بولو فاليري في مركز لإيواء النازحين بمدينة كوستي (2-2)كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2024, 10:50 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بولو فاليري في مركز لإيواء النازحين بمدينة كوستي (2-2)كتبه عبد الله علي إبراهيم

    10:50 PM August, 27 2024

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    وصفت مجلة "أتر" الأسبوعية على الشبكة في تغطيتها للحرب الزؤام الناشبة بأنها مما يوصف به الإنسان الحمول في الشدائد بأن كتفيه فوق الماء. فكتبت عن السيول والفيضانات لا بمصطلح "واخراباه" بل بالإحاطة لا بمنشئها فحسب، بل في ما ينبغي لنا فعله حيالها. فأخذت على الدولة بؤس تخطيطها الحضري وغير الحضري الذي لم يعتبر مسارات الخيران في خطط الإسكان. فوزعت الحكومة أراض في مناطق مهددة بالسيول بلا وازع. ولم تستنر بمثل عبارة نبيهة أخذها الصحفيان من متأثر بالفيضان: "الموية ياها الموية كان صبت قليل أو كثير والخيران أصلها ما بتودر دربها". وأضاعت الخيران دربها بفعل فاعل.

    ومن آيات رفع الرأس فوق الماء اقتراح الصحفيون أن يعد السودان عريضة تظلم من الاحتباس الحراري للآلية الدولية للتظلم المناخي كضحية للغرب الذي أحدثت صناعاته هذه البلوى. فالسودان من بين 10 دول تأثرت بهذا التغير المناخي ويأتي في المرتبة السادسة منها. بل شهد الحرب المناخية الأولى في القرن الحادي وعشرين في ولاية دارفور في 2003 التي اقتتل فيها المزارعون والرعاة حول الموارد المحدودة في وقت جدب ضربها. وهي الحرب التي ما تزال مشتعلة وتمددت لسائر القطر. أما المظهر الآخر من هذا العقل من وراء المقال فهو نقده، في معرض دعوته في وجوب التفكير في كيفية بناء مدننا وقرانا بعد الحرب، أن تتوافر جهود البحث في المواد المحلية التي يبني معظم السودانيين منها بيوتهم. فالدراسات تركزت إلى يومنا على الخرسانة المسلحة والحديد والصلب التي تدخل في بناء 29 في المية فقط من المباني في البلد في حين تجد 61 في المية من الدور مبنية من المواد المحلية من الطين الجالوص وعروق الأشجار وفروعها.

    ببلوغ "أتر" ضحايا الحرب اعطتهم صوتاً حاك عن مسألتهم. وخرجوا بسرديتهم من صورة الضحية "الغلبان"، في العبارة المصرية التي عممها عادل إمام، والتي تتداولها الوسائط وبالذات ممن بدا لي أنهم يتكففون بغلب هؤلاء الضحايا في طلب وقف الحرب. بدا من هذه السرديات أن للضحايا رأياً في نوع العناية التي يلقونها، أو لا يلقونها. فاستردوا هويتهم التي وصفها المسرحي ربيع يوسف ب"أنهم مواطنون نازحون"، أي أنهم مستحقون للعناية وهم في حال الحرب.

    بل جاءت سردياتهم بنازع استئناف حياتهم رغم الحرب. فلم يستسلم محمد عمر، صاحب مكتبة الوارقين بالخرطوم، لطرد الدعم السريع له من مكتبته، فغادر الخرطوم إلى عطبرة وفتح فيها كشكاً لبيع الكتب. فاتصل بدار المصورات للنشر للحصول على كتب لدكانته. فأشارت له بأن كل ما بوسعها التصرف فيه هو مخزون من الكتب في مدينة الأبيض بولاية كردفان المحاصرة بالدعم السريع. فكلف من جاء بها من الأبيض. وحرصاً منه ألا يصيب حاملها سوء من أي جهة كتب اسمه ورقم هاتفه على صناديقها. فأوقفها ارتكاز للقوات المسلحة في كوستي على النيل الأبيض وهاتفوه وأصروا على مصادرة بعض الكتب. ولتأمين الكتب أكثر خلط سائق الشاحنة الكتب مع بضاعة فول سوداني مجازة للترحيل. وهربها بهذه الحالة إلى مدني. وتولى تأمينها بعض شباب المقاومة فيها. وسافر بها أحدهم من مدني إلى حلفا في رحلة استمرت 6 أيام ولقي معاكسة من السلطات الحكومية حتى وصل حلفا ثم منها لمدينة القضارف. وانعقد معرض ناجح للكتب فيها بحضور كبير باع فيه 70 في المية من المعروض من الكتب.

    وكانت الثقافة مما تعلق به الضحايا لسلامة عقلهم. فانعقدت في مدينة سنار رابطتها الأدبية التي كانت تأسست منذ نصف قرن وتفرق أعضاؤها. وعاد بعضهم إلى المدينة بعد الحرب واستأنفوا حلقات نقاشهم التي كانت استلفتت السودانيين أول قيامها. واحتفى الفنانون بيوم المسرح (27 مارس) في مدينة بورتسودان. وعرضوا على الجمهور مسرحية بعنوان "همستي" (وهي "نتجاوز" بلغة شعب البجا في المنطقة) عن قضايا النوع العرقي والاجتماعي. كما عقد "المسرح الحر" دورته الثامنة في مدينة كوستي بعروض مسرحية في مراكز إيواء النازحين من الخرطوم. وقال ربيع يوسف من هذه الجماعة إن الفن شكل من أشكال المقاومة: "مقاومة القبح والموت والفقر". ونظم "منتدى شروق" التاريخي بالمدينة ليال شعرية محضورة. ونشأ "مقهى شليل (وشليل من ألعاب الصبية)" في القضارف وقدم نشاطاً موسيقياً مرموقاً. كما بعث الكاتب عوض مشاوي منتداه في القضارف حيث لاذ إليها من الخرطوم.

    وطالما كان التعليم شاغل الأسر خرج متطوعون باسم "لجان الطوارئ" لسد الحاجة إليه. واصطرعت الحاجة للتعليم مع الحاجة للإيواء الذي كانت المدارس مقاره. فانعقدت مدرسة بحي السلام بمدينة الفاشر لخدمة مراكز إيواء نازحين به. وأراد به المتطوعون، بجانب تدريس مواد منهجية، التلطيف على التلاميذ وإيوائهم روحياً. فرتبوا لهم برامج ترفيهية وألعاب ومسابقات. فيدرس التلاميذ لأربعة أيام من الأسبوع ليطلبوا الرزق من بيع الماء ونقل البضائع في سوق المدينة الأسبوعي الذي ينعقد كل اثنين وخميس

    وانعقدت تجربة استثنائية في التعليم بمدينة كوستي. فعرض المعلم الهادي راضي على المعلمين المتطوعين فيها أن يتواثقوا على نهج من وراء تعليمهم لأطفال شردتهم الحرب. فهم، في رأيه، جماعة مقهورة صح أن يتم تعليمهم على ضوء نظرية التربوي بول فاليري صاحب نهج "تعليم المقهورين" ليحصل التلاميذ على تعليم "من أجل الدعم النفسي". وقال الهادي في ختام الفصل الدراسي، "رغم أننا استلهمنا الفكرة من تعليم المقهورين، ولكن أظن أننا استطعنا تبيئتها بما يناسب الواقع العنيف في السودان بعد اندلاع الحرب فكانت النتائج مرضية لنا".

    إذا جنح خبر الحرب في الوسائط إلى تصوير ضحية الحرب كغلبان فإنه في صحافة "أتر"، التي استردت له صوت المواطن النازح المقهور، حالة شقية من "السردبة"، في العبارة السودانية، التي هي الاصطبار.


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de