* الكيزان هم من صنعوا ميليشيا الجنجويد الوحوش الآدمية المتعطشة للدماء البشرية، لا شك في ذلك.. وأتى القحاتة وتبنوها واحتضنوها وعانقوها في حب و غرام محموم، ثم دفعوا بها، في يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣، إلى أتون حرب مدمرة كانوا يحسبونها نزهة في (الريفيرا)، وإذا بها غوص في بحرٍ لجيٍّ لم تحسن الميليشيا السباحة فيه.. فكان لا مناص من أن تغرق.. وأرى الآن القحاتة وسدنتهم يغرقون ويهرفون..
* على صفجتي بالفيسبوك ذكّرني (قوقل) بالمقال، أدنى هذه المقدمة، بمناسبة مرور عام كامل على نشره.. فتذكرتُ علاقة الحب بين ميليشيا الجنجويد والقحاتة وسدنتهما.. وهي علاقة بدت الغيوم تبدي لنا نهاية الكيانين،ولا ريب في ذلك..
* قال الأصمعي قولته التي أصبحت مثلاً: "ومن الحب ما قتل”.. وينصحك االأمريكان بألا تعانق، فربما أدى ذلك إلى مقتلك! (some embraces end up by killing you, like a bear hug)!..
♡♡♡
* يحيرك من كنت تعتقد أنه يدري، فيظهر لك فجأة أنه لا يدري (التكتح)، فيفجعك! إنه يعيش في عالم آخر- في يوتوبيا موغلة في عدم إدراك واقع الحياة الحالية في السودان..
* من المآسي أن تكون في جحيم الحرب الجنجويدية القحاطية، بينما المتثاقف يحلم، بدولة مدنية ديمقراطية محمولة على ظهر جمل قادم من الصحراء لم يلجم.. تلك أوهام من يتثاقفون مع عرمان رفيق محمد دحلان.. وعلمهم لا يتجاوز حدود تخصصاتهم، إلا لِماماً!
* ليسوا أغبياء، ولكن الأغبياء يتشبهون بهم حين يتذاكون بكتابات تثير المواجع.. وترى ذلك الشبه حين يتحدث المتثاقفون عن الحياد أو عن لا للحرب أو يساوون بين الجنجويد والجيش أو يعرجون إلى القول بأن البرهان والكيزان هم من أوجدوا الجنجويد.. وربما مضى بعض المنثاقفين إلى المطالبة بدمج الجيش في الجنجويد.. هكذا، مرة واحدة..!
* تقرأ كل كلام المتثاقفين هذا أثناء طرد الجنجويد لك من بيتك.. وأنت تراهم يروِّعون أسرتك والأسرة المجاورة ويستبيحون الحارات ويغتصبون النساء ويقتلون ويسرقون، ويفعلون (السبعة وذمتها).. ومع أن كل هذه الفظائع تجري أمام عينيك، إلا أن المتثاقفين يطالبونك بمهاجمة الجيش ولعن قيادة الجيش، وينبشون الماضي بكثافة لتعميتك، تعمية كاملة، عن رؤية فظائع الجنجويد وهي فظائع تجري أمامك..
* يا الله!
* إن مسئولية أي مواطن سويٍّ مسئولية أخلاقية، قبل أي شيئ.. وتتضاعف مسئوليتنا إزاء حرب ١٥ أبريل.. لكن المتثاقفين يهربون من المسئولية ويركنون إلى النبش في ماضي جرائم نظام البشير ولجنته الأمنية..
* صدقوني، يا أيها المتثاقفون، إن من يعيش مِحَن الحرب الجارية الآن والنهب والقتل وترويع المواطنين، لن يصغيِ إليكم، وطلقات رصاصالجنجويد الطائشة تصِم أذنيه..
* أنا نازح اليوم، ومن ضحايا الحرب الجارية، وأقول ملء الفم:- نعم للحرب حتى إزالة الجنجويد ومحو آثارهم من على وجه الأرض..!
* عند نزوحي وأسرتي، عبرتُ، ارتكازات الجنجويد، ثم عبرتُ ارتكازات الجيش.. والفرق بين تعاطي حرس ارتكازات الفئتين فرق قرأته في عيون الأطفال، إذ كان الأطفال مرعوبين بمجرد رؤية الجنجويد المدججين بالسلاح.. لكن عند رؤية جنود الجيش المدججين بالسلاح، أيضاً، تهللت أساريرهم.. وبدأوا يتضاحكون وكأنهم يهنئون بعضهم البعض في سعادة لن يتخيلها سوى من عاش في جحيم هذه الحرب القحاطية الجنجويدية الفاجرة..
* نعم، حتى أطفالك، وأنت نازح، ترعبهم رؤية وحوش الجنجويد.. لكن المتثاقفين في لندن وباريس ونيويورك، وربما حتى في المناطق الآمنة بالسودان، يطالبونك بمواصلة هجومك على البرهان والكيزان.. ولا ينددون بفظائع الجنجويد إلا عند ربط مخازي الميليشيا بمخازي البرهان الذي ترك للميليشيا الحبل على الغارب، تسوط سواطتها..
* يقيني أن هؤلاء المتثاقفين جامدون وإستاتيكيون، لايتفاعلون مع ديناميكية الحياة، ويريدونك أن تظل تهاجم الجيش وقيادة الجيش و(تلعن أبو الجيش ذاتو) وترفع راية الجنجويد (عالية عالية فوق السارية) وعليها كدمول الجنجا.. يا للجلود (التقيلة) ويا للأمخاخ (التخينة) والإحساس المتبلد!""
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة