الولاية الشمالية مناطق شبه صحراوية و لم يعرف انسانها غير شجرة الخلود النخيل التي تحدثهم بمقولة الرسول الكريم " ان كان بيد أحدكم فسيلة من نخيل وقامت القيامة ان يغرسها فليغرسها " .. وغذاءهم ثمارها " الرطب " ومن افرعها وسيقانها سقف منازلهم المبنية أصلا من تراب الارض الاخضر وبالامس الاثنين ٢٦/ ٨/ ٢٠٢٤م وبارادة العلي القدير هبت عواصف ترابية وهطلت امطار غزيرة فانهارت البيوت عن بكرة أبيها نتيجة السيول التي زمجرت وتدفقت متحدية كل التروس التي صنعها الاهالي ببعض حجارة وبتراب الارض والتي لم تصمد امام الطبيعة وما يعرف بالمتغيرات المناخية .. فالأمطار هطلت دون سابق إنذار ولا سابق معرفة للأهالي بالتعامل معها فأسقف مساكنهم لم تعرف الميلان ولا مصارف المياه لدر الخطر كما ان انسان الشمال لم تسعفه امكانياته الضعيفة حتى لمخاطبة العالم والمنظمات الانسانية والمجتمعية لانقاذه واقامة جسور جوية لايصال المساعدات الدوائية والغذائية .. في تلك البقاع لا توجد ممرات امنة ولا كباري كما لا يوجد مخزون استراتيجي دوائي وغذائي لاعتماد الاهالي علي حفنة تمرات ومحاصيل قمح وفول موسمية وخضروات لأكل اليوم باليوم وجرعات ماء من آبار مالحة اثبتت التجارب انها غير صالحة للاستعمال الادمي .. مددوا اياديكم لانسان الشمالية بكل قراها وحلالها ومن في ضيافتهم من النازحين الكثر من المدن المحترقة بالحرب اللعينة واللذين باتوا بالعراء دون خيام او غطاء فالسماء تمطر والزواحف من ثعابين وعقارب خرجت هي الأخرى من مخبأها ولا علاج ولا دواء يحصن أطفالهم ونساءهم الحوامل وكبار السن العجرة اللذين أقعدتهم رهق حياة بدائية كادحة عاشوها منذ أن تفتحت أعينهم علي الحياة البسيطة الامنة برضى الرحمن الرحيم .. عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة