في (فتيل)..؟
* إن بعثة تقصي الحقائق الأممية، المُخلَقة أمريكياً في مجلس الامن الدولي، كانت مُجَدْولةً، حسب توقعاتنا الراصدة للمحاولات الجارية في جنيف، لكسر تلك الإرادة و(كلبشة) هذا الشعب وتطويقه إقليمياً ودولياًً، ثم احتوائه أمريكياً، بوضع القحاتة والجنجويد على مناصب صنع القرار في ما بعد إنهاء الحرب ووقف العدائيات بأي ثمن يسلب إرادة الشعب السوداني!
* نعلم ما جرى ونقرأ المؤشرات لما سوف يجري، ومن قراءاتنا نستطيع أت نعلم بوجود سدٍّ باتع سوف يحُولُ دون أن يتم تنفيذ توصيات البعثة الأممية على النحو الذي تريده أمريكا وأتباعها.. رغم أن بعض المحللين المؤمنين بقدرة أمريكا على تجاوز كل القوانين، بما فيها القوانين الطبيعية ومنطق الأشياء، لا يعلمون ويبنون على تمنياتهم.. و ها هم يسترسلون في وضع فرضيات وتحليلات لفرضيات من الواضح أنها سوف تجبرهم على الذهاب إلى الصحراء التي ذهب إليها (الحاكم بأمر الله) و لم يرجع، أو كما يقول التاريخ..
* نعم، لقد أوصت البعثة الأممية بالإتيان بما تشتهيه أمريكا و دولة الإمارات والقحاتة والجنجويد، وهو نشر "قوات مستقلة ومحايدة” في السودان، بشكل عاجل، لحماية المدنيين.. ولم تكن الحكومة السودانية بغافلة عن ذلك، علاوة على شعورها منذ البداية، بالانتقاص الحاد من سيادتها، والذي يجعل من نشر "قوات مستقلة ومحايدة” قوات تدعم ميليشيا الجنجويد بالسلاح والمؤن التي تحتاجها الميليشيا بما يوازن قوتها قوة الجيش السوداني والقوات المشتركة والمستنفرين و المقاومة الشعبية مجتمعة..
* ومن المنطقي أن ترفض حكومة الشرعية الشعبية توصيات البعثة الأممية برمتها..
* لكن أمريكا لن تقف عند هذا الحد.. و يقول بريللو:- "سنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا في إطار ثنائي، إقليمي، ومتعدد الطرف لتعزيز ازدهارنا المشترك وتعزيز السلام العالمي والأمن.. "
* و صدر بيان صحفي في يوم 8 سبتمبر 2024،من مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية، يقول فيه:-" أن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو يقوم حالياً بزيارة إلى الرياض والقاهرة وأنقرة لمواصلة الجهود الطارئة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان والمجاعة الناتجة عنها.."!
* ماذا يروم توم بريللو من وراء تلك الزيارة، بالضبط؟ ربما يفكر في استخدام أدوات أخرى غير الأداة الأممية.. أدوات تأتمر بأمر القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا المسماة (أفريكوم) Africom.. ومن البدهي أن يزور الدول ذات العلاقات الطيبه مع السودان كي لا تعترض على مشروعه الذي يخطط لتنفيذه بواسطة الاتحاد الأفريقي.. إذ للقيادة (أفريكوم) علاقة متينة بحوالي ٥٣ دولة أفريقية، باستثناء جمهورية مصر العربية التي علاقتها علاقة مباشرة مع القيادة المركزية الأمريكية..
* و رغم هذا العدد الكبير من الدول الأفريقية التي تتأثر سياساتها الأمنية والعسكرية بالبنتاجون الأمريكي، إلا أنها في موقف لن يسمح لها بإرسال قواتها إلى (عش الدبابير) للدفاع عن مدنيين لا تعرف كيفية الدفاع عنهم، بل دخلت القوات ذاتها في متاهات احتاجت فيها إلى قوات تدافع عنها في السودان، خاصة وأن إرادة الشعب السوداني قد.أعلنت عنها الحكومة، بلا مواربة، أن أي قوات تدخل السودان على هذا النحو، سوف يتم التعامل معها تعامل السلطات السودانية مع ميليشيا معتدية..
* ولا أظن أن توم بريللو يريد أن يرى ما جرى للأمركان في الفيتنام وفي أفغانستان يجري في السودان، ولا أريد أن أذكره بما جرى لقائد القوات الأمريكية من مهانة و (تشليح) في شوارع الصومال.. لا أريد أن يحدث مثل ذلك الحدث لقائد أفريكوم هنا في شوارع السودان لكني أذكره بما جرى للجنرال غردون باشا هنا في العاصمة السودانية.. .. * وأؤكد لكم استحالة تكوين توم بريللو للقوات التي يتمنى القحاتة والجنجويد تكوينها كي تعيدهم إلى الشراكة في السلطة.. وأستطيع أن أجزِم بألا حظر للطيران في أجواء السودان سوف يحدث..
* وقصارى القول: لن يطأ بوت أي قوات عسكرية أرض السودان، للحماية المزعومة للمدنيين، طالما الجيش السوداني موجود ويؤدي واجبه في حماية مواطنيه، دون توصية من أي دولة في العالم، سواءاً أكانت الدولة دولة عظمى، مثل أمريكا أم كانت دولة "صغيرة لا تملأ الكف ولكن متعبة!"، مثل الإمارات العربية المتحدة..
- "دع سمائى فسمائى مُحرقهْ... دع قناتى فمياهى مُغرِقهْ... واحذر الأرض فأرضى صاعقة... هذه أرضى أنا... وأبى ضحّى هنا... وأبى قال لنا مزقوا أعداءنا. - نشيد وطني شاع إبان عدوان إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على قناة السويس في عام ١٩٥٦، ويؤرخ العدوان باسم (العدوان الثلاثي) .. - كنا وقتها في السنة الثانية بمدرسة ملكال الوسطى.. لكن صدى النشيد لا يزال يمور في وجداننا دون توقف، بعد أن حلت أمريكا محل بريطانيا و فرنسا، شريكةً لإسرائيل في تخريب بلداننا.. - والمثير للأوجاع، أشد إثارة، أن إسرائيل تفوقت على ذاتها باتخاذ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات وكيلاً لها في تخريب الدول العربية والإفريقية..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة