ثقافة الحوار هي قبول الآخر باختلافه الديني أو المذهبي أو العقدي أو السياسي أو العرقي. كما تتطلب احترام التعددية وتفعيل قيم التسامح ونقد الذات والاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه.
وعند متابعة الحوارات عبر القنوات ووكالات الأنباء، نجد تدهوراً أخلاقياً وقيمياً في ثقافة الحوار. فقد اختفى الحوار الحقيقي، مما يعكس حالة الانفصام الشخصي والسياسي لدى السودانيين في قبول الرأي الآخر.
وفي مواجهة صعوبة الدفاع عن الرأي، يلجأ البعض إلى الإساءات الشخصية والخروج عن الموضوع. إلا أنه بدون قبول الآخر المختلف، لن نستطيع بناء وطن أو الوصول إلى ديمقراطية حقيقية.
والمشكلة الأكبر تكمن في أن ثقافة الحوار غابت عن نفوس الكثيرين، ولا سيما السياسيين الذين يبالغون في تقدير أنفسهم.
ثقافة الحوار
تعتمد ثقافة الحوار على ركنين متوازيين:
الأول: المبادئ والقناعات:
الإيمان بالحوار كأداة للتواصل بين الناس. الاحترام المتبادل لوجهات النظر المختلفة. الاعتراف بحق الآخرين في التعبير عن آرائهم.
الثاني: الممارسات الفعلية:
الانخراط في الحوار مع الآخرين. الاستماع النشط لوجهات النظر المختلفة. مراعاة آداب الحوار. احترام حق الآخرين في التعبير عن آرائهم.
واقع ثقافة الحوار في السودان
على الرغم من الإيمان السائد بأهمية الحوار في المجتمع السوداني، إلا أن الواقع العملي يظهر صعوبات في تطبيقه.
يقتصر فهم ثقافة الحوار غالبًا على المبادئ والنوايا. يوجد تضارب بين الأقوال والأفعال، حيث يرفض البعض وجهات النظر المخالفة ويتهم أصحابها بالتآمر أو الخيانة. تنتشر تعبيرات وتعابير مثل "معي أو ضدي" و"كوز" والخ " التي تعوق الحوار المثمر. آداب الحوار
لضمان حوار بناء، يجب اتباع آداب معينة:
1. إلمام شامل بالموضوع: يجب أن يكون جميع المشاركين على دراية تامة بموضوع النقاش. 2. الشجاعة في الاعتراف بالخطأ: يجب أن يتمتع جميع المشاركين بالشجاعة للاعتراف بخطئهم إذا تبين لهم ذلك. 3. استخدام لغة لائقة: يجب على كل طرف استخدام لغة مهذبة ومناسبة تتقبلها الأطراف الأخرى. 4. الاحترام المتبادل: يجب على كل طرف احترام معتقدات ومبادئ الآخرين، مع مراعاة مشاعرهم.
القناعات تُبنى على المنطق، لا الخداع.
لا تُبنى القناعات من خلال الخداع أو الممارسات المُضللة. إنما تُبنى من خلال منطق العقل. فإذا كانت القناعة متسقة مع منطق العقل، فهي مقبولة. أما إذا لم تكن متسقة مع منطق العقل، فهي بمثابة تسويف وخداع.
الديمقراطية الحقيقية تقبل التنوع
الديمقراطية الحقيقية هي التي تقبل بتعدد الآراء وتُحسن إدارة التنوع السياسي والثقافي والاجتماعي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة